حزام قماشي متدلٍ من السقف بارتفاع سنتيمترات قليلة عن الأرض يمكن أن يجعلك تنفصل عن العالم وتنعم بالإسترخاء و السعادة عن طريق السباحة في الهواء دون الخوف من السقوط بفعل الجاذبية الأرضية، حيث تمارس يوغا التأرجح و التي تعد من أشكال اليوغا الحديثة التي تشهد رواجاً كبيراً حالياً. ويعمل هذا الشكل الجديد الذي يمزج بين اليوغا والأكروبات الهوائية وتمارين اللياقة البدنية على تقوية عضلات الجسم من ناحية، ومنح الروح والنفس شعوراً بالاسترخاء والهدوء من ناحية أخرى.
أول من طبق يوغا الأرجوحة هو كريستوفر هاريسون، لاعب الجمباز ومصمم رقصات في مسرح برودواي. ويجمع هذا النوع من اليوغا بين وضعيات اليوغا التقليدية والرقص ونظام البيلاتس للياقة البدنية بواسطة حزام قماشي مصنوع من النايلون يبلغ عرضه ثلاثة أمتار ومعلق بالسقف على شكل أرجوحة، و يكون على بُعد بضعة سنتيمترات فقط فوق الأرض. هذه الأرجوحة قادرة على تحمل أوزانٍ تصل إلى 400 كغ فلا داعي للقلق من وزنك، كما أنها مصنوعة من مواد خفيفة وناعمة مما يمنحك الخفة وسهولة الحركة، وعند قيامك بحركات الشد على الأرجوحة ستشعر بأن عضلات جسمك كلها تعمل في وقت واحد وبطريقة منظمة، حيث يعتمد اللاعب أثناء تأدية تدريبات يوغا التأرجح على ثقل وزنه الخاص تقريباً دون تحكم قوة الجاذبية الأرضية، فيقوم بالتأرجح والتعلق واللف والدوران والتمدد مع الحزام القماشي وداخله.
تمنحك يوغا التأرجح مزايا إضافيةً:
مرونة أكبر: فهي تمنحك حريةً أكبر في الحركة، وتدفعك لتحريك جسمك في وضعياتٍ جديدة، مما يمنحك الشد والمرونة بشكلٍ أعمق وأكبر من اليوغا العادية، خاصةً بمحاولتك المحافظة على توازنك في كل التمارين التي تقوم بها.
تركيز أكبر: عندما تضع نفسك في تحدٍّ أصعب من المعتاد، فإنك تحفز دماغك وعضلاتك على العمل بشكلٍ أكبر لإنجاز المهمة، وهذا ما تقوم به اليوغا الهوائية، حيث تجبرك على أن تكون متيقظاً دائماً و مركزاً على نفسك وعلى ما حولك. كما أن فكرة وجودك معلقاً ستجعل تفكيرك بالكامل معلقاً بالتمرين الذي تقوم به، مما يمنحك الفائدة الأساسية من اليوغا، وهي الإنفصال عن العالم المحيط بك.
عضلات أقوى: بما أن الجاذبية ستكون ذات تأثير أقوى على جسمك وأنت معلق في الهواء ، فإن هذا سيجعلك تطبق قوةً أكبر على عضلاتك. وستشعر بالفرق في العضلات الأساسية في الجسم أي عضلات الظهر والعضلات حول الحوض والوركين .
تمارين يوغا التأرجح هذه لا تتناسب مع كل الأشخاص، لأن تدلي الرأس من أعلى يتسبب في تعرض الأشخاص غير المدربين لبعض المخاطر؛ حيث ينتقل نحو لترين من الدم من الجزء السفلي بالجسم إلى الرأس، ما قد يؤدي إلى حدوث اضطراب في الدورة الدموية والإصابة باضطرابات في الرؤية وقد يصل الأمر إلى الإصابة بسكتة دماغية لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم، و يُمكن لهذه التمارين أن تؤدي أيضاً إلى الإصابة بوذمة رئوية عند الأشخاص المصابين بضعف في القلب.
العدد 4953 - الثلثاء 29 مارس 2016م الموافق 20 جمادى الآخرة 1437هـ
