العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ

الجراثيم تهاجم "المنظفين" من كل الجهات

هل أنت مصاب بـ"هوس النظافة"؟ كم مرة في اليوم تغسل يديك بالمطهرات والمعقمات؟ وإلى أي مدى تخشى الجراثيم في منزلك، مكتبك، سيارتك، أو في أي مكان تذهب إليه؟ وهل أنت (مرتاح) من هذا الوضع؟ لا شك أنه "وسواس النظافة"، ولكن بإمكانك التغلب عليه.

إنه مرض من الأمراض ذات الانتشار الكبير كما أثبتت دراسة للباحثة النفسية عبير العتيبي في مركز النخبة الطبي الجراحي بالرياض، فهوس النظافة أو ما يُعرف المصابون به بالـ"منظفون cleaners" لا يقل خطورة عن القلق ونوبات الفزع، وهو يدخل ضمن قائمة الوسواس القهري الذي يظهر على هيئة صورة أو سلوك متكرر وشديد الإلحاح لا يستطيع المصاب مقاومته على الرغم من عدم فائدته.

الجراثيم تهاجم المنظفين من كل الجهات، والخوف يحاصرهم ويجعلهم تحت سطوة الهلع من تهيؤات مفزعة كونهم معرضون لفيروسات وميكروبات من أشد الأنواع، والمنظفون يعانون من الوساوس في كل ما يتعلق بالنظافة والذي ينطوي عادة على الخوف من المرض، وقد يغسلون أيديهم ويستحمون عشرات المرات على مدار اليوم إلى درجة تقشير الجلد، وينظفون المنزل بدرجة أكبر من الحاجة، ويمتنعون عن مصافحة الناس أو لمس أي سطح.. فبالنسبة لهم، هجوم الجراثيم وارد.

وفي الحقيقة، فإن هوس النظافة يهدد وظائف جهاز المناعة لدى المصاب، ويسبب له أنواعًا مختلفة من أمراض الحساسية، لكن بطبيعة الحال، يختلف كل منا في تحديد مفهومه للنظافة، ولكن كلنا نتفق على أن النظافة هي نصف الصحة، ولا يسمح بالمقابل المبالغة فيها، لوصولها لدرجة الهوس أو الوسواس، إذ ينتج مرض النظافة عن عدة عوامل ومنها القلق من البكتيريات والبحث عن الكمال في النظافة.

لكن، هل يمكن إيقاف هذا الوسواس لدى المريض؟ ذلك ممكن بالطبع، لكنَّ الباحثين يقولون إنه من الصعب مطالبة المصاب بالتوقف عن هذه الممارسات حيث من الممكن أن تتفاقم حالة القلق لديه بشكل أكبر وسينشغل بالتنظيف، فوسواس النظافة يخفي مشكلة عميقة، إلا أن العلاج الأمثل هو التخفيف على المصاب عبر التحدث معه وتشجيعه على إيقافه بما يسمى "الفطام التدريجي"، أي خطوة بخطوة، وهناك في الحالات الشديدة يتم استخدام العلاج المثلي، وهو الغوص في أعمال مشكلة المصاب وأسباب حدوثها وإيضاح تاريخها الطبي، ثم إجراء الفحوصات اللازمة للمصاب، ويبقى القرار في يد المصاب لأن يواجه ذلك الوسواس ويتحرر من سجنه.

العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً