العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ

سكنتُ في النفوس التي تقاسمني الوجع والفرح والأمل

في البرامج الشعرية التلفزيونية والإذاعية، مثلت لجنة الأنشطة والأعمال للشاعرات في البرنامج الإذاعي (أثير القوافي) الذي يعنى بالشعر الشعبي، وهو من إعداد وتقديم الشاعر خلف العنزي وإخراج كمال بوكمال، كما شاركت في إعداد التنسيق والمتابعة للبرنامج الإذاعي (أحلى الكلام) الذي يعنى أيضًا بالشعر الشعبي وهومن إعداد وتقديم الشاعر محمد خلف عبدالله وإخراج محمد عتيق، كما شاركت في لقاءات إذاعات خليجية وعربية مثل: صوت الخليج، إذاعة دبي، إذاعة صوت العرب وبرنامج قوافي في إذاعة أبوظبي، وشاركت في إعداد البرنامج التلفزيزني (أحلى الكلام) من إنتاج تلفزيزن البحرين، وتقوم حاليًا بإعداد وتقديم برنامج (ليالي الشعر) من إذاعة مملكة البحرين، وفي حضرة الشعر، نعبر إلى العديد من الفضاءات عبر هذا الحوار:

وطن آخر يسكنني

منذ العام 2001 حتى الآن، إلى أين أخذ الشعر هنادي الجودر؟ هل وجدت في فضاء هذا اللون الإبداعي ما أضاف لها لغة تتخاطب بها مع نفسها ومع الآخرين؟

منذ اللحظة الأولى لتورطي مع الشعر أمام العموم أصبحت ملكًا له، وأصبحت مفردتي مشاعة لكل من يقرأها، فالشعر أخذني من نفسي وأسكنني في كل النفوس التي تقاسمني الفكر، الفكرة، الوجع، الفرح، الأمل، وأخذني إلى عوالم تشبهني أحيانًا و تختلف عني أحيانًا أخرى، ووجدت في الشعر ما صبوت إليه من نعومة أظفاري: وطن آخر أسكنه ويسكنني.. لغة لا تشبه أحد سواي! تشبهني فقط وتفهمني، وغالبًا ما يفهمها أناس تشبههم أيضًا.

الفكر، الوجع، الفرح، الأمل.. متى يرغم الشعر هنادي الجودر على البكاء؟ ومتى يجعلها تبتسم ومتى يرافقها؟

الشعر يرافقني دائمًا، يقاسمني لحظاتي ومشاهداتي، نبتسم معًا ونبكي معًا ونستطيع معًا أن نسمّر اللحظات والمشاعر بإحساس قصيدة تبقى رغم رحيل اللحظة، أحيانًا نحن من يرغم الشعر على البكاء بمواقفنا بني البشر.

عزاؤنا.. سلاح الكلمة

مع هنادي الشاعرة والإعلامية والقانونية، ثمة هواجس وقضايا تفرض نفسها علينا في حياتنا اليومية، ترى، ما هي أكثر القضايا التي تشغل بالك على مستوى: الشعر، المجتمع، الوطن، الإنسانية.. وتحديدًا، قضايا المرأة؟

ليس من العيب أن تكون قضايا عاطفة المرأة هي الشاغل الأول للشاعرة وهي لي كذلك، فالعاطفة هي ترجمان كل ما يختلج في الأنفس وهي حبل الوصل الممدود بين البشر، وهي الأقرب للمرأة كون الوجدان يسيطر عليها، وحقيقة، قضايا الوطن العربي والأمة العربية والمجتمع والإنسانية جميعها تشكل هاجسًا يسكنني رغمًا عني فأنا جزء من الوطن والمجتمع والأمة العربية، وجزء حباه الله بالقدرة على استنطاق الحبر والقلم، فلا شك بأن هذه القضايا تعني لي الشيء الكثير واحتلت مساحتها في قصائدي، وقد نشعر أمام هذه القضايا بقلة الحيلة وقصر اليد ولكنَّ عزاءنا أننا حملنا سلاح الكلمة لأجلها.

القلم.. أكثر إبصارًا

هذا الكلام ينقلنا إلى مساحات أخرى.. ما الذي كشفه ديوان “إلى متى ؟” للشاعرة هنادي الجودر؟ ماذا قال عنه المقربون من عامة الناس ومن نقاد؟ وما الذي أتى أو سيأتي بعد هذا الديوان؟

ديوان "إلى متى" تضمن تجربتي الكتابية منذ العام 2001 حتى العام 2006، اكتشفت منه أنه كلما تقدم بقلمك العمر أصبح أكثر إبصارًا، ويسعدني أن الديوان قد حظي بقبول وترحيب من قبل العامة وحظي بإشادات كثيرة من قبل نقاد خليجيين مهمين، بل وأسعدني ما كتب عن الديوان من قراءات سواء في البحرين أو الكويت أو السعودية، ولكنني لا أخفي عدم رضاي عن اختياري لاسم الديوان.

أليست عضوية هذا الكم من اللجان التي تنضمين إليها يشكل ثقلًا على الشاعرة؟ أم أن الشاعرة هنادي الجودر لها دوافعها في تحمل كل هذا العناء؟

الكم لا يشكل عبئًا متى ما كان حب الحقل والرغبة في إجزال العطاء له هو المحرك الرئيسي لهذه المشاركات، وأحببت أن تكون لي بصمة في الحقل الذي أحبه وأن أقدم ما أمكنني لوضع أسس للساحة الشعرية وتبني المواهب وصقلها ودعمها، ولا أنكر أنها تشكل ثقلًا لكن لكل إنسان قدرته الخاصة على قياس مدى قابليته لتحمل مثل هذا الثقل، وسعادتي بالعمل كانت كفيلة بأن تخفف أي عبء.

هبة الرحمن لا يشبهها شيء

على الصعيد الاجتماعي: الأسرة، الأهل، الأصدقاء، العلاقات.. ما هو الجانب الذي تهتم به الشاعرة أكثر؟

دائمًا الأسرة والأهل في المقدمة، فهم الالتزام الجميل، هبة الرحمن التي لا يشبهها شيء، وبمحاولة الموازنة بين جميع هذه العلاقات، لا شك بأن الإنسان سيكون محظوظًا وسعيدًا ، وهذا ما حققته بفضل الله تعالى.

كيف تقيمين ساحة الشعر النسوي في البحرين والخليج؟ ما هو الواقع.. وما هو الطموح؟

ساحة الشعر النسوي متذبذبة غير ثابتة، من النادر استمرار الشاعرات، ومعظمهن تأخذهن أمورًا أخرى خلاف الشعر فتسرقهن وينطفئ الضياء، لذلك، قلة قليلة هنّ اللاتي يبرزن كشاعرات ويبقين كذلك، وهو واقع مرير، ومؤشر خطير لأن الشعر ورطة لا يمكن الخلاص منها، إلا أن الطموح هو أن تتحرر المرأة من كل ما يشدها إلى الوراء إن كانت شاعرة وتمضي قدمًا لتبقى ساحة الشعر النسائي.

العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً