العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ

رونق “ثياب جدتي” يزهو بجمال الأصالة والتراث

سحر “الجدة” وهي ترتدي ثوب النشل البحريني، أو البشت، أو البخنق والدراعة وثوب النقدة والمفحح والمكورر، لا يقاوم.. فوجودها في المنزل بركة وذلك الرونق الذي يزهو بجمال الأصالة والتراث بالملابس الشعبية البحرينية والخليجية، يعطر الجلوس في حضرتها بأسعد اللحظات.

وفي السنوات الأخيرة، أبدعت تصاميم الخليجيين في عروضهم لتقديم الزي النسوي التراثي محتفظًا بهويته مع بعض التحديثات الجمالية، فمملكة البحرين، ومنطقة الخليج العربي بشكل عام لها عراقة وجذور تاريخية، ولأنها منطقة ارتبطت بالبحر والنخيل، فقد اصطبغت الأزياء الشعبية التراثية بالألوان الجميلة والفضفاضة، ما جعل الثوب الشعبي حيًا ومحببًا للأجيال، فترتديه البنات الصغيرات والشابات في المناسبات والأفراح والأعياد.

وعادةً ما تتغير تصاميم الموضة وفق متطلبات العصر، إلا أن الأزياء التقليدية التراثية تبقى شاهدةً على طيبة وبساطة وجمال الزي، ومن أشهر تلك الأزياء “البخنق”، وهو رداء تستعمله الفتيات الصغيرات كغطاء للرأس قبل وصولهنّ لسن الزواج، وينسدل البخنق ليغطي النصف الأعلى من البدن، ويكثر ارتداؤه في الأعياد والمناسبات السارة ويُخاط البخنق من قماش خفيف يغلب عليه اللون الأسود ومطرّز بنقوش وزخارف من الخيوط الذهبية.

أما “الدراعة” فهي ذات أكمام ضيقة تكاد تلتصق بالذراع، وتخاط من جميع أنواع الأقمشة، وتتزين فتحة الأكمام بشريط من الزري العريض، وتأتي الدراعة على نوعين هناك دراعة (أم رسغ) تتميز بشريط الزري العريض الملتف حول الرسغ والنوع الآخر (أم كتف)، وماذا عن “ثوب النشل الشهير؟”، فهو يأتي في مقدّمة الأزياء النسائية الشعبية فنًّا وإتقانًا وأصالة، إذ تحرص المرأة البحرينية على ارتدائه في مختلف المناسبات كالأعياد وحفلات الزواج والموالد وعند عودة الرجال من رحلة الغوص.

وهناك أنواع أخرى من الأزياء لاتزال النسوة ترتديها منها “ثوب النقدة”، وهو ثوب من التور ينقد بالخوص الذهبي أو الفضي يدخل بين فتحات القماش ويشكل بحسب النقوش المطلوبة، ويتميز باللمعان الواضح، وكلما كثر التنقيد بالقماش كلما ثقُل وغلا ثمنه، و “الثوب المفحح” هو أحد أنواع الثوب النشل، إذ يتميّز بتعدد ألوانه الزاهية، والتطريز الذهبي المميز بين كلّ لون وآخر وهو يعتبر من أكثر الألبسة الشعبية تميزًا.

وأهم ما يميز الأزياء الخليجية هو القماش الذي تصنع منه، ويلاحظ استعمال الحرير كمادة أساسية في الملابس الخليجية، وهو مفضل بالدرجة الأولى بكافة أنواعه: الطبيعي منه والصناعي، وكذلك الملون السادة والملون المنقوش، ويأتي القطن بالدرجة الثانية، أما الصوف فقد اقتصر استخدام الخفيف منه على العباءات وعلى قليل من الثياب، وكانت هذه الأقمشة تستورد من الهند وإيران ومصر وسوريا.

أما عن الألوان المستخدمة في الثياب التقليدية فيأتي اللونان القرمزي والبنفسجي على رأس الألوان المفضلة ويليها الأزرق بكافة درجاته والأحمر والأخضر، أما اللون الأسود فيستخدم للأحجبة والعباءات، وتفضل الألوان السادة لثياب المناسبات ويكثر عليها التطريز، أما الثياب اليومية فتتراوح بين الألوان السادة والمنقوشة بألوان زاهية ولا فرق في الألوان بين لبس المسنات ولبس الشابات، وقد برعت المرأة البدوية في الصحراء في اختيار الألوان الصاخبة الجذابة كما برعت في التنسيق بينها في أشكال متداخلة .

أما الخاصية الثانية المهمة التي تلفت النظر في الملابس التقليدية هي التطريز، حيث يلاحظ أن أبسط ثوب من الثياب يطرز بكثرة ويغطي التطريز معظم الثوب من الأعلى إلى الأسفل بطريقة عمودية إضافة إلى الأكمام الواسعة والظهر وبقية أجزاء الثوب الذي تتناثر عليه الزخارف بأشكال متباعدة متناسقة، كما تطرز الثياب الأخرى بغزارة أقل من ثياب المناسبات ولكن بوفرة ملحوظة، وتقتصر الزخارف حول حافة الرقبة وعلى الصدر وحافة الأكمام.

ويطلق على التطريز في الخليج العربي اصطلاح محلي هو “ تخوير “ أو “خوار” وكذلك “كورار “، والخيوط المستخدمة في التطريز هي خيوط معدنية وتسمى هذه الخيوط بخيوط “الزري”، وهو اصطلاح محلي يعني الذهب أو المذهبة، وتسمى الخيوط المعدنية الصفراء الذهبية باسم: خيوط الذهب، أما الخيوط المعدنية البيضاء الفضية فتسمى “التلي”، وإلى جانب الخيوط المعدنية، هناك خيوط الحرير الأصلي وتسمى “البريم “، وفى الآونة الأخيرة، استخدمت الخيوط الصناعية النايلون ذات الألوان البراقة والأسعار الرخيصة كبديل للخيوط المعدنية والحريرية التقليدية الغالية الثمن .

العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً