العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ

نحن أمام آفة اجتماعية مروعة

الباحث وسام السبع:

يعتبر الباحث الاجتماعي والكاتب وسام السبع متفردًا في بحثه لموضوع "زنى المحارم" ضمن ملفات قضايا المجتمع التي أولاها اهتمامًا مع تنوعها، وهو أول من تقصى ونشر وكتب بعمق عن زنى المحارم الذي وصفه بأنه (آفة اجتماعية خطيرة آخذة في التوسع المروع في مجتمع تهدده مخاطر التفكك الأسري وانهيار القيم وضعف الرقابة الأسرية).

ويؤكد على أن إثارة الموضوع يكتسب أهمية، ويوضح أكثر بالقول: "سجلنا قصصها المؤلمة من الواقع المحلي، وعلى رغم ندرة المعلومات والأرقام الرسمية فإن القضايا التي تصل إلى أروقة المحاكم وتفصح عنها ملفات مراكز الإرشاد الأسري تفيد بأن الظاهرة في تزايد مقلق ومخيف"، فهناك فتيات صغيرات يعشن الرعب الدائم من أقرب الناس إليهن، وأطفال في عمر الزهور توجه إليهم سهام الغدر من أرحامهم الذين جفتهم الرحمة ليتحولوا خلف الأسوار المغلقة إلى وحوش غادرة تطارد فرائسها من دون وازع من ضمير ديني أو إنساني... بيوت غادرتها "السكينة" وهجرها الاطمئنان النفسي والعاطفي، وعائلات تفتك بها رغبات شيطانية منفلتة، بعضها تفككت وانهارت ومنها من تنتظر... صرخات مكتومة تحتبس في صدور الفتية والفتيات ممن يتعرضون لعذاب ليس لهن أو لهم سامع أو مجيب، وممارسات لم يألفها المجتمع تتسرب من بين ثقوب جدران المنازل لتكشف عن وقائع مروعة، ضحاياها يدرجون في سنوات أعمارهم الأولى.

ومن بين القضايا التي احتفظ بها السبع، قصة مواطن يبلغ من العمر 67 عامًا نظرتها المحاكم، متهم بالاعتداء على عرض ابنة شقيق زوجته التي تبلغ من العمر 12 عامًا، ومن تفاصيل الواقعة، أن والدة المجني عليها تقدمت ببلاغ للشرطة يفيد بتعرض ابنتها لاعتداء من قبل زوج عمة المجني عليها الذي كان يأخذ المجني عليها إلى سطح المنزل ويقوم بالتحرش بها جنسيًا بعدما يقوم بخلع جميع ملابسها، وقد شاهدت الأم ابنتها في حالة غير طبيعية فقامت باستشارة جدتها وأب المجني عليها وأخبرتهم بأن ابنتهم بحالة غير طبيعية فكانت إجابة الأهل أنه من الممكن أن حالتها هذه بسبب دخولها في مرحلة البلوغ، ما دفع والدتها إلى أخذها للمستشفى، وبعد الفحص عليها تبين أن المجني عليها تعاني من ارتفاع في الحرارة والتهاب الحنجرة، إلا أنه بعد فترة لم تتغير حالة المجني عليها وكانت دائمًا تصحو من النوم وهي مفزوعة وتقوم والدتها بتهدئتها.

وعندما كانت والدة المجني عليها عائدة من عملها، طلبت من ابنتها تغيير ملابسها للذهاب للنوم فأخبرتها المجني عليها أنها تريد إخبارها بسر ولكن لا ترغب في أن يعرفه أي شخص، كما طلبت من أمها عدم معاقبتها فقامت بعدها بإخبار أمها بالواقعة، إلا أن والد البنت لم يصدق الأمر وقال إن المتهم رجل صالح وبعدها تم تقديم بلاغ لمركز الشرطة، من جانبها، ذكرت المجني عليها أن المتهم كان يعتدي عليها على فترات عندما كانت في منزل عمتها خلال الإجازة الصيفية، وأن المتهم يختلي بها في حال عدم وجود عمتها، كما أن المتهم كان يدعي أنه مريض ويطلب منها خلع ملابسها ويطلب منها إتيان أفعال مخلة لكي يشفى من مرضه.

النماذج كثيرة (يشيب لها الرأس) كما يصف الباحث وسام، إلا أنه لا يعتبر "زنى المحارم" ظاهرة ولا يمكن إطلاق حكم كهذا إلا بعد إجراء دراسات ميدانية مدعمة بالأرقام والشواهد وهذا غير متاح مع شديد الأسف، لكن مثل هذه الحالات موجودة وتمارس بشكل سري، وفي العادة، فإن حالات قليلة يتم الكشف عنها، وتبقى حالات أكثر تمارس تحت طي الظلام بعيدًا عن الإعلام والمؤسسات الاجتماعية التي تتعاطى معها.

ويختصر الحل في تكثيف توعية المجتمع على جميع المنابر ومن كل الأصعدة، وكذلك بتوفير الدعم والمساندة للضحايا وابتكار وسائل أكثر نجاعة وأمنًا للوصول للضحايا من خلال توفير شبكات الأمان والخطوط الساخنة.

العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً