العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ

نبضة حياة ترسم البسمة على وجه الألم

جميل أن تنقذ حياة إنسان وتعيد البسمة إليه وإلى ذويه، والأجمل، أن تجعل الآخرين يقومون بذات العمل الإنساني الرائع، وتغرس فيهم المعرفة والمهارة والإيمان بمكانة العمل التطوعي لمساعدة الآخرين، وكم هي غالية تلك الكلمات الصادقة التي نسمعها من الناس حين يقدرون عملك ويقولون لك من أعماق قلوبهم :”شكرًا”.

تدريب أكبر شريحة

في رفقة تحمل كل المعاني الإنسانية النبيلة، حظيت "بيللا" بفرصة مرافقة فريق "نبضة حياة"، وهو فريق تطوعي إسعافي من مجموعة من أبناء البلد الطيبين من مختلف مناطق مملكة البحرين، وهذا الفريق يهدف إلى تدريب أكبر شريحة من المجتمع في مجال الإسعاف الأولي لإنقاذ حياة المصابين في الحوادث المنزلية أو المهنية أو تلك التي تحدث يوميًا وبشكل مفاجئ كحوادث المرور وحوادث العمل والإصابات المختلفة.

مسعف في كل بيت

ومن أجل تحقيق ذلك الهدف، اختار أعضاء الفريق تسمية "نبضة حياة" تعبيرًا عن ذلك الشعور المليء بالخير حين تمد يد العون لإنسان في حاجة ماسة لك وقت الشدة.. ومنذ بدء الفكرة، قاد الفريق مجموعة من الأطباء والمسعفين المؤهلين، وبدورهم، قاموا بتدريب وتأهيل مجموعة أخرى، وتلك المجموعة واصلت العمل لتدريب المجموعة تلو المجموعة، وهدفهم في ذلك هو أن يكون في كل بيت فرد من أفراد العائلة قادر على القيام بالإسعافات الأولية، وهو ذاته الذي يمكنه أن يساعد زميلًا له في العمل أو مصابًا في الشارع.

ويهدف فريق "نبضة حياة" من خلال أنشطته التثقيفية والتدريبية والخيرية والميدانية إلى تقديم المساعدة في مجالات الإسعاف الأولي، ورفع مستوى الوعي بين المواطنين والمقيمين، بالإضافة إلى الإسهام في تنمية اهتمام كل الفئات بالصحة العامة، وقد أخذوا على عاتقنا تنظيم العديد من الدورات التدريبية في المدارس والمآتم والمنازل وكذلك في المجمعات التجارية والجمعيات.

معلومات وتدريبات دقيقة

رافقنا الفريق ذات مساء إلى ممشى سترة حيث كانوا على أهبة الاستعداد لتقديم المعلومات والمحاضرات التثقيفية والدورات التدريبية السريعة في مجال الإسعاف الأولي، وفي الزاوية التي خصصت للفريق، كان مرتادو الساحل من الرجال والنساء والشباب يقبلون على الزاوية لطرح الأسئلة والاستفسارات، وكذلك للقيام ببعض التدريبات لاكتساب مهارات الإسعاف الأولي الممكنة والبسيطة والتي لا تتطلب سوى الحصول على المعلومة النظرية، ثم التجربة العملية بدقة كمساعدة المصابين بالصرع، الإغماء، نوبات السكري، النزيف الخارجي، وكذلك تقديم المعلومة للمواطن الذي يسأل مثلًا عن كيفية إنقاذ الطفل حين يبتلع قطعة معدنية، أو يتناول مادة خطرة أو كيفية التعامل مع نزيف الأنف المفاجئ، وغيرها من الحالات التي قد تحدث أمامنا ونراها بين حين وآخر.

أكثر من 30 عضوًا

هذا الفريق تأسس على يد اثنين من المواطنين المتطوعين هما المسعفة ابتسام علي إبراهيم والمسعف السيد أحمد السيد سعيد، أما عدد الأعضاء الآن فيبلغ 35 عضوًا متطوعًا مؤهلًا في مجال الإسعاف الأولي والتثقيف الصحي، والفريق يقدم خدمات متعددة للمجتمع كالدورات والمحاضرات وورش العمل في مجال الإسعافات الأولية، ونقدم كذلك الفحوص الطبية كمشاركة من الفريق مع الجهات الحكومية والأهلية ومختلف جهات المجتمع ومنها على وجه الخصوص منظمات المجتمع المدني، وذلك بقياس الطول والوزن والضغط ونسبة السكر في الدم، وحساب كتلة الجسم وكذلك تحديد القوام أو قياس مدى ملاءمة القوام.

سألنا أعضاء الفريق عن كيفية تغطية الاحتياجات من الأجهزة وترتيبات الدورات والمحاضرات فقالوا :"في الواقع، نحن لا نحصل على أي دعم مالي، ونغطي التكلفة في الغالب من حسابنا الخاص حيث يشترك أعضاء الفريق في دفع مبالغ لتلبية الاحتياجات، وفي بعض الأحيان، تقوم الجهة الداعية لنا بتغطية كلفة المشاركة، أما الحصول على دعم مالي من أي جهة، فذلك لا يحصل إلا قليلًا، ونقصد بذلك، الحصول على الداعمين بشكل رسمي يتوافق مع القانون".

الفريق شارك في العديد من الفعاليات كدورات التدريب في الإسعافات الأولية للحصول على الرخص الدولية بالتعاون مع منظمة EFR العالمية المتخصصة في مجال تأهيل المدربين وتطوير قدرات المسعفين، كما قدمنا سلسلة محاضرات في مجال التغذية الصحية السليمة، بالإضافة إلى مواضيع مختلفة لدورات وورش عمل ومحاضرات في مختلف شئون الصحة العامة، ونحن مستمرون في هذا العمل لخدمة بلادنا الغالية مملكة البحرين وللمساهمة في خدمة المجتمع الذي يستحق منا كل جهد.

العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً