بالإمكان أن تنجح جهود التوعية والتثقيف حيال الوباء العالمي الكبير.. مرض “السكري”، لكن ذلك يحدث شريطة أن يقوم كل واحد منا بتغيير أنماط حياته، أي أن نضع الخيار الصحي وتوفير البيئة المساندة، سواء للأصحاء أو لمرضى السكر، في أعلى القائمة.

إن الداء السكري ينتشر بشكل مقلق، وحين يتم التركيز في يوم الصحة العالمي الذي يصادف السابع من أبريل من كل عام، في شعاره للعام الجاري 2016 على الداء السكري، فإن ثمة عوامل عديدة تلزم الالتفات لها من جانب الجميع، إن توفير بيئة مناسبة لممارسة النشاط المدني في المناطق السكنية، وخصوصًا للسيدات، وتوفير بيئة مساعدة لتغيير السلوك الصحي، والتركيز على التوعية، كلها أمور أساسية، ولهذا، فإنه لتغيير السلوك وإنجاح كل ما تقدم يتوجب الالتزام بالقواعد الأربع في مواجهة السكري،

أول تلك القواعد هي التوعية بكل أشكالها، فالحاجة دائمة ومستمرة للمعلومات ثم المعلومات ثم المعلومات (الصحيحة) التي لا يمكن الاستغناء عنها في تنوير المتلقي وزيادة تثقيفه تجاه الداء السكري، أما القاعدة الثانية فهي رفع مهارات مريض السكري ذاته من ناحية تناول الطعام الصحي، وضبط استخدام الأنسولين بنفسه بعد تدريبه على معرفة متى ينخفض ومتى يرتفع، والقاعدة الثالثة هي الدافع لتشجيع كل شخص نحو التغيير بدافع تحسين حياته وعمله وعلاقاته الاجتماعية، أما القاعدة الرابعة فهي البيئة المساندة من حولنا، إذن، القواعد الأربع باختصار هي: المعرفة، المهارة، الدافع، البيئة المساندة، وعندها يصبح التغيير مستدامًا.

ولا شك في أن للمجتمع دورًا مهمًا، لكن الدور الأهم في يد الشخص نفسه.. المريض نفسه، فلن (يضربه أحد على يده ليتناول أطعمة تسبب له المرض!)، وليس صحيحًا أن تكون لديك أجهزة رياضية في المنزل ثم تحولها إلى (شماعة ملابس)، وفي يدك أن تدخن أو أن تمتنع عن التدخين.. إما أن تمارس الرياضة بشكل منتظم أو تجلس أمام التلفاز وألعاب الكمبيوتر دون جهد بدني.

إن المبادرة والالتزام تتطلبان تغييرًا من الشخص ذاته، فالله سبحانه وتعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإذا كانت لدى الفرد منا قناعات خاطئة، فقرار تغييرها في يدنا بالتأكيد.