العدد 4969 - الخميس 14 أبريل 2016م الموافق 07 رجب 1437هـ

سوق المنامة والأعمال التي تخدش الحياء!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

توجّهنا إلى أحد المطاعم في سوق المنامة منذ سنة تقريباً، وقد كانت النادلة في منتهى الرقي عند الترحاب بنا، وما أن تحدّثنا معها عن سبب هدوء المكان، إذ كنّا مجموعة من 4 أشخاص فقط من المتواجدين في المطعم، أخبرتنا سريعاً بأنّ المطعم لا يعمل كالسّابق، وأنّهم يعتمدون سابقاً على الطلبات الخارجية، ولكن بعد أن أغلقت وزارة الثقافة البارات في الفنادق ذات النجمة والنجمتين والثلاث نجوم، هبط العمل هبوطاً كبيراً!

بعد 10 دقائق من الحديث معها وإعطائها طلباتنا، شهدنا في الشارع المقابل عراكاً بين شخص مخمور وبين عناصر الشرطة، الذين كانوا يحاولون تهدئته وإدخاله سيّاراتهم، ولكن الصراخ والضرب كان منظراً لا نشاهده إلاّ في الأفلام، وفي النهاية نجح الجميع في إدخال المخمور!

وما هي إلاّ لحظات حتى حضرت النادلة مع الأطباق التي طلبناها، واستطردت تخبرنا قصّة المخمور، التي عرفتها من العامل الموجود معها، إذ كان يسمع الحديث كاملاً عبر باب المطعم، إذ قال بأنّه كان بمعيّة إحدى النساء من الجالية الآسيوية، واصطادته الشرطة وحاولت القبض عليه! أياً كانت القصّة بشأن هذا المخمور، سألنا النادلة من أين جاء الرجل ومن أي فندق؟ أخبرتنا بعد غلق الفنادق أصبحنا لا نشاهد هذه الأشكال المترنّحة، ففي السابق هذه الأشكال كانت على يمين ويسار الشارع الذي ننظر إليه، أمّا بعد الغلق خفّت هذه المشكلات وهذه الأشكال.

بالطّبع ما قامت به وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمّد آل خليفة آنذاك لم يُعجب البعض، خاصة المتضرّرين من أصحاب البارات والمراقص، وأمّا النوّاب فلم نجدهم في تلك الفترة يثنون على ما قامت به الوزيرة، ولكن النّاس (العامّة، المواطنين) هم من أثنوا وهم من ارتاحوا من الخلاص من هذه الأماكن، ذلك أنّ الفنادق ذات النجمة والنجمتين كانت تزعج الجيران، ويكفينا شاهداً في منطقة القضيبية.

قبل سنوات أيضاً، قرأنا لإحدى النساء الأجنبيات، وهي مثلية الجنس، بأنّها كانت تريد التعرّف على إحدى الفتيات عبر الإنترنت، واتّفقتا على اللقاء في أحد المطاعم؛ ولكن تفاجأت بأن تلتقي برجل آسيوي يخبرها بأنّ الفتاة ستحضر لها في يوم كذا، وفي الساعة كذا وبسعر 50 ديناراً! بالطّبع رفضت الأجنبية ولكنّها كانت خائفةً جداً، هل تبلّغ في مكان لا يقبل أصلاً بالمثليين جنسياً، أم تصمت ويستمر هذا الاتجار؟ صمتت ورحلت ومن ثمّ كتبت!

على أي حال، مناسبة الحديث عن هذه الحادثة، هو ما نشرته جريدتنا الغرّاء «الوسط» بشأن اكتشاف إحدى قصص الدعارة في الشقق المفروشة، وهي قضيّة قديمة تحتاج إلى حل في البحرين، وإلى محاولة إيقاف من يحاول نشر هذه الرذيلة، فالاتجار بالبشر ليس من الأمور الهيّنة التي نستطيع تسييرها من دون وضع خطوط حمراء، ومن دون وضع دوائر خضراء، ومن دون محاسبة المفسدين وزجّهم في براثن السجون.

قبل هذا كلّه ما هو الاتجار بالبشر؟ الاتجار بالبشر هو عملية توظيف أو انتقال أو نقل أو تقديم ملاذ لأناس بغرض استغلالهم، وتتضمن هذه العملية أعمالاً غير مشروعة كالتهديد أو استخدام القوة وغيرها من أشكال الإكراه أو الغش، ويتم هذا الاستغلال من خلال إجبار الضحية على أعمال غير مشروعة، كالبغاء أو على أي شكل من أشكال استغلال الجنسية أو العبودية أو غيرها من الممارسات المقاربة للعبودية.

لابد لنا من محاربة الاتجار بالبشر، فهو أسوأ أنواع العبودية وأقذرها، ولابد لنا من محاربته، وليس هناك تقدّم نستطيع تحقيقه أكثر من القضاء على هذا النوع من الاتجار، سواء بالنساء أو بالأطفال، وكفانا صراخاً وجعجعةً على ما لا ينفع، ولنلتفت إلى ما يهمّنا وينفعنا فعلاً! وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4969 - الخميس 14 أبريل 2016م الموافق 07 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 4:41 ص

      أختي الكريمة شكراً على المقال المهم لكن الذي يجمل الزنا......... بالرغم أنها مصطلحات واردة في بعض الأحاديث والزنا صراحة عبارة واردة في القرآن الكريم يغيرها ويجملها الى الاتجار بالبشر وغيره فهذا يبرر الخطيئة ويزين الفاحشة والمثل يقول أذون من طين وأذون من عجين

    • زائر 9 | 4:10 ص

      وبس هاي احنه

      عشان م.. واحد او اثنين ربع اقتصاد الديرة عَل المحك اختي حدث العاقل بما يعقل القرار بغلق الفنادق نجمتين او ثلاث مو بسبب الي انتي تقولينه مخمورين وما ادري شنو اعتقد لو كان هاي السبب جان بندو كل الفنادق ول السالفه ناس وناس ؟ فاتمنى بس تقولين واقع مو سياسة التلميع هاذي لإدارة الثقافه الي ما تخلص من عندج

    • زائر 6 | 2:30 ص

      مقال فظيع ، بدليل أنّ خاتمته فحسب في موقعها الصحيح ، و لا تسلْ عن مقدمته فهي في القلب منه ( وسْطه ) ، و لا عن عرضه فهي في مقدمته : منهج في التفكير و التعبير مقلوب !!!!!!!!!!!!!!!!!!

    • زائر 5 | 1:49 ص

      المقال جيد ولكن قل غياهب السجون وليس براثن السجون لان الغياهب جمع غيهب وهو الظلمة أو الشيئ شديد السواد أما البراثن (جمع بُرْثُن) مخالب السَّبُع أو الطَّير الجارح وتستعمل مجازًا في سياق ما يضرّ من الظّروف الاجتماعيَّة ، أو في التدليل على الشَّراسة : للنسر بَراثِن قويّة ، وقع في بَراثِن الجهل ،

    • زائر 12 زائر 5 | 5:46 ص

      thumb up

      معلومة جميلة

    • زائر 4 | 1:04 ص

      الاتجار باالبشر في البحرين والشقق والبنايات نع دعاره وتجني الملايين ولكن في مصلحه اشخاص لهم نفوذ. حيث من بضعه شهور تم ضبط شبكه الاتجار في البشر مصدرها البحرين وتم القبض علي الاسيويين في البحرين واخلاء سبيلهم.

    • زائر 2 | 12:17 ص

      حدث ولاحرج

      والله صرنا مانطيق نروح سوق المنامه كل صوب وهالكاسيات العاريات صوب ليش ما يصير ظوابط للباس خصوصا في اﻵماكن العامه ؟؟

    • زائر 3 زائر 2 | 12:54 ص

      الديره ريوس

      والمعاشات مافيها بركه والأعمار قصيره وموت الفجأه والشر في كل مكان والاسر مفككه والشباب ضايعين وخمور ودعاره كله بسبب البعد عن الله .. من وين بتجينا البركه في الرزق وأحنا عايشين وسط هالمعاصي ..الله يلطف فينا بس

    • زائر 7 زائر 2 | 2:46 ص

      ما فيه في سوق المنامة

      الكاسيات العاريات ما فيه منهم في السوق ولا شيء احنا دائماً نروح نتسوّق هناك وما في شيء من هذا
      الكاسيات العاريات في بعض المجمعات

    • زائر 1 | 11:26 م

      عام

      الخمر اصلن حرام في كل الاديان السماويه المفروض البحرين بلد إسلامي لافي،2 او 3او5او الف نجمه حرام شباب البحرين صار بعضهم يشتري،من الشركات في المنامه يعني مو من الفندق من الطريق الخمر متوفر بي ججة السياحه

اقرأ ايضاً