مر نادي المنامة بأوقات عصيبة جداً خلال الأسابيع الماضية استنزفت كثيرا من جهود وتفكير وأعصاب إدارة النادي وجهاز كرة السلة واللاعبين والجماهير في ظل الحوادث الدراماتيكية التي لم يتوقعها أحد.
بداية القصة كانت في انطلاق الدور الثلاثي الذهبي عندما تلقى المنامة هزيمة مفاجئة من الحالة أربكت الفريق ووضعته تحت الضغط في المباراة الثانية أمام الأهلي.
وبالفعل استغل الأهلي الفرصة وألحق بالمنامة هزيمة أدخلته في لعبة حسابات صعبة بعد أن بات مصير تأهله للنهائي محل شك للمرة الأولى منذ مواسم عديدة.
هذه الخسارة فرضت على المنامة خوض مرحلة الاياب في الدور الثلاثي بنظام الكؤوس مع شرط تحقيق فارق في النتيجة.
جاءت مباراة الحالة الأولى في القسم الثاني ليحقق الفريق انتصارا بفارق مريح غير أن المهمة لم تنتهِ بعد إنما على الفريق الفوز أيضا على الأهلي لضمان بلوغ النهائي والخسارة كانت ستكلفه خروجا تاريخيا من المنافسة.
لتحدث المفاجئة مباشرة بعد نهاية مباراة الحالة عندما أبلغ المدرب الأميركي سام فينسنت لاعبي فريقه في غرفة التبديل عن مغادرته البلاد إلى أميركا لحضور حفل تكريمي لقدامى اللاعبين وأنه سيعود الجمعة أي بعد مباراة الأهلي الحاسمة وأن المهمة ستوكل لمساعد المدرب أيمن حمزة.
ما حدث لم تتقبله إدارة النادي التي أعلنت رفضها مغادرة المدرب إلى أميركا قبل المباراة الأهم للمنامة منذ سنوات، لأن الخسارة لم تكن تعني فقط خسارته للبطولة وعدم تأهله للنهائي، وإنما أيضاً خسارته المشاركة في البطولة الخليجية الموسم المقبل في البحرين.
وعلى الفور اتخذت الإدارة قرارها بالاستغناء عن المدرب لرحيله غير المبرمج، في الوقت الذي بدأ رئيس النادي زهير كازروني اتصالات مع رئيس الاتحاد البحريني لكرة السلة النائب عادل العسومي لأجل السماح باستعارة مدرب المنتخبات الوطنية سلمان رمضان.
الاتحاد أعطى الضوء الأخضر للمدرب الذي تباحث مع إدارة المنامة وتوصل لاتفاق لقيادة الفريق لمدة شهرين لحين انتهاء مشاركة المنامة في البطولة الخليجية وأعلن المنامة رسمياً عن هذا الاتفاق.
وظن الجميع أن الأمور قد استقرت أخيراً إلا أن المهمة مازالت صعبة فلابد من الفوز على الأهلي ليحدث ذلك بالفعل ويقلب الفريق تخلفه في النصف الأول إلى فوز صريح في النصف الثاني.
حينها حيت جماهير المنامة الغفيرة مدربها التاريخي رمضان بحرارة كبيرة بعد نهاية اللقاء ولكن المدرب لم يرد التحية كما لم يرفع حتى رأسه للجماهير للنظر اليها مكتفيا بالنظر إلى أرضية الصالة وهو يهم بالخروج بهدوء غير مكترث لكل صيحات الاعجاب.
لتأتي بعدها المفاجئة الأكبر بإبلاغ المدرب رمضان الإدارة نيته بالرحيل عن الفريق وعدم قيادته في المباريات النهائية وهو ما عللته إدارة النادي بأسباب عائلية في الوقت الذي رفض فيه المدرب التصريح بأي شيء عن سبب هذا الرحيل المفاجئ.
في الوقت نفسه كان المدرب المقال سام فينسنت قد وصل للتو إلى البلاد وتواجد في نادي المنامة ليربط الكثيرون بين عودته ورحيل سلمان رمضان، وخصوصاً أن سام فينسنت لم يقدم استقالته من تدريب سلة المنامة.
مصدر مسئول في نادي المنامة أكد لـ «الوسط الرياضي» أن لا علاقة للأمرين وأن سام فينسنت لن يعود وستتم اقالته لإخلاله بأحد بنود التعاقد وليس هناك شرط جزائي تتحمله الإدارة على رغم أن عقده لثلاثة مواسم بسبب إخلاله ببنوده.
الحيرة ظلت مسيطرة على الجميع من السبت وحتى يوم الاثنين في ظل اتصالات ماراثونية من إدارة النادي مع عدة مدربين محليين وأجانب لقبول تولي مهمة الفريق.
الاسم الأبرز المطروح كان المدرب الإماراتي عبدالحميد ابراهيم الذي اعتذر وكان هناك المدرب الوطني عقيل ميلاد الذي تم الاتصال به من دون إكمال المفاوضات في ظل تفضيل الإدارة لمدرب أجنبي.
فكان الخيار الأنسب المتاح مدرب المحرق الصربي راجكو ترومان الذي دخلت معه الإدارة في مفاوضات سريعة بمساعدة عدة أطراف ليتم الاتفاق معه ويصل صباح أمس الأربعاء إلى البلاد على وجه السرعة.
ترومان سيكون أمام مهمة صعبة، فهل يعطي الاستقرار المنشود لسلة المنامة وينهي معاناتها مع المدربين؟.
هذا السؤال يمكن الاجابة عنه من خلال نتائج الفريق في النهائي وفي البطولة الخليجية، غير أن القصة مازالت مستمرة لغياب الاجابات الواضحة عن السؤالين الأهم، وهما: لماذا رحل سلمان بعد أن اتفق مع الإدارة على البقاء شهرين وبعد أن أخرج الفريق من مأزقه؟، والسؤال الآخر، ما موقف سام فينسنت بعد أن تمت اقالته وهل سيقبل بتسوية أموره أم يلجأ للقضاء، وخصوصا في ظل توقيعه عقدا مع شركة ألبا ومع دوري NBA للصغار وإشرافه على هذا البرنامج؟!.
العدد 4975 - الأربعاء 20 أبريل 2016م الموافق 13 رجب 1437هـ
