العدد 4977 - الجمعة 22 أبريل 2016م الموافق 15 رجب 1437هـ

175 دولة توقع اتفاق باريس بشأن المناخ في الأمم المتحدة

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أثناء حفل التوقيع على اتفاق باريس - AFP
الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أثناء حفل التوقيع على اتفاق باريس - AFP

وقعت 175 دولة أمس الجمعة (22 أبريل/ نيسان 2016) اتفاق باريس حول المناخ في الأمم المتحدة في رقم قياسي لعدد الموقعين على اتفاق دولي في يوم واحد، كما أعلنت المنظمة الدولية في ختام حفل التوقيع.

وسبق أن صادقت 15 دولة معظمها من الجزر الصغيرة على الاتفاق المتعلق بمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.

وتزامن هذا الاتفاق مع يوم الأرض.

ولن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ إلا حين تصادق عليه 55 دولة مسئولة عن 55 في المئة على الأقل من انبعاثات الغاز ذات مفعول الدفيئة المسبب للتغير المناخي.

وافتتح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عملية التوقيع على اتفاق باريس حول المناخ والتي تشمل رؤساء دول أو حكومات أو مسئولين من 171 دولة في مقدمها الولايات المتحدة والصين.

وتوقيع اتفاق باريس الذي أبرم في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بهدف حصر الاحترار المناخي، يعزز الآمال بتحرك سريع في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري.

وكان هولاند أول الموقعين على الاتفاق وتبعه قادة من دول-جزر هي الأكثر تضرراً من ظاهرة التغير المناخي.

وحضر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري إلى المنصة وهو يحتضن إحدى حفيداته ما دفع بالحاضرين إلى التصفيق له بحرارة وهو يوقع الاتفاق.

وتوقيع اتفاق من قبل مثل هذا العدد من الدول يعتبر الأكبر، يشكل خطوة أولى نحو الزام الدول بتطبيق الوعود التي قطعتها في مجال وقف انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون «‘نها لحظة تاريخية».

وأضاف «لم يوقع أبداً مثل هذا العدد الكبير من الدول اتفاقاً دولياً في يوم واحد» قائلاً «اليوم توقعون عهداً جديداً مع المستقبل».

ويأتي التوقيع بعد أربعة أشهر على إبرام الاتفاق في باريس إثر سنوات طويلة من المشاورات المكثفة.

ودعا هولاند الجمعة من على منصة الأمم المتحدة، العالم وخصوصاً الاتحاد الأوروبي إلى ترجمة اتفاق باريس حول المناخ «أفعالاً» لمواجهة الوضع الملح الذي لا يزال قائماً.

وأضاف أن «الأشهر الماضية كانت الأكثر سخونة في السنوات المئة الماضية». وتابع «يجب التحرك بسرعة».

يلزم اتفاق باريس موقعيه السعي إلى ضبط ارتفاع معدل حرارة الكرة الأرضية بحدود «أقل بكثير من درجتين مئويتين» وإلى «مواصلة الجهود» لئلا يتجاوز 1,5 درجات. غير أن هذا الهدف الطموح جداً يتطلب إرادة راسخة ومئات المليارات من الدولارات من أجل الانتقال إلى موارد طاقة نظيفة.

لكن التوقيع ليس إلا مرحلة أولى. فالاتفاق لن يسري إلا بعد مصادقة برلمانات 55 بلداً، هي مسئولة عن 55 في المئة على الأقل من انبعاثات غازات الدفيئة، ما قد يتم اعتباراً من 2017.

و حض الممثل الأميركي الحائز جائزة أوسكار والناشط البيئي ليوناردو ديكابريو الذي حضر أيضاً إلى الأمم المتحدة، قادة العالم على التحرك بسرعة قائلاً «العالم يراقب الآن».

وقد أعلنت الصين والولايات المتحدة، أكبر دولتين ملوثتين في العالم، إنهما ستصادقان على الاتفاق هذه السنة.

لكن الاتحاد الأوروبي قد يقوم بذلك في غضون سنة ونصف السنة.

فالوقت يداهم إذ اعتبر شهر مارس/ آذار الأخير الأكثر سخونة على الإطلاق بحسب الأرصاد الأميركية. وتم كسر درجة الحرارة القياسية لمدة 11 شهراً متتالية، في حدث غير مسبوق منذ 137 عاماً من القياسات.

بالإجمال اتخذت 13 دولة صغيرة معرضة لمخاطر فادحة (منها فيجي، توفالو، المالديف، بيليز، بربادوس، وساموا) الإجراءات اللازمة للمصادقة على الاتفاق أمس.

لكن للتوصل إلى عتبة 55 دولة 55 في المئة يجب ضمان مصادقة بلد أو اثنين من كبار الملوثين (الولايات المتحدة، الصين، الاتحاد الأوروبي، روسيا، الهند). وسبق أن وعدت بكين (مسئولة عن 20 في المئة من الانبعاثات) وواشنطن (18 في المئة) بإتمام ذلك قبل نهاية العام.

في الولايات المتحدة تم التفاوض على الاتفاق بحيث يتجنب الرئيس باراك أوباما طلب موافقة الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون الرافضون للنص.

في وقت سابق صرحت وزيرة البيئة والطاقة الفرنسية، سيغولين روايال التي تترأس المؤتمر الحادي والعشرين حول المناخ «لم يشهد أي اتفاق دولي على الإطلاق هذا العدد من التوقيعات في يوم واحد»، علماً أن 165 بلداً ستمثل في الاجتماع.

ويعود عدد التوقيعات القياسي السابق إلى العام 1982 عندما وقع 119 بلداً اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

وقللت روايال من أهمية غياب قادة عدد من الدول التي تعتبر محورية لأنها تتسبب في الكثير من التلوث، كالرئيس الأميركي، باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي، مؤكدة أن «غياب البعض لا يضعف الاتفاق».ويعتبر الاتفاق انتصاراً للأمين العام للأمم المتحدة الذي عمل طوال ولايته من أجل المضي قدماً بهذا الاتفاق وأدرجه كإحدى أهم اللحظات في ولايته.

العدد 4977 - الجمعة 22 أبريل 2016م الموافق 15 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:08 ص

      بس

      بس حبر على ورق وللاعلام فقط لا غير اما الفعل ينسى والسلام عليكم

اقرأ ايضاً