أظهرت المرأة البحرينية على مدى العقود الماضية، ومنذ حقبة الستينيات، قدرةً كبيرةً وأثبتت نفسها بجدارة في قطاعات عمل بعضها كان في السابق محصورًا في الرجال وتحدت كل الظروف، لا بـ(نون النسوة) ولكن بـ(تاء) التحدي والإصرار.

وبالنظر إلى التحديات الماثلة اليوم، فإن ذلك الرصيد المشرف لدور المرأة في قوة العمل، كان ثمار انطلاق واضح المعالم لترسيخ قدمها في الحياة العامة، وفي كل مسارات النهضة، فتجاوزت كل المعوقات والعراقيل التي لايزال بعضها قائمًا، لكن المطلوب اليوم هو توفير الفرص ذات المزايا المناسبة للعاطلين، سواء من الذكور أم الإناث، فدستور مملكة البحرين المعني بحق المواطن في العمل من خلال مادة (13) تنص على عدة بنود منها: “العمل واجب على كل مواطن، تقتضيه الكرامة ويستوجبه الخير العام، ولكل مواطن الحق في العمل وفي اختيار نوعه وفقا للنظام العام والآداب وتكفل الدولة توفير فرص العمل للمواطنين وعدالة شروطه ولا يجوز فرض عمل إجباري على أحد إلا في الأحوال التي يعينها القانون”.

إن الإحصائيات المتوفرة تشير إلى أن عدد العاطلين عن العمل في البحرين بلغوا 6752 عاطلًا، وتشكل الفئة العمرية ما بين 20 و29 عامًا تشكل الشريحة الأكبر من العاطلين، أما الإناث العاطلات فيصل عددهن إلى 5148 عاطلة، أي أن نسبتهن تصل إلى 76 في المئة من مجموع العاطلين (نسبة العاطلين من الذكور تصل إلى 24 في المئة)، وفق ذلك، فإن ملف “بيللا” لهذا العدد سيبحث محاور عدة، وعلى رأسها الأسباب التي تقلص من الفرص الوظيفية المتوافرة للمرأة في القطاعات (الجاذبة) وهي: التعليم والصحة في القطاع الحكومي، والخدمات المالية والتجارة في القطاع الخاص طبقًا لما حددته دراسة مجلس التنمية الاقتصادية.

ذلك هو الملف الرئيس لهذا العدد، غير أن القراء الكرام سيجدون في أبوابه قضايا كثيرة مهمة، فالحوار مع سيدة الأعمال هلا المؤيد يضيء نقاطًا ذات أهمية للقطاع النسوي، أما حوارنا مع السيدة هالة الأنصاري، الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة، فلن يقتصر على الجدل الدائر حول اتفاقية (سيداو)، بل سينحو نحو الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة، وستتنوع الأبواب الأخرى بين الجديد وبين موضوعات المعلومة والتثقيف والترفيه.

وبمناسبة الأول من مايو، نتطلع جميعًا إلى أن نحتفل في العام المقبل بهذا اليوم في ظروف أفضل لكل العاطلين عن العمل من الذكور والإناث، وكل عام وجميع العمال والموظفين والموظفات، وكل من يكسب لقمة عيش كريمة.. بخير.