العدد 5013 - السبت 28 مايو 2016م الموافق 21 شعبان 1437هـ

إهمال نزف الدورة الشهرية قد يفقدكِ الأمومة!

د.: الفحص الإكلينيكي ضروري حتى مع الأطفال

استهلت استشارية أمراض النساء والولادة وجراحة الأورام د. هدى الجفيري، في لقاءها مع «الوسط الطبي» بسرد قصة فتاة بعمر 18 سنة عانت لمدة طويلة من نزف متواصل أثناء وبعد الدورة الشهرية، وراجعت العديد من الأطباء والعيادات الخاصة واتفق الجميع على أن السبب هو اصابتها باضطرابات في الهرمونات، ولكونها فتاة غير متزوجة لم يجرؤ أحد على فحص عضوها التناسلي إكلينيكياً.

الفتاة وصلت عيادتي فباشرتُ بفحصها عن طريق تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) حيث اكتشفت وجود ورم سرطاني على عنق الرحم، وبعد موافقة والدها تم فتح غشاء البكارة لكي نتمكن من أخذ عينة من الورم، حيث أظهرت العينة أنه من نوع نادر لا يمكن علاجه حتى عن طريق تعريضه للإشعاع، و لذلك اضطررت لاستئصال رحم الفتاة، وبعد العملية قمتُ بمتابعة حالة المريضة لفترات طويلة حيث كانت تواقة للزواج والأمومة، وقد تحقق حلمها – ولله الحمد - بالزواج من رجل توفيت زوجته التي تركت له ابناً ذو أشهر، حيث صار للفتاة المحرومة من الأمومة طفلاً يناديها «ماما».

راقبي نفسكِ

وتهدف د.الجفيري من هذه القصة إيصال رسالة بضرورة الفحص الإكلينيكي للمريضة في حال وجود نزف أو اضطراب في الدورة الشهرية للفتاة المتزوجة والغير متزوجة على حد سواء. حيث يبدأ تدفق دم الحيض لدى المرأة الطبيعية ما بين 21 يوم إلى 35 يوم وتستمر من 5 إلى 7 أيام، فإذا اختلفت مدته وكميته المتدفقة عما هو طبيعي، فذلك إيذاناً باضطراب يستدعي مراجعة الطبيب النسائي.

و لمعرفة أسباب اضطراب الدورة الشهرية كان لنا اللقاء التالي:

تشير د.الجفيري إلى أن اضطراب الدورة الشهرية يحدث على شكلين، إما اضطراب في مدة تدفق الدم أو في كميته، كأن يتأخر موعد نزول الدورة لأكثر من 35 - 40 يوماً أو إذا كانت المدة بين الدورتين أقصر من 21 يوماً، أو أن تزيد مدة نزول الدم لفترة تتجاوز العشرة أيام .

وأوضحت أن انقطاع الدورة الشهرية يتم على نوعين، النوع الأول يسمى انقاطعاً مبدئياً، وهو عدم نزول الدورة الشهرية للفتاة حتى بلوغ سن الـ 16 عاماً حيث يحتمل وجود مشاكل جينية أو مشاكل هرمونية أو مشاكل وظيفية لديها وأحياناً يكون هناك خلل في الجهاز التناسلي الداخلي للبنت سواءاً أكانت تشعر بآلام أو لا، أما النوع الثاني و يسمى بالانقطاع الثانوي وهو انقطاع الدورة الشهرية لأكثر من شهرين لفتاة كانت دورتها الشهرية منتظمة سابقاً، و يرتبط هذا الإنقطاع إما بالحمل أو باالاضطرابات الهرمونية.

المراهقات عرضة للنزيف

ومن جهة أخرى تبين د. الجفيري أنه قد تصاب الفتاة بتدفق دم الحيض بغزارة غير طبيعي وهو ما يسمى بالنزف، ويحدث عادة بعد انتهاء دورتها الطبيعية بأسبوع مثلاً و يسمى استحاضة، وقد يحدث النزيف بصورة مركبة كأن ينزل دم قليل و لكن لمدة طويلة أو ذات المدة ولكن بكمية دم كبيرة (غزيرة) وهناك أسباب عديدة للنزف، و تنقسم لقسمين : أسباب وظيفية، وأسباب عضوية.

وفصّلت من الأسباب الوظيفية لحدوث النزف الاختلال في الهرمونات، إذ يوجد هرمونان يتحكمان في الدورة الشهرية هما الأستروجين والبروجسترون، واختلال أحدهما يحدث مشاكل في وظيفة الإباضة مما يسبب اضطراب في الدورة الشهرية، لأنه بعد نزول البويضة في الرحم يتكون مكانها جسم أصفر يفرز هرمون البروجسترون الذي يساعد على تثبيت البويضة عن طريق مساعدة الجنين على النمو قبل تكون المشيمة، ونقص هذا الهرمون يحدث النزف، وقد تصاب الفتيات المراهقات في بداية سنوات نزول الدورة لديهن هذه المشكلة لأن التبويض لديهن غير منتظم كما تصاب المرأة بعد سن الأربعين بذات المشاكل.

وأضافت من الأسباب الوظيفية الأخرى ارتفاع نسبة هرمون الحليب، اضطرابات في هرمونات الغدة الدرقية، أحياناً بسبب أعراض جانبية لبعض الأدوية مثل أدوية منع الحمل، الإبر الهرمونية أو اللصقات الهرمونية، أو وجود اللولب.

وعرجت على التعريف بالأسباب العضوية، وقالت: «وجود دخيل على الجهاز التناسلي للمرأة كظهور الأورام الحميدة مثل الألياف، تكيس المبايض، البطانة المهاجرة، الأكياس، وجود لحميات على عنق الرحم أو داخل بطانة الرحم أو وجود تقرحات في عنق الرحم أو التهاب عنق الرحم أو التهاب بطانة الرحم أو وجود أورام خبيثة كسرطان الرحم، سرطان عنق الرحم، أو سرطان المهبل أو سرطان المبيض، و قد تكون الممارسة الجنسية القاسية أو الخاطئة أو المبالغ فيها سبباً من أسباب نزف الدم العضوية».

وأردفت أحياناً يكون بسبب بدايات الحمل أو بسبب الإجهاض أو بسبب الحمل العنقودي أو بسبب الحمل خارج الرحم و هذا ما نسميه أسباب استثنائية، كما أن هناك أسباب أخرى تؤثر على الدورة الشهرية خارج نطاق الجهاز التناسلي مثل التهاب الحوض أو مشاكل في تخثر الدم.

السجل الطبي أساسي للتشخيص

وقالت أن التشخيص الصحيح يجب معه معرفة تاريخ المرض لدى المريضة بالتفصيل، بدايةً بمعرفة كمية الدم و طول مدة النزف وعلاقته بالممارسة الجنسية وعما إذا كان هناك كتل في الدم النازل أو وجود روائح كريهة، كما يجب القيام بالفحص الإكلينيكي للجهاز التناسلي للمرأة للتأكد من خلو الجهاز من أي كتل على عنق الرحم مثلاً أو داخل الرحم ومن الضروري جداً عمل التراساوند (التصوير بالموجات فوق الصوتية) للجهاز التناسلي للمريضة من الداخل للكشف عن وجود الألياف أو الأورام أو التكيسات، كما يمكن الكشف عن وجود جروح في عنق الرحم أو في المهبل أو تضخم في بطانة الرحم ، وأحياناً قد نحتاج عمل فحص مخبري للكشف عن اختلال الهرمونات و كل هرمون له توقيت خاص به، كما يتم فحص هرمون الحليب وهرمونات الغدة الدرقة بالإضافة إلى الحاجة لعينات مخبرية كأخذ مسحة من المهبل أو مسحة من عنق الرحم أو عينة من بطانة الرحم كل هذه التشخيصات تساعد في معرفة السبب الأساسي لاختلال الدورة الشهرية .

وأكدت الجفيري أن العلاج يختلف باختلاف أسباب نزيف الدورة، فهناك علاجات موضعية للاتهابات، وعلاج هرموني لتعديل الاضطراب الهرموني، والعلاج بالمضادات الحيوية أو أحياناً يكون العلاج بالعمليات كعمليات تنظير بطانة الرحم وعنق الرحم أو الحاجة لعملية استئصال أكياس أو ألياف أو أورام.

العدد 5013 - السبت 28 مايو 2016م الموافق 21 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً