العدد 5014 - الأحد 29 مايو 2016م الموافق 22 شعبان 1437هـ

خالد بن خليفة لـ «الوسط»: لا خيار إلا فصل الدين عن السياسة... وإبعاد المنبر لا يكفي

مؤتمر «شباب ضد التطرف» ينطلق من «عيسى الثقافي» بـ 18 ورقة جامعية

الشيخ  خالد بن خليفة متحدثاً في افتتاح مؤتمر «شباب ضد التطرف»
الشيخ خالد بن خليفة متحدثاً في افتتاح مؤتمر «شباب ضد التطرف»

أكد نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي، الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، «وجوب فصل الدين عن السياسة، والا رجعنا للعيش في العصور المظلمة في أوروبا»، وعقّب «لا خيار آخر أمامنا».

جاء ذلك، خلال افتتاح مؤتمر «شباب ضد التطرف»، وفي سياق رده على أسئلة لـ «الوسط»، بشأن شعار المدنية والذي يطرح حاليّاً كمخرج للدول والمجتمعات من حالة التطرف والإرهاب.

وتحت رعاية رئيس مجلس الأمناء بمركز عيسى الثقافي، سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، انطلقت أمس الأحد (29 مايو/ أيار 2016)، أعمال المؤتمر الذي يحتضنه المركز على مدى يومين، لمناقشة 18 ورقة علمية يستعرضها 30 شابّاً وشابة من طلبة الجامعات في مملكة البحرين.

وخلال حديثه عما أسماه «استغلال الدين لمآرب خاصة»، قال الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة: «للأسف فإن الكثير من السياسيين لبسوا عباءة الدين والتطرف ليحققوا أهدافهم السياسية، وبالتالي أصبح من الصعب أن تفصل بين من هو رجل الدين الحقيقي أو الصحيح، وبين من هو متنكر بالدين لتحقيق أهداف سياسية، وبالتالي استخدم الدين كأداة لتحقيق أهداف سياسية».

وفي سياق التعقيب على ما بدأته السلطة التشريعية من مشوار لفصل المنبر الديني عن الاشتغال السياسي، قال: «لا يكفي ذلك، لا يكفي أن تحدد السلطة التشريعية المنابر فقط لعدم تسييسها، لكن من المهم ألا يزاول رجل الدين، سواء كان يعتلي منبراً أو العكس، بمعنى يجب ألا يستخدم السياسي، الدين كأداة وليس فقط رجل الدين»، مضيفا «لابد من شمولية المعالجة، وألا يقتصر ذلك على رجل الدين».

وردّاً على القول بحساسية هذا الحديث لدى رجال الدين، قال: «اليوم، لم يعد لدينا مزيد من الوقت لنحابي ونجامل، فأبناؤنا اليوم في خطر، وقد تركناهم تحت رحمة هؤلاء، ونحن هنا لا نعمم، لكن نسبة كبيرة منهم تستغل المنابر الدينية وبيوت الله لتحقيق أهداف سياسية».

وتعليقا على توقيت انعقاد المؤتمر، قال: «بلا شك أن المؤتمر تأخر بالنسبة إلى كل ما يجري في المنطقة اقليميا، وخصوصا فيما يتعلق بتحول التطرف إلى إرهاب بدأ يهدد المجتمعات العربية وخاصة الخليجية، ولذلك فإني أعتقد أن ما يجب علينا هو معالجة هذا الإرهاب من حيث اننا نبتر التطرف أولا، ثم نؤكد أن المستقبل لأبنائنا، مستقبل خال من هذا التطرف الذي يولد الإرهاب».

وردا على سؤال بشأن كيفية إيصال مخرجات المؤتمر لشريحة الشباب، أجاب «مخرجات هذا المؤتمر هي من الشباب إلى الشباب، وقد بدأنا بالتواصل مع الجامعات في البحرين من خلال الأداة الأساسية، وهي طلبة تلك الجامعات، ليبقى على الوسائل الإعلامية، وخاصة الصحافة والتلفزيون وقنوات التواصل الاجتماعي والتي سيديرها الشباب أنفسهم، ممن يقع عليها العبء الأكبر لإيصال نتائج هذا المؤتمر».

وبين ثنائية التشريعات والتوعية، بين الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة أن «التشريعات مهمة جدا والضبط الأمني مهم أيضا، وخاصة في الآونة الأخيرة، وهو علاج آني ووقتي، ولكن ماكنة الإرهاب التي تفرخ الارهابيين لن تتوقف ما لم نستطع ان نبتر علاقاتها بشبابنا وتوعية الشباب من أهم هذه الأدوات التي يجب أن تستخدم، فالسلاح الذي تستخدمه «داعش»، وغيرها من المنظمات الإرهابية هي نفس الأدوات التي يجب أن نستخدمها في محاربة التطرف والإرهاب».

وعن الخطوات القادمة بعد هذا المؤتمر، قال «العام 2016 هو عام «شباب ضد التطرف»، والذي تبناه مركز عيسى الثقافي، وهذا العام كل الأنشطة تصب في إطار الشباب وتوعيتهم ومكافحة التطرف والإرهاب، وقد تم فتح باب جديد ممثل في التواصل مع الجامعات ووجدنا كل الحماس من قبلها نظرا إلى أهمية الموضوع وأهمية الشباب لمستقبلنا ولبعث الأمل في نفوس الشباب كي لا يكونوا عرضة لاستهداف الجهات الإرهابية».

حمزة: وسطية مناهج جامعة البحرين حماية لطلبتها من التطرف

من جانبه، دعا رئيس جامعة البحرين رياض حمزة، المؤسسات الأكاديمية والثقافية إلى درء أخطار التطرف الفكري وحماية الشباب والأجيال والحفاظ على الذاتية الثقافية لمجتمعاتها. وخلال كلمته في افتتاح مؤتمر «شباب ضد التطرف»، قال حمزة: «إن الجامعة بتكوينها الأكاديمي تتمثل وظيفتها الأساسية إضافة إلى تقديم المعرفة في الاستجابة للاحتياجات الفعالة والأساسية لتنمية المجتمع، ومن الطبيعي أن تكون الجامعات هي من تحمل راية حماية قيم المجتمع وقوانينه وأخلاقه من خطر التطرف الفكري. وبشأن الدور الأكاديمي لجامعة البحرين، قال حمزة: «تلعب الجامعة دورها في حماية طلبتها من خطر التطرف الفكري سواء من خلال وسطية مناهجها في مقررات العلوم الإنسانية والاجتماعية التي تدرس في كليات الآداب والحقوق، فضلا عن مقرري تاريخ البحرين الحديث والمواطنة، ومقرر حقوق الإنسان، أو من خلال الأنشطة اللاصفية التي تتيح للطلبة ممارسة نشاطاتهم في جو من الانفتاح بما يعود الطالب على احترام الآخر والاختلافات».

العالي: 130 روحاً أزهقت بسبب الإرهاب

من ناحيته، تطرق رئيس الجامعة الأهلية منصور العالي إلى الدور المطلوب من الجامعات في البحرين لمد اليد للشباب وحمايتهم من التطرف.

وقال في تصريح لـ «الوسط»، «تستقبل الجامعات طلبتها من خريجي المرحلة الثانوية، وهذه النقلة من مرحلة إلى أخرى بحاجة لدراسة»، مشيرا إلى أن الجامعة تضم فئة كبيرة من الشباب والجزء الأهم في التعاطي مع هذه الفئة يتركز في بناء الشخصية والذات والثقة في النفس وبناء الرأي الحر والتصور الصحيح، وخلق العلاقات المتميزة وتوجيه الطلبة للإبداع، بما يشبه الصناعة الشاملة للطالب، وهنا يتمثل دور الجامعة».

وأضاف «لذلك يتم التأكيد على أهمية الدخول في أندية الفن والمسرح والانخراط في الأنشطة التي تبني شخصية الطالب، كذلك أشير إلى أن البعد عن الآخر والتقوقع يؤدي إلى نمو الأفكار المغلوطة وصولا إلى إنتاج الوهم الذي يغذي بدوره حالة التطرف، لذلك نركز على دور الجامعات في بناء شخصيات طلبتها جنبا إلى جنب دورها الأكاديمي، ونحن نعلم أن مواصفات الخريج اليوم لا تقتصر على الجانب العلمي، بل تمتد إلى جوانب الفكر وفنون التواصل».

وخلال كلمته في افتتاح مؤتمر «شباب ضد التطرف»، قال العالي: «ينطلق المؤتمر في توقيت نحتاج فيه إلى أن نأخذ بأيدي أبنائنا، واللجوء إليهم ليأخذوا إمام المبادرة لتقديم الحلول التي نعجز عن تقديمها، وليقفوا ضد التطرف».

وأضاف «في الحديث عن التطرف والإرهاب، أشير إلى الإحصائية من 2012 حتى 2014 والتي تتحدث عن 130 روحاً أزهقت بسبب الإرهاب. أطفال تناثرت أشلاؤهم، نساء مزقت أجسادهم، عجزة قتلوا رغم ضعفهم، أولاد وبنات يتموا، نساء ترملت، أمهات ثكلى وأبناء مفجوعون، وكلهم لم يحملوا سلاحا في وجه أحد ولم يسيئوا إلى أحد، إنما هو عمل الشياطين، شياطين الأرض».

بجانب ذلك، استنكر العالي السماح لما وصفه بـ»قنوات الفتنة والتطرف ببث سمومها»، مطالبا بقانون أو هيئة عالمية لمنع بث أي قناة في أي بلد إلا بعد الحصول على ترخيص.

العدد 5014 - الأحد 29 مايو 2016م الموافق 22 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 1:25 ص

      استفسار

      ما الفرق بين الدين والسياسة؟

    • زائر 6 زائر 4 | 4:01 ص

      الفرق هو ان الدين شأن خاص فالطريقة التي اعبد بها ربي لا علاقة لك بها و الطريقة التي تعبد بها ربك لا علاقة لي بها و لكن السياسة هي شأن عام يخصني و يخصك و يخص ابنائي و ابنائك لذك يجب فصل الدين عن السياسة و منع رجال الدين من التدخل في السياسة و الاقتصاد

اقرأ ايضاً