العدد 5015 - الإثنين 30 مايو 2016م الموافق 23 شعبان 1437هـ

الباحثة التراثية ليلى المحميد:للأسف.. ليس هناك اهتمام بالموروث الرمضاني

لاتزال مظاهر استقبال الشهر الفضيل وإحياء لياليه وتوديعه ماثلة في الوجدان وفي الميدان.. هكذا ترى الباحثة التراثية السيدة ليلى محمد المحميد الصورة كما نراها جميعًا في المنازل والمساجد ودور العبادة وفي الشوارع والأسواق والطرقات، لتنعش المشاعر طيلة شهر له مكانة سامقة في قلوب المسلمين.

لكن، هل لاتزال المظاهر التراثية الشعبية صامدة؟ وهل هناك اهتمام بالحفاظ على الموروث الرمضاني؟ تجيب المحميد: بادئ ذي بدء بالإشارة إلى أن هناك صورة رمضانية ماثلة ومنها التحضير للشهر الفضيل بطحن حبوب القمح (حب الهريس)، وكذلك إعداد وتجهيز خبز الرقاق، وبالفعل، هناك مظاهر مرتبطة بهذا الشهر الفضيل منها استقبال الأطفال بمرورهم في الطرقات يغنون الأغنية الشعبية (حياك الله يا رمضان) مستخدمين طبول صغيرة يقومون بإعدادها بأنفسهم مستخدمين ورق أكياس الإسمنت السميكة والنشا والعلب المعدنية الفارغة حيث يتم تغليفها من الفتحتين باستخدام مادة النشا، وتصدر صوت قرع واضح حين النقر عليها.

المظهر الثاني هو "المسحر"، حيث يقوم قبل السحور بساعة تقريبًا بالطواف في الأحياء والطرقات وهو ينقر على الطبل مرددًا التواشيح الدينية أو ما يتعلق ببعض الأدعية المأثورة داعيًأ الناس للقيام للسحور ويسمى (ابو طبيلة) ويستمر طيلة شهر رمضان، ومهنة المسحر هذه منتشرة في جميع انحاء العالم الإسلامي، أما المظهر الثالث الذي لايزال باقيًا فهو الاحتفال بليلة النصف من الشهر، فيلبس الأطفال، أولادًا وبنات الملابس الجديدة، وأشهرها البخنق والدراعة للبنات والثوب للأولاد، ويحملون أكياس القرقاعون ويمرون في الطرقات مرددين (قرقاعون عادت عليكم يا صيام)، وكل بيت يزورونه، يقدمون لهم في الكيس القرقاعون وهو عبارة عن مكسرات وحلوى مختلفة.

وبالنسبة للتوديع، فهو واحد من المظاهر التي تنتشر في ليالي الشهر الأخيرة، حيث يخرج المسحر ليلة السابع والعشرين يتبعه مجموعة كبيرة من الشبان وكذلك الفرق الشعبية والنسوة وهم يرددون (يالوداع ... عليك السلام يا شهر الصيام).. ولا ينتهي دور المسحر بانتهاء شهر رمضان حيث يستمر إلى أول أيام عيد الفطر السعيد حيث يطوف بين المنازل مهنئًا ويحصل على على إكرامية كل حسب قدرته، وبالطبع، لانزال نسمع (مدفع الإفطار) عند غروب الشمس متزامنًا مع أذان المغرب معلنًا للصائمين موعد الإفطار، وأخرى عند الفجر لتحديد وقت الإمساك وبدء الصيام.

تواصل المحميد فتقول، من العادات الحسنة التي يحرص الناس عليها خلال الشهر الفضيل (التثويب) وهو قراءة القران الكريم حيث يقوم عدد من القراء بتلاوة القرآن في دور العبادة او في المنازل و (تثوب) أي يُقرأ الدعاء بحضور رب الأسرة أو من ينوب عنه، والتثويب هو إهداء أجر هذه الختمات إلى ذويهم من الأموات في الأيام الأخيرة من الشهر، كما إنه من العادات الحسنة والتي يحرص الناس عليها في هذا الشهر الفضيل حضور مجالس الذكر والدروس الدينية في المساجد.

والخلاصة كخاتمة، ترى الباحثة ليلى المحميد أنه ليس هناك اهتمام بالحفاظ على الموروث الرمضاني إلا بالقدر اليسير وبجهود شخصية، فهي واحدة من الناس الذين يعملون جاهدين للمحافظة ولو على ما يتيسر من مظاهر الشهر الفضيل وغرسها في نفوس الجيل الجديد حيث أصبح الكثير منها في طريقه للاندثار والنسيان بسبب ظهور الألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية، ما يجعلنا ندعو الجميع إلى المساهمة في حفظ هذا التراث الذي يمثل هوية لمجتمعنا الإسلامي.

العدد 5015 - الإثنين 30 مايو 2016م الموافق 23 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً