العدد 5015 - الإثنين 30 مايو 2016م الموافق 23 شعبان 1437هـ

شهر رمضان الماضي ..هل غيَّر حياتك؟

منذ شهر رمضان من العام الماضي حتى قبيل أيام من استقباله من جديد هذا العام :"هل تغيرت حياتك؟"، إن كانت إجابتك بنعم فهذه النتيجة ممتازة، وعليك أن تبحث عن تغيير آخر تنشده في شهر رمضان القادم، أما إن كانت إجابتك بلا فعليك أن تعيد حساباتك وتعيد ترتيب حياتك، فشهر رمضان على الأبواب وهو فرصة ذهبية لمن يريدون تغيير حياتهم للأفضل، ويرغبون في تحويل سلبياتهم الى إيجابيات، وهذا يلزمك بأن تضع نصب عينيك الأهداف التي تريد أن تحققها في هذا الشهر الفضيل، وتضع الأمور التي تريد تغييرها في نفسك من ضمن أولوياتك.

دعونا نتجول في كتاب أستاذ الشريعة بالأزهر الشريف الدكتورة عبلة الكحلاوي في موضوع "صوم الجوارح" فالبوابة الكبيرة التي يمكن من خلالها تحقيق السمو الأخلاقي والسلوكي هي الابتعاد عن كل الرذائل التي تفسد الأخلاق والعلاقات، وبالتالي، فإن الصيام الحقيقي يسهم في تحسين نمط الحياة، فعلى سبيل المثال، ترى الكحلاوي أن أيام الشهر الفضيل فرصة لتقويم سلوك الإنسان حين يقرر ذلك بقناعة وإيمان، زد على ذلك أن استغلال الشهر في إنهاء الخلافات والنزاعات مع الأهل والأقارب والجيران هو أمر يسهم في نشر التسامح والرحمة والمودة بين الناس، مضافًا إلى ذلك مكاسب روحية وأخلاقية واجتماعية وصحية، فتحقق فريضة الصوم وما يصاحبها من عبادات وطاعات وأخلاقيات كريمة أكبر قدر من الثواب في حياة المسلم رجلاً كان أو امرأة.. وهكذا يكون شهر رمضان فرصة لمحاسبة النفس وتهذيبها ودفع ظلمها عن الآخرين.

ولكن كيف يتحقق النقاء النفسي؟ في بحثها تثبت الدكتورة الكحلاوي أن الإنسان الذي يتعثر في الحياة ويغلق على نفسه طريق الراحة والسعادة هو الذي لا يهذب مساره دينيًا وأخلاقيًا واجتماعيًا، فالشخصية المستقرة تقوم على أساس مجموعة من القيم، ولكي نبدأ صفحة جديدة من الصفاء النفسي، لابد من التخلص من الجفوة والقسوة التي أصابت نفوس الكثيرين منا وأفسدت العلاقات الإنسانية والاجتماعية بيننا وبين الآخرين، وعلينا أن نتخلص من كل سلوك غير مرضٍ في هذا الشهر المبارك ليكون السلوك الإنساني الراقي أسلوب حياة دائمًا لنا طوال أيام وليالي رمضان وما بعد رمضان.

وللصيام تأثير مهم في إدراك قيمة التفاعل الذاتي للحصول على الدوافع والنمو ومنها أنه يروض الإنسان على احترام وتقدير الذات والقدرة على مواجهة المواقف والتحكم في المشاعر، ثم مع ذلك، هناك صحة ولياقة بدنية ممتزجة بالجوانب الروحية كالعبادات والطاعات، وتجتمع كل تلك القيم لتحقيق الاستمرار الهادئ والمتوازن على صعيد الوعي والإدراك والإيجابية في المواقف والآراء، وكذلك الثقة التامة في القدرة على مواجهة النزعات النفسية وتوابعها السلبية.

العدد 5015 - الإثنين 30 مايو 2016م الموافق 23 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً