العدد 5015 - الإثنين 30 مايو 2016م الموافق 23 شعبان 1437هـ

“البيت البحريني” يكتب حكايات الأصالة في الشهر الفضيل

على موعد لاستقبال الضيف الكريم، تشتاق القلوب لحلول شهر رمضان المبارك وقد بدأت ملامحه تظهر شيئًا فشيئًا لتهب نسائم زاد المغفرة والخير والرحمة، وبين المحبة والتراحم والتكافل والمشاعر النبيلة، وامتزاج المشاعر بالإيمان وعمل الخير في شهر الصيام العظيم، يبرز الاعتزاز بموروثنا التراثي من العادات والتقاليد الرمضانية، سواء بالنسبة لنا في البحرين والخليج، أو سائر الدول العربية والإسلامية.

ولعل أهل البحرين جميعًا، كما عرف عنهم منذ سالف الأزمان، يحتفون بهذا الشهر الفضيل كأفضل ما يكون الاحتفاء، فالمكانة الدينية القرآنية لشهر رمضان تنشر رياحين البركات، وتفتح المجالس في كل مناطق البلاد ومدنها وقراها أبوابها للأحبة طيلة الشهر، ومن هنا، فإن تجسيد حكايات الأصالة تبدو واضحة، وهذا ما يشير إليه الباحث إبراهيم راشد الدوسري فيما يتعلق بتقوية الترابط الأسري والاجتماعي بين مختلف مكونات المجتمع البحريني، وليس ذلك مقتصر على استخدام وسائل التواصل وبرامج الأجهزة الحديثة في تبادل التهنئة، بل الضيافة التي تأسر القلوب في كل بيت بحريني كريم.

ويشدد على أن الشهر الفضيل يجدد في موعد قدومه كل عام على تقوية النسيج البحريني، ذلك أن تقوية وزيادة التواصل بين أبناء الوطن الواحد مهمة لتعزيز النسيج الاجتماعي واللحمة، فمع مجالس الذكر والعبادة وأعمال الخير، هناك مساحات كبيرة لرسائل مهمة من خلال اللقاءات والخطب الدينية وكذلك عبر وسائل الإعلام للحث على الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية، فالوطن لكل أهله دون تمييز، وهذا ما يغمر مشاعر كل أهل البحرين ولا سيما في الشهر المبارك.

ويذكر أن المجتمع البحريني كان ولايزال تميزه الأجواء الدينية والاجتماعية طيلة الشهر، وتنطلق خلاله أعمال الخير لتعكس صورة رائعة من التكافل الاجتماعي، ويتضاعف التماسك الاجتماعي بين الأسر والعوائل والجيران، وهذه الصور هي التعبير الحقيقي للنسيج المتناغم والتعايش والمحبة مهما كانت الظروف.

ويتفق معه في الرأي الباحث جاسم المختار الذي يتمنى أن تكون أجواء المجالس والتلاقي بين أبناء الشعب من مختلف المدن والقرى ذاتها التي يجب أن تسود طيلة العام، ومنذ القدم كانت مجالس المدن والقرى والأحياء تستقبل أبناء الطائفتين الكريمتين ما يؤكد حرص الجميع على لمِّ الشمل وتقوية الروابط، زد على ذلك ما تمثله ليالي الشهر الفضيل – مع التطور الزمني – من برامج متنوعة تشمل الثقافية والاجتماعية وأصبحت الكثير من المجالس تناقش موضوعات وقضايا مهمة بروح الحرص على مصلحة الوطن والناس.

ويواصل حديثه بالقول.. نلاحظ جميعًا أن المجالس هي المرتكز الأساس للحياة الاجتماعية البحرينية في ليالي شهر رمضان المبارك، حتى أن بعض المجالس تفتح المجال لطرح الآراء ووجهات النظر والمواقف التي تحذر من الطائفية والتناحر والسير على خطى الآباء والأجداد في التعاون يدًا بيد، فكل ذلك لا ينفصل عن تعاليم الدين الحنيف ويرتبط بشكل عميق بالعادات والتقاليد الأصيلة، ويؤكد على أن مشاركة الشباب والناشئة في حضور المجالس الرمضانية أمر مهم يسهم في رفد ارتباطهم بعطاء الموسم الرمضاني من كل نواحيه.

العدد 5015 - الإثنين 30 مايو 2016م الموافق 23 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً