هل أنت حامل أم مرضع ونحن نستقبل الشهر الفضيل؟ هل قررت الصيام؟ هل تقوين على ذلك؟ وكيف تصومين وتطعمين طفلك؟ إن أول نقطة يتوجب النظر فيها قبل الحديث عن الجانب الطبي، هو الجانب الشرعي، فكل المذاهب الإسلامية أجمعت على أن الأم الحامل أو المرضع تستطيع الصيام إذا كانت قادرة عليه.

ومع ذلك، فإن استشارية أمراض النساء والولادة وعلاج العقم بجامعة عين شمس الدكتورة نجوى العطار تقدم الكثير من النصائح المهمة للأمهات الحوامل والمرضعات، فبعد معرفة الحكم الشرعي، لابد من استشارة الطبيب المختص، ذلك لأن الأمهات الصائمات لا يجب أن يهملن صحتهن، وعليهن الاهتمام بغذائهن كثيرًا كونهن مسئولات عن تغذية أطفال، وفي هذا يرى خبراء التغذية بأن الغذاء المتوازن يلعب دورًا رئيسيًا في صحة الأم الحامل وسلامة الجنين، ويعتبر عاملًا مهمًا لولادة سهلة لطفل سليم يتمتع بصحة جيدة، وتستطيع الحامل أن تصوم، ولكن عليها أن تستشير طبيبها؛ فإن صامت، فيجب عليها أن توزع وجباتها على ثلاث وجبات، وجبة متوسطة عند الإفطار، ووجبة ثانية بعد أربع إلى خمس ساعات، ثم وجبة السحور، والتي يفضل أن تكون متأخرة ما أمكن.

وغذاء الأم الحامل في شهر رمضان يجب أن يحتوي على النشويات، وخصوصًا التركيز على استهلاك الحبوب الكاملة، مثل القمح والأرز البني والخبز الأسمر والبرغل؛ لأن هذه الأغذية غنية بفيتامينات «ب» المركبة، وبعض المعادن وغيره من المواد المهمة اللازمة لتطور الجنين ونموه، أما الألبان ومشتقاتها: 3-4 أكواب من الحليب ومشتقاته، كاللبن خلال فترة الإفطار، بحيث يتم تناول هذه الحصة مع الوجبة أو بين الوجبات لتوفير عنصر الكالسيوم اللازم لبناء العظام، وكذلك الفاكهة، وخصوصًا البرتقال والموز والتمر والتين والزبيب.

وماذا عن الأم المرضع؟ تجيب اختصاصية التغذية فريدة إبراهيم بالقول إن مواد مثل البروتينات والدهون والكالسيوم وسكر اللاكتوز هي المكونات الرئيسية لحليب الأم الطبيعي، وهذه المواد لا تتكون من غذاء الأم الذي تتناوله، بل من مخازن المواد الغذائية في جسمها، فإذا كانت الأم تتمتع بصحة جيدة وتحرص على اتباع نظام غذائي متوازن ومتكامل في الفترة التي تسبق رمضان وفي وجبتي الإفطار والسحور؛ فإن ذلك سيضمن لها ثبات نسبة المغذيات في حليبها.

إن من الأهمية بمكان على الأم الحامل والمرضع الابتعاد عن القهوة والمنبهات؛ لأنها من الممكن أن تؤثر على إدرار الحليب، وتعمل على تهيج الطفل، وعليها كذلك تجنب الأطعمة كثيرة البهارات والمسببة للانتفاخ مثل الملفوف والزهرة وحتى الأطعمة الدسمة والحريفة المبهرة والمشويات.