العدد 5015 - الإثنين 30 مايو 2016م الموافق 23 شعبان 1437هـ

كبرى القصير: تحدَّيتُ نفسي فنجحتُ

لم تكن تتوقع أن تحظى بلقب “كريستيان ديور الخليج”، ليس لأنها تضع الفوارق للإبداع والتميز في مجال التصميم، بل لأنها كانت تريد أن يكون لها الاسم الذي يميزها بذاتها، سماتها، تصاميمها، ابتكارها، ولغة التجديد في العمل، لذلك، كانت تجتهد طيلة ثلاثة عقود من الزمن، ومنذ أن بدأت عملها في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، على أن تثبت نفسها كما تسعى لأن يثبت كل مصمم بحريني وخليجي وعربي نفسه في مجال الأزياء.

على العموم، قصة لقب”كريستيانديورالخليج” له قصة، وهي تعود إلى أحد العروض الخاصة التي قدمتها المصممة البحرينية كبرى القصير في بيروت، وعرضت فيه الأثواب الخليجية التي صممتها، وكانت قرينة الرئيس أميل لحود حاضرة فعبرت عن السرور والفخر بما شاهدته خلال العرض وأطلقت لقب “كريستيان ديور الخليج” على المصممة كبرى القصير.

خلال الثلاثين سنة الماضية، تجولت المصممة البحرينية كبرى القصير في عواصم الموضة.. باريس.. لندن.. روما.. كما تجولت في دول الخليج العربي والدول العربية، وكان رصيد تلك الجولات مئات العروض في مجال الأثواب والتصاميم، ولا سيما التراثية منها، وتلك التي تمزج بين اللمسات الخليجية والأوروبية في آنٍ واحد، وهي تقر بنفسها، أن تصاميمها هي من ابتكارها ووحي خيالها، وهي في الوقت ذاته، لا تتردد في أن تنفذ تصميمًا جميلًا من أفكار زبونة وفق ذوقها، إلا أن التصاميم والرسومات والألوان الزاهية وخلطها بالتطريز وإضافة الأفكار المبهرة هي أمور تهتم بها المصممة كبرى القصير رغم أنها تعترف :”لا أجيد الرسم ولا الخياطة”! لكنها بالتأكيد، صنعت اسمًا لامعًا والحكاية تطول، لكن في حوارها مع “بيللا” سندخل بعض المحطات المهمة:

معرض الأزياء الرمضانية

لنبدأ ونحن على موعد كريم لاستقبال شهر رمضان المبارك.. نهنئكم ونهنئ الجميع ونسأل.. ماذا عن العرض الرمضاني السنوي، هل سيكون هناك عرض وشيك؟

أبشرك وأبشر كل القراء والزبائن الكرام، بأن الترتيبات جارية على قدم وساق لتنظيم عرض الأزياء الرمضاني الثالث عشر والذي من المقرر أن ينطلق في إيتيليه كبرى في الرفاع خلال الأسبوع الأول من شهر يونيو / حزيران، والموعد المحدد حاليًا هو الثاني من يونيو 2016، ومن المؤمل أن يشارك فيه مصممون من البحرين والخليج وسيخصص الجزء الأكبر من ريع هذا العرض للجمعيات الخيرية التي عملنا معها على مدى السنوات الماضية في العروض الرمضانية.

هل هناك مفاجآت وكيف ستكون الأسعار؟

التصاميم التي ستُقدم في العرض ستكون خاصة ومناسبة لشهر رمضان المبارك من جلابيات ودراعات وفساتين متنوعة، أما عن الأسعار، فكل المصممين المشاركين اعتادوا على تقديم أسعار خاصة ومناسبة، بل أود الإشارة إلى أن هذا المعرض يفتح المجال أمام المصممين والمصممات البحرينيات ليشاركن ويقدمن أعمالهن، فتتحقق الفائدة للطرفين، للمصممين وللقطاع الخيري.

نتمنى أن يكون عرضًا رمضانيًا ناجحًا ومتميزًا، ولعلنا نبدأ من فكرة مشاركة المصممين والمصممات الشباب، هل تقدمين لهم من تجربتك وأفكارك ما يعينهم؟

الإنسان الذي يعيش بلا طموح هو إنسان (فاشل) قطعًا، وبالنسبة لنا كلنا، لابد أن يكون لنا هدف في الحياة، ولكي نحقق ذلك الهدف مهما كان حجمه، لابد أن نبني على أساس قوي وهو الطموح والإصرار، وعن نفسي، دخلت مجال الأزياء والموضة وتحديت نفسي لكي أصل إلى ما أطمح إليه، وكلما كبر الهدف أمامي كلما سعيت بجد أكبر لتحقيقه، وهذا الحال بالطبع يقضي بأن نقدم من تجاربنا وأفكارنا للمبتدئين الذين يعملون باجتهاد، ولا أتردد أبدًا في تقديم المساعدة ما أمكنني ذلك.

حسد وغياب روح التنافس

وهل أنت متفائلة من أن يكون لدينا بعض المبدعين في مجال تصميم الأزياء والموضة من أبناء البلد؟

دعني أقول بكل صراحة، أن جيلنا كان يعمل في ظروف صعبة جدًا، ويبذل قصارى جهده، وهذا ما نسميه (زمن الطيبين)، واليوم مع الأسف، نجد بعض العاملين في هذا المجال لا يواصلون الدرب لأن السبب في ذلك هو التقليد.. مصممة تقلد على الأخرى ومصمم يأخذ أفكار مصمم آخر، فأين الإبداع هنا؟ حينما نفتقر للإبداع، لن يكون العمل مستمرًا وسيتوقف البعض في منتصف الطريق، وأقول بكل صراحة إن هناك من يتابع الموضات الجديدة من خلال التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي ويقلدها لكن ليست لديه القدرة على الإبداع وتقديم الأفكار الجديدة، زد على ذلك، أنه ومع شديد الأسف، هناك الحسد وغياب روح التنافس الشريف.

أسلوب "الفاشينستات".. خالي بلاش

وهل ظاهرة "الفاشينستات" جزء من هذا الجدل؟

خذ جوابي بكل صراحة أيضًا، فالكثير من الفاشينستات اشتهروا وانتشروا على (خالي بلاش)! فلا أفكار إبداعية ولا تميز في أسلوب التقديم والعرض، وكل ما هنالك هو أن الملايين يتابعونهم وهذا ليس مقياسًا، فالمقياس هو المحتوى والمضمون والميزة التي تتمكن العارضة من تقديمها، بل إن بعضهن تسببن في الإضرار بمستوى ذوق الشابات، وأصبحنا نشاهد العديد من الفتيات الصغيرات يخترن أزياءً وإكسسوارات ذات مستوى لا يناسب الذوق الرفيع معتقدات أن ما تقدمه الفاشينستات هو أعلى مستوى.. وهذا غير صحيح.

معهد متخصص في الموضة

أريد أن أسأل بصراحة.. هل هناك من وضع المعوقات لكي يفشل مقترحك لإنشاء معهد متخصص في مجال الأزياء والموضة لتدريب البحرينيين والمقيمين؟

سعيت لهذا الهدف منذ أكثر من 15 عامًا، ودفعت في هذا الاتجاه وشرحت الفكرة وجلست مع عدد من المسئولين ومنهم قيادات وزارة العمل والتربية والتعليم، بل وصلت إلى أنني عرضت على توفير المركز مجانًا وكلفة تشغيله سأدفعها من حسابي الخاص، لكن مع ذلك لم أتوفق لتغيير أي شيء! حتى شعرت بأنه ليس هناك دافع أو نية لبلورة الفكرة إلى مشروع رائد.

يرحبون بلا نتيجة

هل وصلت إلى اليأس فعلًا أم لايزال المجال قائمًا؟

قلت لأحد الوزراء ذات مرة :"يا ريت تركزون على مجال التصميم.. لنتخيل أن يكون لدينا في المستقبل خريجات تصميم وخياطة وأزياء، فإن المستقبل سيكون واعدًا، ورواتب هذا المجال أفضل حتى من رواتب البنوك والشركات"، ومع ذلك، وعلى الرغم من أن المسئولين كانوا يرحبون بالفكرة ويؤيدونها لكن بلا نتيجة، والحق، أننا كسيدات أعمال بحرينيات نحتاج إلى المزيد من الدعم، كحال المرأة القطرية والإماراتية مثلًا، حين يحصلن على الدعم الفني واللوجستي والمالي، فيما نحن نعتمد في كل شيء على أنفسنا، لكن لا بأس من إعادة المحاولة والتوفيق من الله سبحانه وتعالى.

وما يجعلني متفائلة دائمًا، هو أن مجال تصميم الأزياء في الخليج يتقدم ويتطور، وإذا تحدثنا مثلًا عن المرأة البحرينية فهي تتمتع بذوق رفيع وهي جميلة وهادئة ومريحة في التعامل وقنوعة كذلك وتحب في اللبس البساطة والقناعة نعمة، وفي سائر دول الخليج الآن دور أزياء على مستوى من الأداء والابتكار والمنافسة.

عائلتي وأهلي وصديقاتي

هل للعلاقات العائلية والاجتماعية مكان ثابت في حياتك، أم أن السفر والمعارض والعروض تمنع؟

أسافر كثيرًا وأعمل كثيرًا من منطلق حبي للناس وحبي لعملي، فأنا أعمل نحو 13 ساعة يوميًا، والحمد لله، حبي لعائلتي وللناس يجعلني في راحة تامة وكل زبونة أتعرف عليها تصبح صديقتي ومنهن أميرات في مختلف دول الخليج، وأما عن العائلة، فهي أهم شيء في حياتي ووجودهم معي يمثل الكثير من الدعم والمساندة والدفء الأسري. وأكثر شيء أهتم به هو زيارة والدتي الغالية، فمهما كانت الالتزامات والسفرات وضغوط العمل، فإن للوالدة الله يحفظها ويطيل عمرها مكانتها العالية.

يقال إنك سريعة الغضب.. هل هذا صحيح؟

أغضب حتى لا يتكرر الخطأ في العمل أو الكذب.. لا أقبل الكذب إطلاقًا، والمخطئ حين يصارحني فإنني أتقبل وأسامح، فعملي في الإيتيليه مع مجموعتي يقوم على أننا (أهل)، وكلنا نحمل المسئولية ذاتها، وهذه سياسة مشينا عليها.

باختصار.. كيف ترين مستقبل الأزياء والتصميم في البلد؟

قبل ذلك، أحب القول إنه من الضروري أن نحافظ على طيبتنا وبساطتنا، فالمرأة البحرينية ربة بيت ممتازة وموظفة مبدعة ومصممة قادرة على التميز، وبالنسبة للعاملين في مجال التصميم من الجنسين، عليهم أن ينظروا للإبداع بعينهم وابتكاراتهم، نعم، ليس هناك من مانع في تقليد المتميز من صرخات الموضة، لكن يمكن إضافة الأفكار المبهرة وبذل الجهد الصعب، وبهذا يتحقق النجاح لهم بعون الله.

العدد 5015 - الإثنين 30 مايو 2016م الموافق 23 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً