العدد 5028 - الأحد 12 يونيو 2016م الموافق 07 رمضان 1437هـ

رمضان... وإحياء المجالس!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

فعلاً شهر رمضان المبارك يقوم بإحياء المجالس، وليس إحياء المجالس فقط، بل إحياء أهل المجالس، سواء المتخاصمين أو المتباعدين، ومن لم يستفد من رمضان من أجل الصلح والمصالحة مع أهله، فهو شقي لا محالة، ذلك أنّ أبواب المجالس مفتوحة، وليس هناك من يمنع الدخول فيها وكسر الحاجز.

لا تقتصر فائدة المجالس الرمضانية على هذا الأمر فقط، بل تتعدّى ذلك فتقرّب الإخوة أنفسهم، فقد يكون هناك أخوة يبعدون عن بعضهم البعض وهم في نفس المنطقة، وتأتي هذه المجالس لتقرّبهم.

أيضاً من فائدة المجالس حلقات الذكر وحلقات الفكر، فبعض المجالس لا تفتح أبوابها إلَّا في رمضان، ونتمنّى أن تكون عادة للجميع، وأن يتم الإعلان عنها حتى بعد رمضان، فحلقات الذكر وحلقات الفكر يحتاجها الجميع، ذلك أنّها تغذّي الجميع وترفع من شأنهم.

مركز الشيخ إبراهيم بن محمّد آل خليفة في وسط المحرّق، يقوم على مدى 9 أشهر بدعوة المفكّرين من كل أرجاء المعمورة، ويحضر كثير من النّاس إلى هذا المركز طمعاً في الاستفادة وعشقاً في زيادة الفكر، وهذا النوع من المراكز ندعمه بكل القنوات، ذلك أنّه يرقى بفكر أهل البحرين ويزيد من حصيلتهم.

يا تُرى لو كانت كل المجالس البحرينية رمضانية وغير رمضانية مفتوحة من أجل الفكر والمحاضرات التي تُثري العقل ماذا سيحدث لأهل البحرين؟! أيضاً يا تُرى لو كل أب قام باصطحاب ابنه باللّباس الرسمي التقليدي وهو الثوب والغترة إلى المجالس، كم ابن سيحمل على عاتقه مواصلة هذه العادة العظيمة؟!

المجالس بشكل عام والمجالس الرمضانية بشكل خاص ما هي إلَّا صالونات فكرية، يتناقش فيها النّاس أمور الحياة، وفي بعض الأحيان يتّفقون وفي بعض الأحيان يختلفون، ولكنّها بالطّبع تربّي أجيالاً ستحمل هذه المسئولية في يوم من الأيام.

الثوب والغترة والسلام والكلام يتعلّمه كثير من الأبناء عندما يتواجدون في المجالس، ويختلطون مع الكبار، فحتّى القبلة بينهم تختلف، وطريقة الاحترام و «السّنع» في الكلام يختلفان عمّن لا يذهب إلى المجالس، إذ إنّ لهذه المجالس أصول وأعراف يحتاجها بعض النّاس.

ولا نريد أن تقتصر المجالس على الرجال فقط، فالنّساء بحاجة إليها أيضاً، والفتيات بالذّات يجب أن يتوجّهن إلى المجالس، فالخبرة والعادات والتقاليد وطريقة الكلام التي اختفت عند البعض يجب أن نُرجعها، فلقد لاحظنا بأنّ الجيل الجديد من الفتيات لا يعرف الرد ولا الترحيب ولا النقاش مع الآخرين، وهذه مشكلة نريد حلّها قبل أن تتفاقم.

«لبّيه» و «سم» و «تامر» ليسوا مجرّد كلمات، بل هي مجموعة من القيم والأخلاق التي تربّينا عليها، كلمات عربية أصيلة تحمل الكثير من المعاني، ونقولها لمن يعز علينا، وحين يسمعها السامع يعرف بأنّنا تربينا على استقبال النّاس والترحيب بهم واحترامهم وحسن المعشر معهم ومناقشتهم كذلك، فيا ليتنا نرجع إلى عادات جميلة تكاد تُمحى من المجتمع البحريني.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5028 - الأحد 12 يونيو 2016م الموافق 07 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 9:42 ص

      من عجائب الدنيا انك قاعد فى المجلس تتلو القران وتختنك من مسيلات الدموع اللهم خلصنا من سياسة الهوى

    • زائر 4 | 3:54 ص

      افضل شيء

      بعد تناول الافطار يحتاج الجسم الى رياضة خفيفة لكي تنشط الجسم فكانت صلاة التراويح .
      اما قراؤة القران في النهار افضل.

    • زائر 3 | 11:32 م

      مريم

      كلام جميل ومفيد جدا شكرا استاذه مريم .

    • زائر 2 | 11:22 م

      أحسنتي أخت مريم! مقال رائع! أعجبني قرأته!

    • زائر 1 | 9:58 م

      شهر رمضان ونحن صغارا
      15 بيت عامرة بالذكر الحكيم في منطقتنا من مسجد ناصر الدين ألى فريق القصاب بالبلاد القديم ونحن نتنقل بين تلك البيوت نستمع القرآن ونشرب الشربت العصير أو الشاي هاي في السبعينيات من القرن الماضي ورحمة على الماضين وحفظ الله الباقين .

اقرأ ايضاً