تؤكد المادتان 17 و 18 من القانون الألماني لحقوق الحيوان على عدم جواز قتل حيوان فقري بدون سبب معقول وعدم جواز إلحاق أذى بهذه الحيوانات بدون سبب معقول أيضا.

ولكن نفس القانون وبالتحديد المادة الثانية منه تؤكد في الوقت ذاته أنه "على من يأوي حيوانا أو يرعاه أو ملزم برعايته أن يغذيه ويعتني به بالشكل المتناسب مع طبيعة هذا الحيوان..".

أحيانا يؤكد الواقع صعوبة تطبيق هذه المواد القانونية مجتمعة دون الإخلال بأحدها وهذا هو ما أظهرته حالة وقعت في مسكن بمدينة ميونيخ جنوب ألمانيا حيث تطعم صاحبة المنزل فئرانا حية للثعابين التي تأويها مما جعل بلدية المدينة تطالبها بالتوقف عن ذلك وهو ما اعترضت عليه المرأة بتقديم دعوى أمام المحكمة الإدارية بالمدينة حسبما أكد محاميها فيليب جراف.

تستند الإدارة المحلية المعنية في ميونيخ والتي طالبت المرأة بخطاب رسمي بالتوقف عن إطعام فئران حية للثعابين إلى توصية جمعية حماية الحيوان لمن يربون فئرانا وذلك حسبما أوضحت المتحدثة باسم الإدارة، دانيلا شليجل.

وأوضحت شليجل أن المرأة ملزمة بعد تسلم الإخطار الرسمي بالتوقف عن إطعام ثعابينها فئرانا حية وإطعامها فئرانا نافقة بدلا من ذلك "على أن تشترى هذه الفئران من المحلات المعنية التي تبيع هذه الفئران مجمدة أو تطعمها فئرانا ربتها هي وقتلتها بالشكل الصحيح".

وأشارت شليجل إلى أن هناك استثناء من ذلك ألا وهو أنه "لا يجوز إطعام الفئران الحية للثعابين إلا إذا فشلت محاولات تعويد هذه الحيات على تناول الفئران النافقة".

وقال ماركوس باور، رئيس مركز استقبال الزواحف في ميونيخ، إن الوضع القانوني في هذه القضية متداخل "فالمادتان متعارضتان".

وأشار باور إلى أن الحيات ليست من آكلي الجيف وأنها تعيش حياتها البرية على صيد الفئران "وربما كان من الممكن في إحدى المرات إيهام الحية بأن الفأر المقدم لها حي وليس ميتا وذلك من خلال تحريكه ولكن ليست كل الحيات تنخدع بذلك".

أضاف باور: "إذا كان لدى الإنسان حية لا تأكل الفرائس الميتة فيجوز بالطبع إطعامها فئرانا حية".

وأشار باور إلى أن مركزه يطعم الحيات فئرانا نافقة عادة "لسهولة الاحتفاظ بالفئران المجمدة" ولكنه أكد في الوقت ذاته أن لدى المركز ثلاث حيات ترفض التغذي على الفئران النافقة مما يدفع إدارة المركز لإطعامها فئرانا حية.

وأوضح باور أنه "إذا حصل الإنسان على فئران حية من السوق المختصة فعليه، أقول بشكل صارخ، عليه أن يذبحها قبل إطعامها الحيات، ليس لدينا طريقة خالية من الألم المطلق، الفئران المجمدة والمتداولة حاليا في السوق يتم قتلها باستخدام غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو أمر ليس جميلا".