العدد 5039 - الخميس 23 يونيو 2016م الموافق 18 رمضان 1437هـ

أولياء الأمور والإجازة الصيفية

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

انقضى العام الدراسي الذي صادفت أيامه الأخيرة بداية شهر رمضان الكريم، ولعل ليالي الشهر الفضيل اصطحبت معها بشائر التفوق والنجاح لأبنائنا ممن اجتهدوا وثابروا طوال العام الدراسي الماضي، ومن الطبيعي أن يشعر أبناؤنا برغبة جامحة للإنطلاق واللعب والاستمتاع بالإجازة الصيفية، بعيداً عن القيود أو الالتزامات الدراسية المفروضة عليهم.

لذلك خصّصت مقال هذا الأسبوع لأولياء الأمور الكرام، إذ يزداد التذمر من العادات السلوكية للأبناء خلال فترة العطلة الصيفية، فتجد بعض الآباء في مشاحنات مستمرة مع أبنائهم بسبب السهر وطول أوقات النوم - سواءً خلال شهر رمضان أو بعده - كما تجد بعض الأمهات أن الحل لتجنب إزعاج الأبناء وفوضويتهم بالسماح لهم بالخروج للعب خارج المنزل لوقت طويل والاكتفاء بتتبعهم بالهاتف بين الفينة والأخرى. وإذا ما تحدّثنا عن الألعاب الالكترونية والساعات الطويلة التي يقضيها الطفل أمام هذه الألعاب فحدّث ولا حرج، بالإضافة إلى تواصله مع أشخاص مجهولين عبر اللعب (online).

جميع الأمور والعادات السلبية التي أصبحت مرتبطةً بالإجازة الصيفية، سواءً كان سببها أولياء الأمور أو حالة الاندفاع لدى الأبناء لتنفيذ كل ما هو ممنوع في فترة الدراسة - من سهر ولعب وتنزه وإفراط في النوم- فتلك العادات السلوكية والمناوشات الأسرية أصبحت مألوفةً خلال هذه الفترة من السنة، لكن إذا لم يتم التعامل معها بشكل تربوي صحيح، قد تؤدي للأسف الشديد إلى العديد من الآثار السلبية على أبنائنا، مثل العزلة والانطوائية واكتساب سلوكيات غير مرغوبة، وحالة من التبلد وضعف الدافعية نحو التعليم، فضلاً عن حالة الانفعال والعصبية بسبب تأثير الألعاب الالكترونية عليهم. أما صحياً، فنجد أن الإجهاد والتعب أكثر ما يعاني منه الأبناء بسبب عدم حصولهم على كفايتهم من النوم.

من الواضح أن المشكلة الفعلية ليست في عدم قدرة الآباء على ضبط سلوك أبنائهم وتوجيهه، وكذلك ليست في سلوك الأبناء، ولكن المشكلة تكمن في عدم استغلال وقت الفراغ بشكل مناسب، أو قيام بعض الآباء بإشراك أبنائهم في دورات أو برامج خصوصاً التعليمية منها، دون الرجوع لهم بل وبشكل إجباري. لذلك يجب أن يتم الاستعداد لهذه الفترة من السنة بوضع برنامج صيفي بمشاركة الأبناء، بشكلٍ يراعي ميولهم وهواياتهم من جهة، ويملأ وقت فراغهم بشكل موجّه وسليم من جهة أخرى. وكعادتي لابد أن أؤكد على ضرورة إقامة البرامج والأنشطة الترويحية والترفيهية بمشاركة جميع أفراد الأسرة، فلهذه الانشطة أثرها الإيجابي في تقريب أفراد الأسرة من بعضهم البعض، وتخليصهم من الانفعالات والضغوط الحياتية.

لذلك أيها الآباء والأمهات الكرام، واجبكم خلال فترة الإجازة الصيفية، لا يقل أهميةً عنه في فترة الدراسة والامتحانات، فتلك فترة تشكّل مستقبلهم الأكاديمي، وهذه تشكّل مستقبلهم السلوكي والأخلاقي.

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 5039 - الخميس 23 يونيو 2016م الموافق 18 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً