العدد 5044 - الثلثاء 28 يونيو 2016م الموافق 23 رمضان 1437هـ

نرعى نمو وتطور الطفل في بيئة صحية

“الكندي” يفتتح “الأطفال الاصحاء” .. د. علكم:

التغيرات في الحالة الصحية للطفل تقلق الوالدين فيهرعان لأقرب عيادة أو مستشفى لطلب العلاج لطفلهما، هذا هو السائد في الرعاية الصحية التي يقدمها المجتمع للأطفال. مستشفى الكندي التخصصي يطرح مفهوماً جديداً للرعاية الصحية التي يجب أن يحصل عليها الأطفال لذلك قام بإفتتاح عيادة متخصصة للأطفال الأصحاء لمتابعة النمو والتطور السليم للأطفال كأول عيادة من نوعها في القطاع الصحي الخاص في البحرين.

ويرى اختصاصي طب الأطفال في مستشفى الكندي التخصصي الدكتور محمد سلمان علكم أن الأطفال يواجهون في حياتهم الكثير من التحديات الصحية الكبيرة منذ الولادة وحتى مرحلة البلوغ والتي لها الأثر الكبير على صحتهم وحياتهم وأهم هذه التحديات هي النمو والتطور السليم.

وأكمل: «إذاً ليس علينا تجنب الأمراض أو علاجها حين وقوعها فقط، ومن هذا المبدأ ظهرت فكرة إنشاء عيادة متخصصة بالأطفال الأصحاء تهدف هذه العيادة للمتابعة الدورية المنتظمة لنمو وتطور الطفل ومساعدة الأهل في توفير بيئة صحية آمنة له كما تمكننا المتابعة الدورية للطفل من التحديد المسبق لأي انتكاسات صحية أو تراجع في معدل النمو أو التطور مبكراً لتفادي تفاقم الحالة المرضية والبدء بتقديم العلاج المبكر لها مما يكون له الأثر الإيجابي على حالة الطفل مستقبلا».

وأوضح أن عيادة الأطفال الأصحاء Well Baby Clinic تقدم خدماتها للأطفال منذ الولادة ولغاية عمر السنتين وهي المرحلة العمرية الأكثر أهمية في حياة الطفل والتي يتم فيها بناء ونمو الجسم بالإضافة إلى التطور الذهني والعقلي واكتساب المهارات الحياتية وفي هذه المرحلة أيضاً يحصل الطفل على أغلب اللقاحات لتحصينه ضد العديد من الأمراض.

وقال اختصاصي طب الأطفال أن العيادة ستُعنى بالمواليد الجدد وستخصص عناية خاصة للمولود الأول في العائلة لأن الأم قليلة الخبرة في كيفية التعامل مع طفلها الأول وغالبا ما تلجأ الأم في هذه الحالات لاستشارة والدتها أو إحدى أخواتها أو صديقاتها المقربات. ويؤكد على أن بعض السيدات يتمتعن بالخبرة في تربية الأطفال إلا أن استشارة الطبيب المختص وتواجده قريبا من الأم من خلال تأمين سهولة التواصل معه سيكون خير عون لها وسيساعدها في الحصول على أفضل النصائح والارشادات.

نظام التمنيع عنصر أساسي في العيادة التي ستتابع مع الأهل تقديم التطعيمات الأساسية التي يحتاجها الطفل حسب المرحلة العمرية كما تتيح الوقت الكافي للأهل للتعرف على طبيعة هذه التطعيمات وأهميتها بالنسبة للطفل وأهم المضاعفات المتوقع حدوثها بعد أخذ جرعة التطعيم وكيفية تفاديها بالرغم من أنها محدودة جداً ونادراً ما تحدث. ولفت إلى أن العيادة وضمن برنامج المتابعة لديها ستتواصل بشكل مباشر قبل وبعد إعطاء التطعيم للتأكد من حالة الطفل الصحية.

غذاء سليم لمستقبل آمن

وحول المسؤوليات المناطة بالعيادة أشار د. علكم أنها ستهتم بتغذية الطفل بالإضافة إلى الحالة الصحية، عبر تقديم النصح والإرشاد الطبي حول تغذيته ونوع الأطعمة التي يحتاجها حسب المرحلة العمرية من خلال إتاحة وقتٍ كافٍ عند المراجعة للتحدث مع عائلة الطفل عن نوع وكمية الغذاء المقدم لطفلهم. وأضاف: «إن برنامج المتابعة سيحدد فيما إذا كان الطفل يتناول غذاءً صحياً يحتوي على المكونات الأساسية والمهمة للنمو مثل الكربوهيدرات والبروتينات المسؤولة عن تزويد الجسم بالطاقة وتساعد في نمو وبناء كتلة الجسم وكذلك التأكد من حصول الطفل على العناصر الأساسية والفيتامينات مثل الحديد – الزنك- الايودين – فيتامين دال- وغيرها من العناصر الأساسية والمهمة لتطور الطفل».

ولفت أن تغذية الطفل خلال مرحلة التسنين تحتاج إلى مشورة ومساعدة من الطبيب المختص لتفادي تعرض الطفل لسوء التغذية أو مشاكل صحية اخرى. وأردف بالقول: «إن تغذية الطفل في السنوات الخمس الأولى وخصوصا في السنة الأولى من عمر الطفل لها تأثير كبير على صحة الطفل مستقبلا فقد أكدت الكثير من الدراسات على أن تناول الطفل نسبة عالية من البروتين التي تؤدي إلى تسارع في معدل زيادة الوزن في الأشهر الأولى من عمر الطفل له تأثير كبير ويعرض الطفل لأمراض القلب والأوعية الدموية مستقبلاً عند سن البلوغ».

وشدد على أن لكل مرحلة عمرية أطعمة خاصة يجب تقديمها للطفل وتجنب تقديم أطعمة أخرى وكثيراً ما نلاحظ اهتمام الأهل بزيادة وزن الطفل بغض النظر عن طبيعة مكونات الغذاء وفيما إذا كان يحتوي العناصر المهمة والأساسية للنمو والتطور الصحيح.

وعاد ليؤكد د. علكم على ضرورة إعطاء الأطفال العناصر الأساسية والفيتامينات خصوصاً في المرحلة العمرية الأولى منذ الولادة ولغاية عمر السنتين فبالرغم من أن حليب الأم يعتبر الغذاء الأفضل والأساسي لكل طفل ويعتبر من أول الحقوق التي يجب أن يحصل عليها الطفل فلا يوجد حليب بديل يمكن مقارنته بحليب الأم الذي يحتوي على كل العناصر الأساسية المهمة لنمو وتطور الطفل بالإضافة إلى فوائده الأخرى للأم والطفل معاً.

وأوضح خصائص حليب الأم، قائلاً: «حليب الأم يتم تعديل مكوناته تلقائياً ليتماشى مع احتياجات الطفل العمرية ويكون مصدراً كافياً لجميع المكونات التي يحتاجها الطفل في الستة أشهر الأولى وبعدها يجب إدخال الأغذية التكميلية مع الحليب في هذا العمر وهنا يجب التأكيد على الاختيار الصحيح للأغذية المناسبة والتي تحتوي على العناصر الأساسية التي يحتاجها الطفل في هذه المرحلة من عمره».

لا نسمح بجفاف بشرة الطفل

البشرة والأسنان في إطار الخدمات التي تقدمها العيادة للأطفال، ويعلل د. علكم الإهتمام بالعناية نظراً لحساسية بشرة الطفل، وأن الاستخدام الخاطئ للمنظفات والتعرض للمياه يتسبب في إصابتها بالجفاف وإصابة الطفل بالأمراض الجلدية مثل الحساسية والطفح الجلدي وغيرها. وأوضح دور العيادة في تقديم المشورة الطبية والصحية في التعامل مع البشرة ومساعدة الأم في اختيار المنظفات والشامبو وغيرها من المستحضرات حيث أن الأسواق تحتوي على عدد وأنواع هائلة من المستحضرات والتي تجعل الأم في حيرة عند اختيار النوع المناسب لطفلها.

أما ما يتعلق بالأسنان فقال: «نهتم بأسنان الأطفال ومتابعة ظهورها وعلاج بعض الأعراض التي تصاحب ظهور الأسنان مثل الحرارة أو البكاء من الألم وفي بعض الحالات قد تجد الأم صعوبة في مواجهة الأمر».

وأشار إلى أن التدخل السريع في الأزمات الصحية منذ أول ظهور للأعراض التي يتعرض لها الطفل كأمراض الجهاز التنفسي وغيرها ستساعد في تقديم العلاج المناسب في وقت قياسي لتفادي مضاعفات المرض كما أن الإستمرار بمتابعة الطفل أثناء العلاج يكون له دور في تقليل مخاوف الأهل وسرعة شفاء الطفل.

وأردف أن المواليد الجدد يتعرضون لأمراض مثل اليرقان الولادي (اصفرار لون البشرة) والتقيؤ والإستفراغ بعد الرضاعة والمغص المعوي والإنتفاخات الناتجة عن الغازات في بطن الطفل وعدد مرات التبرز وظهور بعض الإفرازات والسوائل من منطقة المهبل عند الأطفال الإناث وغيرها من المشاكل التي تواجه الطفل والأم في آن واحد كلها تخضع للنقاش والعلاج من خلال الزيارات الدورية لعيادة الأطفال الأصحاء. كما أن العيادة تهتم بختان المواليد الذكور من الأطفال وتحديد العمر الأفضل وطريقة الختان وتقديم النصائح للوالدين.

مهارات الطفل تؤكد صحته

وانتقل د. علكم إلى اتجاه آخر فبيّن أن المهارات الحركية والقدرات العقلية والذهنية للطفل من الأساسيات التي يجب متابعتها لمعرفة التطور الصحيح للطفل بما يتناسب وعمره.

وقال: «سيكون لعيادة الأطفال الأصحاء دور كبير في متابعة تطور الطفل الذهني والحركي بما يتناسب والمرحلة العمرية للطفل فكثير من علامات وأعراض حالات تأخر التطور أو بعض الأمراض المتعلقة بها مثل التوحد أو الحركة المفرطة التي قد لا يلاحظها الأهل مبكراً أو لا تثير اهتمامهم في حين يكون التشخيص المبكر لهذه الأعراض والأمراض دوراً كبيراً في تجنبها وعلاجها للتماثل للشفاء بشكل أفضل مما لو تأخر تشخيصها».

وفصّل، موضحاً: «كل مرحلة عمرية من عمر الطفل يقابلها تطور ذهني وحركي معين بالإضافة إلى نمو الطفل من حيث الوزن والطول فمثلاً يبدأ الطفل بالجلوس مستنداً بعد عمر الستة أشهر الأولى من عمره في حين يتمكن من الجلوس منفرداً بعد عمر الثمانية أشهر ويبدأ بالوقوف والمشي بعد عمر العشرة أشهر الأولى وقد تمتد هذه المدة لغاية عمر 15 شهرا تبعاً لطبيعة الطفل وهناك حدود طبيعية للفروقات في التطور ولكن أيضاً هناك حالات تشخص على أنها تأخر في النمو فمثلاً تأخر المشي للطفل لما بعد 15 شهرا تعد مؤشراً لحالة معينة قد تكون مرضية أو بسبب نقص في بعض العناصر الأساسية لنمو العظام مثل الكالسيوم وفيتامين دال».

وفيما يتعلق بالسلوك أيضاً أشار إلى أن العيادة تساعد الأم في تدريب الطفل على استخدام الحمام في المرحلة العمرية المناسبة والبدء بتمرين الطفل على ترك الحفاظ.

وتلعب العادات والأعراف المجتمعية دوراً كبيراً في رعاية الطفل منذ ولادته كقيام الأهل بتقديم بعض الأدوية العشبية للطفل منذ الولادة حتى وإن كان الطفل لا يعاني من أي مشكلة فقط لكونها من العادات المتبعة التي تناقلت بين الأجيال كعادة لف الطفل بما يسمى القماط لجعل أرجل الطفل مستقيمة في المستقبل. ويوضح د. علكم أن مثل هذه الممارسات تؤثر على صحة الطفل لذا نحرص على مناقشة هذه الأمور والممارسات وتوضيحها خلال الزيارات الدورية للطفل في عيادة الأطفال الأصحاء.

العدد 5044 - الثلثاء 28 يونيو 2016م الموافق 23 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً