العدد 5044 - الثلثاء 28 يونيو 2016م الموافق 23 رمضان 1437هـ

هل فعلاً التعرق يفقدك الوزن؟

العرق .. بالرغم من أننا نحاول دائما إخفاءه، إلا أنه إفراز طبيعي يساعد الجسم على التخلص من الفضلات بطريقة آمنة ويحافظ على صحة الجسم، لكن هناك اعتقاد بأن التعرق يخلص الجسم من الدهون فهل هذا صحيح؟

تحث التمارين الرياضية القلب والرئتين على رفع كمية الطاقة المنتجة في الجسم حيث تتنشط مضخات القلب والرئتين بصورة أسرع تلبية للحركة الجسمانية فتزيد معدلات التمثيل الغذائي وتزداد عمليات البناء والهدم في الجسم وهذا يؤدي إلى استهلاك الطاقة المنتجة من السعرات الحرارية المزودة للجسم عن طريق المواد الغذائية فإذا نفذت هذه الطاقة يبدأ الجسم بالبحث عن مصادر أخرى للطاقة ومنها الدهون حيث يقوم بعملية حرق للدهون المختزنة لتوفير الطاقة اللازمة لمتابعة النشاط البدني فتبدأ هنا عملية حرق الدهون ولأن النشاط البدني يؤدي إلى زيادة المجهود على العضلات بالتالي ترتفع درجة حرارتها مما يضطر الجسم إلى إفراز العرق لتبريد الجسم.

إذاً حرق دهون الجسم هو استهلاك كمية كبيرة من الطاقة تفوق الكمية المتوافرة والمزودة للجسم والتعرق ما هو إلا وسيلة للحفاظ على اتزان درجة حرارة الجسم الناتجة عن تأثيرات كثيرة ومنها النشاط البدني ويطلق عليها مسمى آلية تبريد الجسم، لكن لا يعني أن التعرق نتيجة الحمى والساونا يجعلك تخسر الدهون من جسمك.

لكن من أين تخرج الدهون؟

إن الدهون لا تترك أجسامنا بشكل طاقة حرارية، كما لا يتم تحويلها إلى طاقة للعضلات، كما أنها لا تخرج مع فضلات الجسم، بل تخرج على شكل إخراجات من ثاني أكسيد الكربون أثناء الزفير.

ففقدان الوزن يتطلب خروج الكربون المخزن داخل الخلايا الدهنية، لذا فإن الرئتين هما الجهاز الأساسي الذي يُخرج الدهون من الجسم، كيميائياً فإن خسارة الدهون تتطلب أكسدة الدهون الثلاثية، أو تقسيم الدهون الثلاثية إلى مكوناتها الأساسية، وبإجراء المعادلات الحسابية يتبين أن فقدان 10 كيلوجرام من الدهون عن طريق الأكسدة، يحتاج إلى 29 كيلوجرام من الأكسجين الذي يتم استنشاقه من الرئتين، وينتج عنه 28 كيلوجرام من غاز ثاني أكسيد الكربون و 11 كيلوجرام من الماء، بمعنى أن حرق الدهون بالجسم الناتج عن عملية استقلاب الدهون ينتج عنه كمية كبيرة جداً من ثاني أكسيد الكربون يتم إطلاقها عن طريق الرئتين، وكمية صغيرة نسبياً من المياه تخرج من خلال البول أو العرق أو سوائل الجسم الأخرى.

و بناء عليه فكلما تم إخراج كمية أكبر من غاز ثاني أكسيد الكربون من الجسم عن طريق الزفير، كلما كانت خسارة الوزن أكبر، وبالتالي ينصح بالركض كآلية مضمونة لخسارة الوزن، لأنه يحفّز الزفير بشكل متكرر مما يؤدي إلى خسارة الوزن بشكل أكبر.

العدد 5044 - الثلثاء 28 يونيو 2016م الموافق 23 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً