العدد 5044 - الثلثاء 28 يونيو 2016م الموافق 23 رمضان 1437هـ

د. رجب: زرع الأسنان ضرورة

تعويض الأسنان المفقودة يحفظ تماسك البقية

صفان منتظمان يقفان على بساط أحمر متقابلان، يتأثران بمغادرة أحد أفراد الصف فيتمايل بقية أعضاء الصف وتختل استقامة وقفتهم. سقوط السن ليس نهاية للألم بل علامة على تأثر الأسنان المجاورة له سواء في الفك السفلي أو العلوي ويشدد استشاري جراحة الفم والفكين والوجه د. عارف رجب ضرورة المسارعة لتعويض الأسنان المفقودة للحفاظ على سلامة الفم والأسنان.

وشدّد على أن العناية بالسن المزروع تخرج من عهدة الطبيب للشخص نفسه بعد إنتهاء فترة المتابعة. لافتاً إلى أن العناية بالصحة العامة وصحة الفم والأسنان تطيلان من عمر الأسنان الطبيعية والمزروعة على حد سواء.

وحذر في تفاصيل تقرأونها في اللقاء التالي من تأثيرات التدخين ومرض السكر على الأسنان:

لماذا تُعد زراعة الأسنان ضرورة؟

قبل الإجابة عن السؤال أود أن أشير لوجود حلول متنوعة للتعويض عن الأسنان المفقودة، ومنها الجسور الثابتة، والمتحركة، والزراعة.

أما كونها ضرورة فلأن الأسنان وحدة متكاملة يدعم الأجزاء فيها بعضها البعض، وإذا سقط سن لسبب أو آخر من الضروري التعويض عنه وسد الفراغ الذي أحدثه. لأن الفراغ سيؤثر على بقية الأسنان الأخرى القريبة منه وستصاب بانحرافات مع الوقت التي تنتهي بالسقوط لتأثر اللثة، إضافة لتسببه بمشاكل أخرى من قبيل اختلال عملية المضغ إذ يمكن أن يؤثر على مفاصل الفك. ولذا أنصح بالتخطيط ودراسة أي عملية قلع للأسنان لتعويض السن المفقود حتى نتجنب المضاعفات السابقة التي قد لا تظهر بشكل سريع للأسف ولذا فالكثير لا يحس بهذه المشاكل إلا بعد مدة طويلة.

عرفنا على زراعة الأسنان بتفصيل أكثر؟

زراعة الأسنان عملية لتعويض نقص السن أو أكثر بزراعة غرسات من معدن التيتانيوم في عظم الفك مكان السن المفقود كمرحلة أولى وبعدها بـ 3 أو 6 أشهر – بحسب الحالة – ليلتئم النسيج العظمي في الفك مع الغرسة، وفي مرحلة أخرى يركب السن المصنوع من البورسلين أو غيرها من المواد على زراعة الأسنان.

كم يبلغ العمر الافتراضي للسن المزروع؟

ليس هناك عمر افتراضي، ولكن كلما اعتنى الشخص بصحة فمه وأسنانه ضمِن عمراً أطول للسن المزروع وبقية أسنانه.

هل تصلح هذه العمليات للأطفال وكبار السن؟

يمكن إجراؤها للشخص الذي يمتلك استعدادات كافية للعملية وأهم عوامل الاستعداد سلامة عظم الفك ومدى ملاءمة الصحة العامة لعملية الزراعة. وأضف على ذلك أيضاً سلامة أسنانه فإذا كانت أسنانه تعاني من انحرافات واختلال في صفوفه وجب العمل على تقويم تلك الاختلالات قبل الشروع في عملية الزراعة. وتأخذ هذه العمليات وقتاً أطول مما يجعل بعض المرضى يسأمون ويتململون، ونحرص على أن نشرح لهم أن هذه الإجراءات ضرورية لصحتهم ونجاح عملية الزراعة.

ونمتلك في مركز رجب للأسنان القدرة على ترميم الفك وإعداد المريض لعملية الزرع، ونتعاون مع عيادات الأسنان التي تستعين بنا في تأهيل مرضاها لزراعة الأسنان.

أما بالنسبة للمرحلة العمرية فهي مناسبة لمتوسطي العمر وكبار السن، وننصح بتأخيرها للأطفال حتى بلوغ الثامنة عشرة لأن الطفل لا زال في فترة نمو.

ماذا بشأن المصابين بالأمراض المزمنة كالسكري وغيرها والمدخنين؟

سؤال جيد. قبل الخوض في عملية الزراعة نشخص الحالة جيداً ونتأكد من الحالة الصحية وخلوها من الأمراض التي تؤثر على إلتئام العظم واللثة كأمراض التهابات اللثة المزمنة و نقص المناعة، والتذبذب الشديد لمستوى السكر في الدم.

وهناك حالات يمكن معها إجراء العملية بعد تأهيل المريض، مع التأكيد على المدخنين بأهمية الإقلاع عن التدخين لأنه يعيق عملية الزراعة وقد يتسبب على المدى الطويل في إتلاف النسيج العظمي للفك والتأثير على السن المزروع وبقية الأسنان. أما مرضى السكر فنوصيهم بضرورة الحفاظ على السكر في مستوياته الطبيعية للحفاظ على صحتهم بشكل عام والتي من ضمنهم صحة الفم والأسنان.

كم هي نسب الأمان في العملية من حيث المواد والمضاعفات؟

نسب الأمان فيها عالية، فهي من العمليات التي تجرى تحت التخدير الموضعي بالعادة. والمضاعفات فيها محدودة - إن وجدت – خصوصاً مع المتابعة بعد العملية. وتتم المتابعة لكل حالة بحسب سجلها الصحي، فمتابعة الشخص المصاب بالأمراض المزمنة تختلف عن متابعة الشخص الخالي من تلك الأمراض.

أما بالنسبة للمواد فتستخدم مادة التياتانيوم المعدنية – التي تستخدم في تثبيت الكسور والمفاصل - للغرسات. وهي من أفضل المواد لأنها تنسجم مع النسيج العظمي وفقاً لما أفادت البحوث والدراسات العلمية والسريرية. أما التركيبات السنية فتتكون من عدة مواد كالبورسلين والزركون، وغيرها.

كم سناً يمكن أن يزرع في الفك؟

بحسب الحاجة ضرس أو اثنين أو أكثر من ذلك. فقد يفقد الإنسان أسنانه أو الكثير منها نتيجة لتعرضه لحادث أو مرض، فنعمل على تعويضها له بشكل سريع عن طريق الجسور الثابتة أو المتحركة بحسب الحالة، ونبادر في غرس الزراعات المعدنية وريثما تلتئم مع النسيج العظمي نركب التلبيسات السنية.

هل من كلمة أخيرة؟

زراعة الأسنان لا تنتهي بالعملية أو المتابعة فقط، بل هي عملية طويلة تقع مسؤوليتها على الشخص نفسه للعناية بأسنانه، فأغلب أمراض الأسنان تأتي من التهابات اللثة التي تؤثر على النسيج العظمي للفك وقد تتكون جيوب في الفم. ولذا من الضروري الحرص على فحص وتنظيف الأسنان بشكل دوري بمقدار مرتين في العام.

وأدعو من يجرون عمليات الأسنان أن يكملوا عمليات الزراعة في مكان واحد، لأن غرسات الأسنان متعددة جداً، وهذا يصعب من إكمالها في مكان آخر لصعوبة التعرف على القطع المستخدمة في العملية وقد يضطر الطبيب لإجراء العملية من جديد.

وهنا أشدد على ضرورة أخذ تقارير طبية تبين نوع الغرسات والقطع المستخدمة فيها والشركة المصنعة لها حتى يتمكن الطبيب الآخر – إذا استدعت الحاجة – الإكمال في مكان آخر التعرف على نوعية القطع المستخدمة ويكمل العلاج.

العدد 5044 - الثلثاء 28 يونيو 2016م الموافق 23 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً