العدد 5069 - السبت 23 يوليو 2016م الموافق 18 شوال 1437هـ

قلاع الزاس شرق فرنسا تجذب السياح بالكاميرات الطائرة

أصبح زوار قلاع منطقة ألزاس الفرنسية قادرين على اجتياز أسوارها والطيران حولها والنظر إليها من أعلى ومن جوانبها، بفضل نظارات تلقي في عيونهم صورا تلتقطها طائرات صغيرة مزودة بكاميرات، يتحكم بها عن بعد.

ومنطقة الزاس الواقعة في شرق فرنسا، معروفة بمعالمها الأثرية ومواقعها التاريخية، ولاسيما حصونها التي يبلغ عددها قرابة المئة. وكثير منها يعاني من غياب السياح رغم قيمتها التاريخية والعمرانية الكبيرة.

ولتنشيط حركة السياحة في هذه المواقع، تعمل شركات على تنظيم زيارات مدهشة يشعر الزائر فيها وكأنه يحلق حول القلعة، بفضل نظارات كبيرة تبث مشاهد ملتقطة من طائرات صغيرة تحوم حول الموقع.

وتقول سوزانا التي تعمل مرشدة سياحية في قلعة "فليكنشتيان" منذ سنوات عديدة حين تضع هذه النظارات التي تنقل إلى العينين ما تلتقطه كاميرات الطائرات الصغيرة المحلقة حول القلعة "أشعر أنني طائر يطير حول القلعة، أنها المرة الأولى التي أرى القلعة بهذا الشكل".

ويمكن للزائر، قبل البدء بزيارته العادية للموقع أو بعد إتمامها، أن يجلس في كرسي وان يضع نظارات كبيرة يشاهد من خلالها ما تلتقطه مباشرة كاميرا الطائرة الصغيرة للقلعة والغابة المجاورة لها.

ويقول تريستان فريفي مؤسس شركة "درون الزاس" التي تشغل الطائرات الصغيرة "مع هذه الطائرات، يمكن أن نلتقط زوايا يستحيل أن تلتقطها مروحية أو طائرة عادية، تتيح لنا هذه الطائرات الصغيرة الدخول بين الأبراج والدوران حولها".

ومع أن الصور الملتقطة هي ذات بعدين لا ثلاثة، إلا أن السياح يشعرون فعلا أنهم يطيرون ثم ينخفضون بسرعة مقتربين من أسوار القلعة، وذلك بفضل الشاشة الكبيرة المحيطة بالعينين، وبفضل مهارة المتحكم بالطائرة.

بعض الزوار تشعرهم هذه المشاهد بالقشعريرة، على غرار جيرمي وفنسان اللذين تحبس أنفاسهما رؤية القلعة من ارتفاع عال.

وسيكون نظام الزيارات هذا متاحا في قلاع أخرى. وهو اعتمد قبل أيام في حصن "أو كونيغسبروغ" الرئيسي على "طريق قصور الزاس" الذي يضم 15 قصرا ويجذب سنويا ما يقارب 550 ألف سائح.

و"طريق القصور" هذا سبق أن عرف الطائرات الصغيرة المتحكم بها عن بعد، إذ صور فيه فيلم ترويجي يستعرض المواقع الأثرية في المنطقة.

يأمل غيوم ماسييل المسئول عن الترويج لطريق القصور أن تساهم تقنية الكاميرات الطائرة بالتعريف على مواقع أثرية قليلا ما يعرفها الناس، ويقول "عادة ما تكون القلاع في مناطق نائية جغرافيا، لا يكون من السهل الوصول إليها، وتكون قائمة في مواقع صعبة، مثل المنحدرات الصخرية، لذا فان هذه التقنية مناسبة جدا للتعرف عليها".

وإضافة إلى القلاع، يبدو أن استخدام تقنية الكاميرات الطائرة في مجالات أخرى ضمن قطاع السياحة، مثل تصوير الحفلات، سيكون له شأن كبير في المستقبل.

يقول ديدييه ارينو مدير شركة "بروتوريسم" أن السياح باتوا يطلبون أكثر فأكثر أن يشعروا بالدهشة أو الذهول لدى زيارة موقع ما. ويضيف "كل ما يشعر السياح بالذهول هو ما يلقى نجاحا الآن".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً