العدد 5072 - الثلثاء 26 يوليو 2016م الموافق 21 شوال 1437هـ

المخرج القفاص: غالبية المخرجين الخليجيين... تنقصهم الخبرة!

المخرج محمد القفاص
المخرج محمد القفاص

هكذا، وبكل شفافية ووضوح، دق المخرج البحريني محمد القفاص ناقوس الخطر، معلناً عن الفقر المدقع الذي بات يحاصر الدراما الخليجية ويضّيق عليها الخناق من كل جانب.

وأزاح القفاص النقاب في حوارٍ مع صحيفة "الراي" الكويتية اليوم الاربعاء (27 يوليو / تموز 2016) عن أن أغلب المخرجين الحاليين تنقصهم الخبرة، مشدداً على أن «البعض منهم بحاجة إلى المزيد من الجهد والمثابرة لاكتساب المهارات».

على جهة أخرى، لم يُخفِ القفاص توقه الشديد لإدارة دفة الإخراج في الدراما الكوميدية، متمنياً حصوله على نص كوميدي، يحمل في ثناياه قيمة عالية وعمقاً في المضمون، مؤكداً أنه اعتذر عن عدم إخراج مسلسل من بطولة العملاق عبدالحسين عبدالرضا والفنان ناصر القصبي لأسباب خارجة عن إرادته، وهو من تأليف الكاتب يوسف معاطي.

القفاص تطرق أيضاً إلى النجاح الكبير الذي تحقق أخيراً من خلال المسلسل الدرامي«ساق البامبو»، كاشفاً في الوقت ذاته عن نص جديد لمسلسل بعنوان«حياة ثانية»، والتفاصيل نسردها في هذه السطور.

في البداية، كيف هو شعورك بعد نجاح مسلسل «ساق البامبو» وحصوله على المراكز الأولى في أكثر من استفتاء جماهيري؟

لا شك أن النجاح الكبير لمسلسل «ساق البامبو» في الموسم الدرامي الفائت كان له بصمة واضحة ومؤثرة في الدراما الخليجية، ولكن هذا النجاح سيحمّلنا فوق طاقتنا وسيضعنا تحت الضغط أيضاً، لا سيما أنه سيضاعف المسؤولية مستقبلاً على فريق العمل ككل، ويجعلنا في حالة مستمرة من الشعور بالخوف والقلق لتقديم الأفضل، عطفاً على أنه سيدفعنا إلى العمل بدأب لاختيار أعمال لا تقل جودة في الطرح والمضمون عن المسلسل السالف ذكره. والأصعب من وجهة نظري، لا يكمن في علو «ساق البامبو» فحسب، وحصوله على مراكز متقدمة في الاستفتاءات الفنية، ولكن ما يشغلني حقيقة هو السعي الحثيث إلى خوض المنافسة في كل عام من خلال أعمال ذات قيمة عالية، مثل «هدوء وعواصف»، «أمنا رويحة الينّة» و«زوارة خميس» وغيرها من الأعمال المتميزة.

هل كنت تتوقع أن يلقى العمل كل هذه الأصداء؟

لا أخفي عليك، نحن كفريق عمل لم نتفاجأ كثيراً بردود الفعل التي تلقيناها من هنا أو هناك. فمنذ بداية التصوير، توقعنا أن يكون مسلسل «ساق البامبو» مثيراً للجدل، لا سيما بعد قرار الرقابة الفنية بمنع تصويره في دولة الكويت، وهو ما دفعنا إلى التصوير في مدينة دبي، وكانت غايتنا الأهم وقتذاك أن يظهر العمل مشرفاً وخالياً من أي تعدٍ على الأخلاقيات العامة، وألا يكون خادشاً للحياء سواء كان الخدش لفظيا أو مرئياً. لذلك، حرصنا على توخي الحذر أثناء التصوير، لقطع الطريق أولاً على كل الذين يودون الاصطياد في المياه العكرة، ولكي لا نمنح المتربصين بنا مبرراً لمهاجمتنا أو الإضرار بسمعة المسلسل، وبالتالي فإنه بالرغم من تصويرنا العمل بعيداً عن الكويت، إلا أن «درة الخليج» كانت حاضرة في كل حوار ومشهد، ولم يغب تاريخها الزاخر، بل أن ماضيها الجميل كان يزيّن جميع الحلقات، وهذا ما اتضح جلياً للمشاهد خلال عرض العمل على أكثر من 7 محطات مرموقة.

لماذا حُذفت بعض الأحداث من العمل التلفزيوني، بالرغم من أهميتها في الرواية الأصلية؟

لأن عالم الرواية ومعاييره يختلف عن العمل الدرامي، فلا بد من الفصل بين ما هو مكتوب في النص الروائي وما هو مرئي في النص الدرامي، وأكاد أجزم أن بعض الأحداث في رواية «ساق البامبو» يتنافى مع العرض التلفزيوني ومحاذيره، ولا تنس أننا نقدم عملاً رمضانياً خاصاً بالأسرة الخليجية التي تحظى بسيكولوجية خاصة وعادات وتقاليد لا يمكن تجاهلها على الإطلاق.

ذكرت في تصريحات سابقة أن 30 حلقة لا تكفي لسرد رواية غزيرة بالأحداث مثل «ساق البامبو»، فلماذا لم تقدمها على جزأين؟

ليس هذا ما قصدته في تصريحاتي السابقة، بل ذكرت أن عالم الخيال في العمل الروائي واسع جداً، وقد تحمل الرواية الأدبية في طياتها عوالم متعددة من الرؤى والخيال لدى القراء، ولربما تتكون في مخيلة القارئ للرواية تصورات كثيرة تختلف عن رؤى قراء آخرين للرواية نفسها. لذا، فعندما يتولى المخرج مهمة الإخراج لعمل يحمل في طياته كل تلك التصورات والأفكار، فإنه سيكون حتماً أمام مهمة صعبة، بل مستحيلة، خصوصاً في ما لو أراد أن يوحّد تلك القناعات السابقة تحت مظلة واحدة.

ما الذي تحمله في جعبتك بعد «ساق البامبو»؟

لديّ حالياً نص جديد لمسلسل بعنوان «حياة ثانية»، إلا أنني لم أنته من قراءته بعد ولم أبد رغبتي في تصويره أو تركه حتى هذه اللحظة، لكننّي أستطيع القول إن العمل غزير بالأحداث وجميل في حبكته الدرامية.

برأيك، هل سيكون القادم أجمل؟

لا أظن أن نظرية «القادم أجمل» هي السائدة في الفن، فأنا أحاول الاجتهاد قدر المستطاع لتقديم عمل متميز، وفي النهاية فإن التوفيق من عند الله.

قدمت العديد من الأعمال التلفزيونية الناجحة، ولكن ما العمل الأقرب إلى نفسك؟

هناك أعمال كثيرة، أشعر أنها قريبة إلى قلبي، منها -على سبيل المثال لا الحصر- «هدوء وعواصف»، «جنون الليل»، «عيون من زجاج»، «قلوب للإيجار»، «الحب المستحيل»، ولعل مسلسل «زوارة خميس» هو الأكثر التصاقاً بي، من بين الأعمال السالف ذكرها.

غالباً ما يلقي الفنانون باللائمة على المخرج في حال أخفقوا في عمل ما، فكيف تفسر ذلك؟

هناك مقولة شهيرة تنطبق على هؤلاء الفنانين مفادها أن «النجاح له ألف أب، أما الفشل فهو يتيم». فإن تعرضت لموقف مشابه، فسأطرح عليهم معادلة بسيطة، حيث سأوافق على تحمّل المسؤولية بمفردي في حالة الإخفاق، بشرط أن يوافقون هم على أن ينسبوا نجاحهم إليّ كلما أبدعوا في العمل، فهل سيقبلون؟!

حسناً، تشكل الأعمال الكوميدية فوبيا حقيقية للكثير من المخرجين، فماذا عنك؟

أتمنى أن أحصل على نص كوميدي حقيقي، لأنني متخصص في الكوميديا أكثر من الدراما التراجيدية، ولكن الحظ والتوفيق لم يحالفاني حتى هذه اللحظة في اختيار النص الذي أستطيع من خلاله أن أفجّر طاقتي، وأكشف عن رؤيتي الإخراجية العميقة في هذا المجال. فأنا اعتذرت عن أعمال عديدة، كان أبطالها عمالقة الفن وأعمدة الكوميديا في الخليج، لأسباب كثيرة منها عدم توفر النص القوي، فضلاً عن اعتذاري أخيراً - ولظروف خارجة عن إرادتي - عن عدم تولي دفة الإخراج في عمل من تأليف الكاتب يوسف معاطي، وبطولة الفنانين القديرين عبدالحسين عبدالرضا وناصر القصبي.

غالباً ما يتم ترشيحك من جانب الفنانين الكبار لتولي مهام الإخراج في أعمالهم، فهل تعاني الساحة الفنية من شح المخرجين المحترفين؟

لِنقُلها بكل بصراحة، فلا يوجد في الخليج من المخرجين الذين يمكن أن نطلق عليهم لقب «مخرجين حقيقيين»، سوى عدد قليل لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

أما البقية -ومع احترامي الشديد لهم- فتنقصهم الخبرة والمعايشة، وهم بحاجة إلى المزيد من الجهد والمثابرة والعمل الدؤوب لاكتساب المهارات.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 1:00 م


      و الخبرة لا علاقة لها بالمكان حتى يقال الخليجي لا خبرة له
      بل هي مكتسبة بالممارسة و الرغبة في التطور

    • زائر 7 | 11:14 ص

      مسلسل تاريخي ولباس الممثلين آخر موضه خاصة الرجال
      كل الأعمال الخليجية ما هي الا استعراض للجمال رجال ونساء بفضل المكياج واستعراض للفلل والأماكن التي يتم التمثيل فيها

    • زائر 6 | 10:59 ص

      وانت شنو ينقصك ؟ ..

    • زائر 5 | 10:04 ص

      قفاص ذكي جددا. ..إلي الإمام دائما ويعرف كيف يختار عمل جيدا من سيئ ومثقف الله يعطي صحة وعافية إلي أمام ☺

    • زائر 4 | 9:41 ص

      اشوف المخرج علي العلي والمخرج المقله مخرجين متميزين ولاتهون المخرج القفاص

    • زائر 1 | 8:15 ص

      متقاعد

      المخرج محمد القفاص أعماله في نزول و لا ترتقي للمشاهد الراقي

اقرأ ايضاً