العدد 5076 - السبت 30 يوليو 2016م الموافق 25 شوال 1437هـ

طفلي يغضب سريعاً... ما الحل؟!

لأنّ الغضب مفتاح كل الشرور في العالم يصيب كلّ منا شرره فترتفع حينها حرارتنا ويندفع الكلام من أفواهنا دون تفكير في العواقب، وهذا يحدث أيضاً للأطفال الذين قد ينفجرون أحياناً في نوبات من الصراخ والغضب التي قد تبدو لكِ عنيفة وغير مبررة؛ فلذلك من المهم أن يتعلم طفلكِ كيف يعتمد على نفسه في إدارة مشاعره عموماً وفي حالات الغضب خصوصاً وكيف يمكنه التحكم فيها وتهدئة نفسه قبل أن يتحول غضبه إلى سلوكيات مؤذية للآخرين من حوله.

بدايةً لتعرّف معنى الغضب من المهم أن يميز الطفل ما يشعر به من مشاعر غضب كي يستطيع التعامل معه، فاشرحي له ما يحدث داخله من خلال الأمثلة الآتية: عندما كسرت أختك لعبتك، فإن ما شعرت به هو الغضب، عندما خسرت في السباق، فإن ما تشعر به داخلك يسمى الغضب.

هل الغضب طبيعي؟ وما الذي يحدث داخل أجسامنا حينما نغضب؟ جواب هذين السؤالين هو أن الغضب شعور طبيعي يحدث أحياناً، فعندما يحدث شيء لا يعجبنا أو لا نريدهنشعر أننا غاضبون، وأن ما حدث شيء خاطئ، وأجسامنا تتفاعل مع مشاعرنافتتحرك ألسنتنا دون أن نعي بكلام سيئ، ويخرج منا صراخ لا نستطيع التحكم فيه، وقد نجد أيدينا وأقدامنا تتحرك بعنف دون أن نستطيع التحكم بها.

إذن، كيف نتعامل مع الغضب؟ وللإجابة عن هذا السؤال لابد أن نعي أن الغضب أمر طبيعي طالما لا يتسبب في إيذائنا أو إيذاء الآخرين، لكن يجب علينا أن نتعلم كيفية التحكم في ردود فعل أجسامنا عندما نمر بنوبات الغضب. كيف ذلك؟

قولي لطفلكِ "إذا شعرت بأنك بدأت تبدو عليك مشاعر الغضب، فتوقف وأغمض عينيك، واتبع إحدى الطرق الآتية":

عُدَّ من 1 إلى 10، وأخبر نفسك أنك قادر على التحكم في نفسك، وأن لسانك لن يهرب منك، ويقول كلمات سيئة، وأن يديك وقدميك لن تتحركا رغماً عنك.

"تنفس بعمق"، يمكنكما أن تتدربا معاً على التنفس بعمق للاسترخاء.

الانسحاب، اشرحي لطفلك أن بإمكانه الانسحاب إلى غرفته إن شعر بأنه يحتاج لبعض الوقت بمفرده، بشرط أن يكون هذا اختياره فلا يأخذ صيغة العقاب.

ضرب المخدات، إذا كان طفلك يعبر دائماً عن غضبه باللكمات، فأخبريه أن بإمكان أن يوجه غضبه إلى المخدة.

وخصصي وقتاً لكما معاً بدلاً من وقت له وحده، فإذا شعر طفلك بالغضب فلا تعاقبيه على مشاعره، ولا تخبريه بأن عليه أن يجلس وحده، واحتضنيه وهدئيه وتحدثي معه عن مشاعره.

كوني نموذجاً وتعلمي كيف تسيطرين على مشاعرك عندما تتعاملين مع الطفل، فلا تبادليه الصراخ وكوني هادئة قدر الإمكان في حديثك معه.

دعيه يأخذ وقته فالتعامل مع الغضب مهارة مثل غيرها من المهارات، يحتاج الطفل للتدرب عليها كي يتقنها، اتركي لطفلك الوقت ودعيه يأخذ فرصته للخطأ، والتعلم من خطئه، فهي مهارة مهمة بعضنا يحتاج لعمر كامل للتدرب عليها.

العدد 5076 - السبت 30 يوليو 2016م الموافق 25 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً