العدد 5076 - السبت 30 يوليو 2016م الموافق 25 شوال 1437هـ

الحب اللا مشروط

عندما تحبون حباً لا مشروطاً تنسجمون مع الكون ومن ثم تنسجمون مع كل شيء، ستشعر بوحدتك مع كل شيء، ستعيد انسجامك مع مصدرك الذي خُلِقت ونبعت منه، ولن تحصل على الخير إلا بالانسجام مع كل شيء.

في بداية مشواري العملي كصاحبة عمل مستقل اخترت التأمل واعتزال الآخرين مخرجاً لي مما يواجهني من إحباطات وصعوبات؛ إذ لم يكن الكثير ممن هم أصحاب اعمال مستقلون أو رواد أعمال واستشاريون من الممكن أن أستشيرهم، ولكن التأمل بالنسبة إلي كان الفرصة؛ للتركيز على إيجاد الحلول والتفكير السليم في كيفية الخروج من الضغوطات التي أعاني منها في تلك الفترة، كما لا أنسى أن البيئة لم تكن مهيئة بعدُ لتقبل موضوع استقلاليتي وعملي كرائدة عمل.

بما أن معرفة الإنسان بنفسه معرفة غيرسهلة التناول، بل هي معرفة بالغة التعقيد، وأعترف أن الطبيعة البشرية عبارة عن لغز كبير، وأنا أحب الألغاز؛ لذا قررت التخصص في بناء جودة الذات وبناء العلامة التجارية الشخصية التي لايمكن بناؤها إلا في حال اكتشافها ومازلت في مرحلة اكتشافها وبنائها.

البحث والدراسة سواءٌ في الجامعة أو عن طريق الكتب أو البرامج والدورات في علم النفس والتربية والاجتماع وعلم الطاقة الكونية ولغة الجسد والتنمية البشرية إلخ وخبراتي المتراكمة في التعامل مع مختلف الشخصيات من مختلف البيئات والطبقات والمجتمعات هي أتني لذلك.

نحن بحاجة إلى أن نكتشف ذواتنا وأن نتأمَّل في حالنا، وأن نتأمل في نوعية تصرفنا بما أنعم الله به علينا من الصحة والوقت والمال والعلاقات والعلم وغيرها.

علينا أن نتأمَّل بوعي في الأخطاء التي يتكرر وقوعُها منَّا،وعلينا أن نفكِّر في الأخلاق والعادات التي قد تشلُّ إمكاناتنا، وتعوقنا عن تحقيق الفلاح والنجاح، وأن نفكر في التحديات الجديدة التي قد تواجهنا.

أؤمن بأن الجاذبية الحقيقية للمرء لا تنبع من الشكل الظاهر، وإنما من جمال الروح وصفاء النفس وحُسن الخلق،وإذا انجذبنا لشخص جميل الصورة؛ فإن ذلك لا يعدو أن يكون انطباعاً أوليّاً يتم ترسيخه إذا وجدنا جمال الصورة الداخلية، ويُمحى سريعاً إذا وجدنا غير ذلك.

قوة النَّفس هي القوة الحقيقية وكلما حفزتها بالحب كنتَ أقوى وطاقتك أعلى عندما تفيض بحبك على البيئة المحيطة بك وتداوم على التفكير بحب في ذلك في كل ساعة من ساعات يومك إن أمكن.

تخلَّص من الأفكار التي لا تعبر عن الحب، وتحلَّ بكل الأفكار والكلمات والأفعال الطيبة. طوِّر هذا الحب الذي في دائرتك المباشرة التي تضم معارفك وأفراد عائلتك ثم لتشمل المجتمع والعالم بأسره. فلنطلق مشاعر الحب بشكل متعمد بحيث يشمل كل الأشياء من حولنا بشكل أو بآخر, حتى من آذانا وكل من سبب لكم المعاناة. كلما نجحتم في توسيع نطاق هذه الدائرة اقتربتم من حقيقة الحب، وهذا هو “جوهر الازدهار”.

زهراء باقر استشاري وموجه تطوير

العدد 5076 - السبت 30 يوليو 2016م الموافق 25 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً