العدد 5076 - السبت 30 يوليو 2016م الموافق 25 شوال 1437هـ

تماسيح غرب باراغواي تتهافت بحثا عن الماء في ظل الجفاف

جنرال دياز (باراغواي)- أ ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

في ظل جفاف حاد يضرب غرب باراغواي، قرب الحدود مع الأرجنتين وبوليفيا، تتهافت آلاف التماسيح على التربة المتصدعة بحثا عن أي بقعة ماء، في سعي محموم للصمود في هذه الظروف القاسية.

ويقول وزير الأشغال العامة رامون خيمينيس غاونا "نحن نعيش أسوأ جفاف منذ 19 عاما، وهو ثاني أسوا جفاف منذ 35 عاما".

فنقص الماء في هذه المنطقة المعروفة باسم تشاكو، أدى حتى الآن إلى جفاف شبه تام لنهر بيلكومايو.

إزاء ذلك، اضطرت التماسيح إلى اللجوء لأي تجمع مائي آخر، منها بحيرات اصطناعية أو مستنقعات، والتكدس فيها جنبا إلى جنب هربا من الجفاف القاحل المحيط بها من كل مكان.

عدد من هذه الحيوانات لم ينج من هذه المحنة، فقضت من الحر والجفاف وطافت جيفها النحيلة الأشبه بالمتحجرات على صفحة المياه الضحلة الممزوجة بالوحل.

دفع القلق من هذه الظاهرة عشرات المهتمين بالبيئة إلى البحث عن حلول لإنقاذ هذه التماسيح التي كانت عرضة للصيد قبل أن يحظر بعد ذلك الاتجار بجلودها.

وإضافة إلى النشطاء البيئيين، يبدي سكان المنطقة هم أيضا قلقا من هذه الظاهرة، لكن أسبابهم مختلفة، فهم منزعجون من احتلال التماسيح للمسطحات المائية في مناطقهم.

ويقول أحد مربي الماشية من السكان المحليين "لم يعد بإمكان ماشيتنا الاقتراب من الماء للشرب، خوفا من أن تهاجمها التماسيح".

وهو كغيره من مربي الماشية في هذه المنطقة، يجده نفسه أحيانا مضطرا إلى وضع جيف حيوانات على الضفاف لتأكلها التماسيح الجائعة.

ويقول "نفضل أن نفعل ذلك على أن نرى مواشينا بين فكي تمساح".

وعادة ما تقتات التماسيح هذه على الحشرات والرخويات والضفادع والأسماك، لكن كل هذه الأنواع باتت نادرة في ظل القحط الذي يضرب المنطقة.

ترحيل التماسيح

تقول المتخصصة في علوم الأحياء والعاملة في فرع الصندوق العالمي للطبيعة في باراغواي آيدا لوس اكوينو "حين تجد التماسيح نفسها في بيئة قاحلة، تزحف لمسافات طويلة بحثا في الغابات عن طعامها بانتظار أن تتحسن الظروف".

ظاهرة الجفاف هذه ليست جديدة، لكن حدتها ازدادت هذا العام. في كل فصل شتاء جنوبي، بين شهري يونيو/ حزيران وسبتمبر/ أيلول، ينحسر منسوب نهر بيلكومايو إلى أدنى مستواياته، ثم يعود ويفيض بين ديسمبر/ كانون الأول ومارس/ آذار، حين يحل الصيف في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، ويجر معه كميات كبيرة من الرسوبيات التي تسد مجراه.

ولذا كلفت هيئة حكومية بتنظيف النهر في الشتاء، لكنها الآن موضع اتهام بالتسبب في هذا الجفاف بسبب تقصيرها في تنظيف المجرى.

وبانتظار عودة موسم الأمطار، ينوي بعض نشطاء البيئة نقل التماسيح إلى آماكن أخرى من البلاد تكون غنية بالماء.

لكن آيدا ترى انه "من غير المستحب نقل التماسيح كثيرا من مكان إلى آخر، فبعض هذه الحيوانات دخلت الغابات، ومنها بقيت قرب الماء مخفضة استهلاكها للطاقة لتخفيض الضغط الذي تعاني منه".

وتقول أن أي تدخل لتغيير مكان التماسيح من شأنه أن يصيبها بالكثير من الضغط.

يرى الكثيرون من خبراء البيئة أن الأزمة التي تعيشها هذه التماسيح ما هي إلا مؤشر على التحديات التي تنتظر كوكب الأرض بسبب التغير المناخي.

وعلى رغم ذلك، لا ترى الحكومة في باراغواي أن دق ناقوس الخطر بات واجبا، بل تؤكد أن "الوضع ليس شديد الخطورة" وان مواضع كثيرة من مجرى النهر ما زالت غنية بالماء، وان ما يجري في هذه المنطقة ظاهرة تتكرر بانتظام.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً