أعلن إمبراطور اليابان أكيهيتو الذي يبلغ من العمر 82 عاماً، في خطاب أمس الاثنين (8 أغسطس 2016)، أنه يشعر بالقلق على قدرته على مواصلة القيام بواجباته، ملمحاً بذلك إلى أنه ينتظر إدخال تعديلات على القوانين التي تلزمه بالبقاء على العرش حتى وفاته.
وفي كلمة تلفزيونية نادرة، قال إمبراطور اليابان: «من دواعي سروري إنني اليوم في صحة جيدة». وأضاف «لكنني أرى حالتي تتراجع تدريجيّاً وأشعر بالقلق من الصعوبة في أداء وظائفي كرمز للدولة»، مشيراً إلى سنه وضرورة أداء واجباته بالكامل.
وأكد أكيهيتو أنه يعبر عن أفكاره، لأنه من المستحيل أن «يدلي بتعليقات محددة على النظام الإمبراطوري»، لذلك لم يلفظ الإمبراطور عبارة «تنازل عن العرش»، لأن الدستور يمنعه من ذلك.
وبذلك عبر الإمبراطور الذي يعتلي العرش منذ 27 عاماً عن رغبته في إدخال تعديلات على النظام الإمبراطوري كي يصبح بمقدوره أن ينقل «في حياته» مسئولياته إلى ابنه البكر ولي العهد ناروهيتو.
وينص دستور اليابان على أن الإمبراطور رمز للدولة ووحدة الشعب. وهو لا يملك سلطة سياسية. وكان الإمبراطور يعتبر إلهاً في يوم من الأيام.
- ولد أكيهيتو في 23 ديسمبر 1933 بينما كانت اليابان في أوج حملاتها العسكرية في آسيا إبان حكم والده الإمبراطور هيروهيتو.
- إمبراطور اليابان الخامس والعشرون بعد المئة. وريث أقدم أسرة حاكمة في العالم يرجع المؤرخون أصولها إلى القرن السابع الميلادي.
- كان في الحادية عشرة من العمر عندما نزعت صفة الألوهية عن والده هيروهيتو بعد الاستسلام الياباني أثناء الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945، وإلقاء قنبلتين ذريتين عليها.
- درس العلوم السياسية في جامعة غاكوشين اليابانية العريقة.
- في العام 1959، وعندما كان ولياً للعهد، خرق التقاليد بزواجه من ميشيكو شودا التي تنتمي إلى عامة الشعب وهي ابنة تاجر حبوب التقاها في نادٍ لكرة المضرب، وأنجب منها ابنتهما وابنيهما ناروهيتو ولي العهد وأكيشينو الثاني على اللائحة.
- في يناير 1989 اعتلى العرش خلفاً لوالده الذي توفي حينها.
- نجح في تحديث النظام الإمبراطوري الياباني المتصلب، بخطوات صغيرة ونشر في الوقت نفسه رسالة سلام، رافضاً النزعة القومية اليابانية التي سادت في الحرب العالمية الثانية.
- التزم بتواضع وحكمة «وظائف تمثيل الدولة» بصفته «رمز الأمة ووحدة الشعب» كما ينص عليه الدستور السلمي لما بعد الحرب العالمية الثانية الذي يحرم الإمبراطور من «سلطات الحكم».
- عُرف عنه التحفظ بطبيعته والملزم بموجب الدستور عدم الخوض في الأمور السياسية، كما تمكن من توسيع هذه الحدود وتمرير بعض آرائه بمهارة خلال ثلاثة عقود من حكم سُمِّيَ «هيسي» أي «استكمال السلام».
- طوال حكمه، سعى إلى دمل الجروح التي خلفتها الحرب العالمية الثانية، عبر زيارات إلى مواقع ارتكب فيها الجيش الياباني تجاوزات، كما عبر عن «ندم عميق» للأعمال العسكرية والاعتداءات التي ارتكبتها اليابان في القرن العشرين.
العدد 5085 - الإثنين 08 أغسطس 2016م الموافق 05 ذي القعدة 1437هـ