العدد 5086 - الثلثاء 09 أغسطس 2016م الموافق 06 ذي القعدة 1437هـ

بوتين وأردوغان يتعهدان بـ «فتح صفحة جديدة»

الرئيسان الروسي والتركي يشاركان في مؤتمر صحافي مشترك - epa
الرئيسان الروسي والتركي يشاركان في مؤتمر صحافي مشترك - epa

وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان أمس الثلثاء (9 أغسطس/ آب 2016) بإعادة العلاقات بين بلديهما إلى سابق عهدها، بعد أول لقاء بينهما منذ إسقاط أنقرة مقاتلة روسية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وهذه أول زيارة يقوم بها أردوغان إلى الخارج منذ محاولة الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/ تموز وما تلاها من حملة تطهير غير مسبوقة أثارت انتقادات شديدة من الغربيين الذين توترت علاقاتهم كثيراً بتركيا.


أنقرة تحذر واشنطن من التضحية بالعلاقات معها من أجل غولن

بوتين وأردوغان يتعهدان بإعادة العلاقات بين بلديهما إلى سابق عهدها

عواصم - أ ف ب، رويترز

وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان أمس الثلثاء (9 أغسطس/ آب 2016) بإعادة العلاقات بين بلديهما إلى سابق عهدها، بعد أول لقاء بينهما منذ إسقاط أنقرة مقاتلة روسية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وهذه أول زيارة يقوم بها أردوغان إلى الخارج منذ محاولة الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/ تموز وما تلاها من حملة تطهير غير مسبوقة أثارت انتقادات شديدة من الغربيين الذين توترت علاقاتهم كثيراً بتركيا.

وفي تصريح للصحافيين خلال مؤتمر صحافي مشترك بعد لقائهما في سانت بطرسبرغ، قال بوتين «لقد مررنا بلحظات معقدة جداً في العلاقات بين بلدينا ونرغب بشدة، وأشعر أن أصدقاءنا الأتراك يرغبون كذلك، في التغلب على الصعوبات».

وأكد بوتين على أن إعادة العلاقات التجارية بين البلدين إلى مستواها السابق سيستغرق «بعض الوقت» ويتطلب «العمل الشاق»، مشيراً إلى أن بلاده تتطلع إلى إلغاء سلسلة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على أنقرة، إلا أن الجانبين قالا إنهما يرغبان في إعادة العمل في مشاريع طاقة كبرى تضررت بسبب الأزمة. وقال أردوغان إنه يأمل في أن تصبح العلاقات الروسية التركية «أقوى»، مؤكداً أن دعم بوتين لأنقرة بعد المحاولة الانقلابية كان مهمّاً.

وقال «سنعيد علاقاتنا إلى مستواها القديم وأكثر من ذلك، والجانبان مصممان على أن تكون لديهما الإرادة الضرورية» للقيام بذلك. وكانت العلاقات بين موسكو وأنقرة تدهورت بعد إسقاط الطائرة الحربية الروسية عند الحدود السورية، ما حمل روسيا على فرض عقوبات اقتصادية ضد تركيا وشن حرب كلامية قاسية على أردوغان.

ولكن وفي تغيير مفاجئ في يونيو/ حزيران الماضي قبل بوتين رسالة من أردوغان تقدم فيها باعتذاره على حادث إسقاط الطائرة.

وقام على إثر ذلك بإلغاء الحظر على توجه الروس في رحلات إلى تركيا، وأشار إلى أن موسكو ستنهي الإجراءات ضد واردات الغذاء التركية وشركات البناء. وتضرر قطاع السياحة التركي الذي يعتبر أساسياً في اقتصاد هذا البلد، جراء مقاطعة السياح الروس الذين تراجعت أعدادهم بنسبة 93 في المئة في يونيو بالمقارنة مع الشهر نفسه من العام 2015.

والآن وعقب المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو، تنتشر مخاوف في العواصم الغربية من أن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تقترب بشكل أكبر من موسكو، وأعرب أردوغان بصراحة عن خيبة أمله من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقال وزير شئون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك أمس إن تركيا ستوقف تنفيذ اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لمنع تدفق المهاجرين، إذا لم يحدد الاتحاد بوضوح موعداً لإعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول.

وفي مقابلة مع قناة «خبر ترك» التلفزيونية التركية قال جليك إن مطالبة تركيا بتغيير قوانينها لمكافحة الإرهاب -وهو طلب أوروبي رئيسي لوضع اللمسات الأخيرة على إعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول- ستعني تعريض أمن أوروبا نفسها للخطر. وعلى رغم توجيه مدافعين عن الحقوق انتقادات للاتفاق بشأن المهاجرين فإنه ساعد على خفض أعداد المهاجرين واللاجئين الوافدين إلى السواحل الأوروبية كثيراً مما أعطى الساسة في الاتحاد الفرصة لالتقاط الأنفاس بعد وصول نحو 1.3 مليون شخص لأوروبا العام الماضي.

من جانب آخر، حذرت أنقرة واشنطن أمس من التضحية بالعلاقات الثنائية من أجل الداعية الإسلامي فتح الله غولن الذي تتهمه انقرة بالوقوف خلف محاولة الانقلاب في 15 يوليو، على ما أعلن وزير العدل بكر بوزداك.

وقال بوزداك لوكالة «الأناضول» الموالية للحكومة «إذا لم تسلم الولايات المتحدة غولن فإنها ستضحي بعلاقاتها مع تركيا من أجل إرهابي»، مشيراً إلى أن «المشاعر المعادية لأميركا بين الشعب التركي بلغت ذروتها» بسبب الخلاف بين الدولتين حول تسليم خصم الرئيس التركي. وقال «يعود للطرف الأميركي أن يمنع هذه المشاعر من التحول إلى كراهية».

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الأميركية في تعليقها على مزاعم في الصحافة التركية تتهم مركز أبحاث أميركيّاً بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة إن مثل هذه اللهجة التحريضية لا تفيد.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية إليزابيث ترودو عندما سئلت عن مزاعم بضلوع مركز أبحاث «وودرو ولسون» في محاولة الانقلاب الفاشلة الشهر الماضي «هذا الشكل من نظرية المؤامرة واللهجة التحريضية... لا فائدة منها على الإطلاق». وأضافت «تحدثنا بالتأكيد إلى نظرائنا الأتراك بشأن اللهجة غير المفيدة».

العدد 5086 - الثلثاء 09 أغسطس 2016م الموافق 06 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً