العدد 5090 - السبت 13 أغسطس 2016م الموافق 10 ذي القعدة 1437هـ

جمعية التعافي من المخدّرات... في الحد

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

مدينة الحد مسقط رأسي، وكتبت الكثير من المقالات حولها، وكما تعلمون ذكرت عدّة أمور كارثية حدثت في الحد منذ سنوات بسيطة، أوّلها الانفجار السكّاني وسكن العزّاب واجتياح العمارات والشقق في المناطق السكنية، وآخرها المخدّرات إن لم تكن أوّلها!

في مدينة صغيرة كهذه المدينة، التي يقطنها الآن ما لا يقل عن 15000 آدميّ، سمعنا قصصاً مذ كنّا صغاراً عن موت البعض بسبب جرعة زائدة، أو بسبب تعاطي المخدّرات، وهذه القضيّة أرّقت أهل الحد والبحرين بشكل عام كافَّة.

وبعد القصص والمآسي التي نسمع عنها، تم إنشاء جمعية التعافي من المخدّرات، وهي جمعية تدعم المتعافين وتساعدهم على التشافي التّام، وتحاول توفير فرص عمل لهم، وفي خلال 4 سنوات استطاعت الجمعية إثبات ما تقوم به على مستوى البحرين وعلى مستوى الخليج وعلى مستوى الوطن العربي.

مؤسّس هذه الجمعية هو خالد الحسيني، ترك كلّ أعماله التي يقوم بها في الخليج ورجع الى وطنه الأم، حتى يفيد أهل وطنه بخبرته الكبيرة في هذا المجال، وقد بدأ المشروع بمال بسيط ومكان واحد، واليوم كبر حتّى وصل الى سكنين ومبنى للإدارة.

ما يهمّنا هنا وجود الكوادر البحرينية التي تعمل ليلاً نهاراً من أجل أبناء البحرين من دون طائفية أو عنصرية، فمتعاطي المخدّرات أيّاً كان في الحد أو سماهيج أو في الدراز أو في الرفاع هو ابن البحرين ولا نقبل عليه الضرر ولا الألم.

كل الذي نعلمه بأنّها بدأت بـ 6 أسر، واليوم تخدم 55 أسرة، تصوّروا 55 أسرة يتعافى ابنها أو رب أسرتها أو أي فرد كان من المخدّرات، هذا هو الإنجاز وهذا هو العطاء، والعطاء لابد أن يكون للجميع ولا ينحصر على أشخاص بعينهم أو دم بعينه أو طائفة بعينها.

ما دامت الجمعية بدأت مشروعها الرائد لابد أن يقوم عدد من أفراد المجتمع المدني بدعمها، ليس فقط بالمال، بل بالتوأمة، فنحن نحتاج الى جمعية التعافي في كل مكان في البحرين، وليس في مدينة الحد فقط، وأيضا نريد التعافي يكون عن طريق الوقاية وليس علاج الإدمان فقط.

كذلك نتمنّى من وزارة التربية والتعليم التعاون مع جمعية التعافي، حتى تقوم بحملة تنويرية للمدارس، وخاصة المدارس الابتدائية للبنين والمدارس الاعدادية للبنات، فلقد شاهدنا بعض الأطفال في شوارع الحد على وجه الخصوص، من كم سنة، يشمّون الغراء أو (البلانكو)، وهذه هي البدايات لتعاطي المخدّرات في بعض الأحيان، ولا نرضى على أبنائنا جميعاً شم الغراء وغيره، وسبب التوجّه الى المدارس لأنّ هؤلاء الأطفال الذين يشمّون الغراء في الليل أو العصر، هم أنفسهم يتوجّهون إلى المدارس بالنّهار، فيكون من السهل جمعهم ووقايتهم وتحذيرهم من براثن المخدّرات.

خالد الحسيني سمعنا عنك كل خير، ونبارك لك هذا العمل الجبّار الذي تقوم به، فأنت تخدم وطنك من دون مقابل، وهذا ما نعلمه في أمر الرجال، ونريد منك الزيادة لا النقصان، فالبحرين محتاجة لأمثالك وأمثال الدكتورة سمية الجودر وغيركما، ممّن وضعوا على عاتقهم حماية أبناء البحرين من المخدّرات.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5090 - السبت 13 أغسطس 2016م الموافق 10 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 2:36 ص

      ارجو ان يتم متابعة الأبناء في المدارس وفي جميع المناطق سواء في المجالس الأهلية أو الرسمية

    • زائر 4 | 1:14 ص

      سلام عليكم انا عجبني الفكرة واريد الدوله أيضا يكون له دور في هذا المشروع ويساعد أبناء الوطن ...

    • زائر 3 | 5:40 م

      اتمنى التواصل مع السيدة مريم الشروق حول موضوع بيوت التعافى

    • زائر 2 | 1:43 م

      بارك الله في كل من يسعى في الخير لابناء الوطن

    • زائر 1 | 12:21 ص

      سطووم

      جزاهم الله خير الجزاء مايفعلونه له أجر عظيم عند الله ولاكن هناك بعض النفوس المريضه قامت في الفتره الاخيره بالتحريض على عمل الجمعية والظغط عليها لانها تقبل الطائفتين و المحرضين يريدونها لطائفة معينه متناسين أن عملهم إنساني . النفوس المريضه تموت وتحترق لأن طائفة معينه تتواجد في أرض الحد وانصح بفتح مشافي مناصحه لأصحاب القلوب الطائفيه البغيضه لأنهم أكثر انتشارا وشكرنا

اقرأ ايضاً