العدد 5099 - الإثنين 22 أغسطس 2016م الموافق 19 ذي القعدة 1437هـ

سيئول وواشنطن تطلقان مناوراتهما العسكرية وبيونغ يانغ تهدد

جنود كوريون جنوبيون وأميركيون يستعدون للمشاركة في تدريبات مشتركة شمال سيئول - epa
جنود كوريون جنوبيون وأميركيون يستعدون للمشاركة في تدريبات مشتركة شمال سيئول - epa

بدأ عشرات آلاف العسكريين الكوريين الجنوبيين والأميركيين، أمس الاثنين (22 أغسطس/ آب 2016)، مناورات للتصدي لهجوم محتمل من كوريا الشمالية، ردت عليها بيونغ يانغ مهددة بشن ضربة نووية استباقية.

وهذه المناورات السنوية المعروفة باسم «اولشي فريدوم» هي بشكل أساسي محاكاة على الكمبيوتر على مدى أسبوعين، لكن يشارك فيها مع ذلك خمسون ألف عسكري كوري جنوبي وخمسة وعشرون ألف عسكري أميركي.

وكل سنة، تؤدي هذه المناورات إلى تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، غير أنها تجري هذه السنة في أجواء من التشنج الشديد بين الكوريتين.

وبعدما أجرت كوريا الشمالية في يناير/ كانون الثاني الماضي تجربتها النووية الرابعة التي تلتها عدة عمليات إطلاق صواريخ، يرى بعض الخبراء أن العلاقات بين الكوريتين لم تشهد توتراً بهذه الدرجة من الحدة منذ سبعينيات القرن الماضي.

وازداد التشنج مع فرار عدد من الكوريين الشماليين أبرزهم المسئول الثاني في سفارة كوريا الشمالية في بريطانيا، الذي أعلن عن انشقاقه الأسبوع الماضي. وحذرت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي أمس من خطر رد من بيونغ يانغ بعد فرار هؤلاء الكوريين الشماليين.

وقالت بارك خلال اجتماع لحكومتها: «من الممكن أن تشن كوريا الشمالية اعتداءات أو تقوم بأعمال استفزازية... لمنع أي اضطراب داخلي وردع أية حالات انشقاق أخرى وزرع الفوضى في مجتمعنا».

وكان مسئول في وزارة التوحيد الكورية الجنوبية قد صرح، أمس الأول (الأحد)، بأن بيونغ يانغ يمكن أن تسعى إلى اغتيال منشقين أو ناشطين معادين لها في كوريا الجنوبية.

وأكدت بارك أن الجيش الكوري الجنوبي في حال تأهب فعلياً و «سيرد بصرامة» على أي عمل معادٍ.

ومناورات «اولشي فريدوم» هي سيناريو كامل لغزو كوري شمالي. وتؤكد واشنطن مثل سيئول أن هدفها محض دفاعي لكن بيونغ يانغ تعتبر التدريبات استفزازاً. ووصفتها وزارة الخارجية الكورية الشمالية في بيان بأنها «عمل إجرامي لا يغتفر» قد يجر شبه الجزيرة الكورية إلى «شفير الحرب».

وعبرت الصين، أبرز حليفة للنظام الكوري الشمالي، عن معارضتها للمناورات، مؤكدة بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة أنها تجعل بيونغ يانغ «أكثر عدائية» في فترة حساسة أساساً. وأكد «الجيش الشعبي الكوري» الشمالي في بيان أنه «على أهبة الاستعداد لشن ضربات وقائية انتقامية ضد كل القوى الهجومية المعادية المشاركة».

وصرح ناطق باسم الجيش الكوري الشمالي بأن أي انتهاك لسيادة الأراضي الكورية الشمالية خلال هذه المناورات سيحول مصدر هذا الاستفزاز إلى «كومة رماد بضربة نووية وقائية على الطريقة الكورية».

وعبرت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية عن أسفها للهجة العدائية للبيان ودعت الشمال إلى «الامتناع عن أي استفزاز».

وتطلق بيونغ يانغ عادة مثل هذه التهديدات. لكن الخبراء يرون أن خطر وقوع خطأ أو حادث عرضي - يمكن أن تكون عواقبه العسكرية كبيرة - أكبر هذه السنة نظراً لقطع كل قنوات الاتصال بين الكوريتين في الأشهر الماضية.

وقطعت بيونغ يانغ مطلع السنة الجارية خطي الاتصال مع الجنوب اللذين كانا مخصصين للجيش والحكومة.

وفي يوليو/ تموز الماضي، أغلقت كوريا الشمالية آخر قناة للاتصال المباشر مع واشنطن بوقف كل اتصالاتها مع الحكومة الأميركية عبر البعثة الكورية الشمالية في الأمم المتحدة.

العدد 5099 - الإثنين 22 أغسطس 2016م الموافق 19 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً