العدد 5110 - الجمعة 02 سبتمبر 2016م الموافق 30 ذي القعدة 1437هـ

«وحيداً في البياض» ليوسف عن «جدارية» درويش في معرض عالمي بتكساس

ينطلق في الفترة ما بين 17 سبتمبر و13 أكتوبر...

من أعمال «وحيداً في البياض»
من أعمال «وحيداً في البياض»

اختار مركز إيرفينغ للفنون، عبر برنامج مجموعة إحياء الفن الإسلامي، التابع إلى مؤسسة النساء المسلمات في مدينة إيرفينغ بولاية تكساس الأميركية، لوحة الفنان البحريني عباس يوسف «وحيداً في البياض»، التي استوحاها من قصيدة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش «جدارية»، لتكون ضمن 68 قطعة فنية في المعرض السنوي الخامس للفن الإسلامي المعاصر، الذي تنطلق فعالياته في الفترة ما بين 17 سبتمبر/ أيلول وحتى 13 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وتضطلع بمسئولية البرنامج مؤسسة نساء تكساس المسلمات. وستكون الأمين المساعد للفن الإسلامي بمتحف المتروبوليتان للفنون بنيويورك، مريم اختيار، عضواً في لجنة المحكّمين للأعمال المشاركة في المعرض.

من جانبه قال الفنان عباس يوسف لـ «الوسط»، إنه كبقية المدعوين من الفنانين، وبحسب الشروط الموضوعة «قدَّمت أربعة أعمال اختير لي عمل واحد من قبل لجنة التحكيم الممثلة بالأمين المساعد للفن الإسلامي في متحف المتروبوليتان بنيويورك مريم اختيار، وقد حرصت على أن أشارك بأعمال من معرض تحية إلى الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي أقمته قبل عامين في البحرين على صالة مساحة الرواق للفنون والمستوحاة جل الأعمال فيه من قصيدة (جدارية)».

وأضاف «يبدو أني وفقت باختيار أحد هذه الأعمال للمشاركة في هذا المعرض (المعرض الخامس للفن الإسلامي المعاصر) الذي هو جزء من برنامج مؤسسة النساء المسلمات في ولاية تكساس الأميركية، وشعرت بالفرح حين ورد اسم البحرين ضمن الدول الـ 23 المشاركة في هذا المعرض».

في تنوُّع الخامات

وأشار إلى أن العمل الذي سيشارك به مقاس 60/60 سم مرسوم على قماش ومنفذ بخامات مختلفة/ ألوان أكريليك وطباعة حريرية - silk screen. وأشار إلى أنه قدَّم في التعريف، حين طُلب منه ذلك ضمن شروط المشاركة في المعرض بعد أن وقع الاختيار عليه، أن «هذا المعرض كان ضمن مشاريعي الكثيرة المؤجّلة والتي لا ترى النور إلاّ شريطة توافر ظروف ظهورها، وهي النفسية والمادية والمكانية ولعدم توافر كل هذه الظروف لم أعرض كل الأعمال والتي ضمنها هذا العمل الحاضر في المعرض».

مبيِّناً «اشتغلت لإنجاز هذا العمل كما في الكثير من الأعمال الأخرى معتمداً على تنوع الخامات/ الأكرليك والطباعة متمثلة في الشاشة الحريرية، وكنت دائماً وأنا اشتغل استمع إلى الشاعر محمود درويش وهو يلقي هذه القصيدة، كنت أشعر دائماً أنه عليَّ أمانة كبيرة وثقيلة يتوجب عليَّ الوفاء بها بشكل صادق».

مضيفاً أن «محمود درويش شاعر كبير ولابد من إنجاز شيء يليق بشعره ومكانته الأدبية، يمثلني أيضاً بشكل جيد ومُرْضٍ/ يمثل تجربتي الفنية، عملت على التراكم اللوني أحياناً والحذف أحيانا أخرى. الحذف يتولّد من الإضافات اللونية المتراكمة الموضوعة على القماش بالفرش أو ما يغطي بعض أجزائها جراء فعل الطباعة، بعض طبقات التلوين تعلو الواحدة الأخرى بفعل تكرار الطباعة/ لا أرمي من خلال هذا التراكم الحصول على شكل سطح جدار توالى عليه الزمن/ أبحث عن ومضة/عن بياض/ عن ضوء/ من (جدارية). أحاول من خلاله تخطي حدود العالم المرئي لأعيش حالة من الأمل والتفاؤل كما كان يفعل محمود درويش في بعض مقاطع هذه القصيدة ولو جاوره التعب ربما من (من شرك الجماليات)... (ما بعد بابل)».

البياض أفقيُّ المعنى

وقال عباس: «هذا ما قاله درويش وما رسمته على سطح اللوحة، لا أبحث في اللوحة ومن خلالها عن جدران أو عوازل، أبحث عن (جدارية) تفتح الآفاق لنا في هذا الكون المليء بالمصائب والكوارث التي تصيب الإنسان وتحط من قدره بوصفه أجمل المخلوقات وأرقاها، أبحث عن بياض واسع وكبير وأفقي المعنى، وهذا ما تطرقت إليه ربما من خلال حضور اللون الأبيض في اللوحة بوصفه ضوءاً يهدينا البهجة والسعادة، هذا الأبيض الذي يحتفي بالأحمر والأصفر والبرتقالي ويزيد من إشعاعهم وقيمهم الجمالية، وعلى رغم كل ذلك يبقى وحيداً في البياض، على رغم إحاطته باللون الأحمر القاني».

من جانبه، قال مدير الفنون في مجموعة إحياء الفن الإسلامي، شفق أحمد: «هذا المعرض الدولي المرموق، للأعمال الفنية مستوحى من الثقافة الإسلامية والفن والأدب والعمارة، ويتميز بمجموعة متنوعة من الأعمال من حيث الأساليب والوسائط، يقدمها فنانون من مختلف أنحاء العالم. «تفضيل أعمال الفنانين من مختلف الخلفيات؛ إذ يوفر المعرض نافذة من خلال الفن المعاصر لخمس سكان العالم، موزعة على القارات الخمس».

وستكون 68 قطعة فنية في المعرض ممثلة عن هذا التنوع، وستمثل 23 ولاية أميركية بأعمال من دول، من بينها: فرنسا، البحرين، إيران، إيطاليا، كوريا والهند.

برنامج المعرض وفعالياته

إلى ذلك، قال المدير التنفيذي لمركز إيرفينغ للفنون، تود هوكينز: «إن المعرض السنوي الخامس للفن الإسلامي المعاصر يوفر فرصة فريدة من نوعها للأفراد من جميع الأعمار والأديان والثقافات لتذوُّق الفنون البصرية الغنيَّة والمتنوعة، وكذلك فنون العرض في العالم الإسلامي»، مضيفاً «نحن نتطلّع إلى عرض أعمال العديد من الفنانين الموهوبين، وأيضا العمل مع مجموعة الفن الإسلامي من أجل تسهيل تنظيم وقيام عدد من المحاضرات الفريدة من نوعها، وورش العمل (...)».

وسيتضمن برنامج المعرض أمسية استقبال مفتوحة، بتاريخ 17 سبتمبر المقبل تتحدث فيها أمينة قسم المنسوجات والفن الإسلامي بمتحف كليفلاند للفنون، لويز ماكي، المسئولة عن جمع أعمال الغزل والنسيج من جميع أنحاء العالم؛ فضلاً عن جمعها من البلدان الإسلامية المختلفة.

وفي الأول من أكتوبر، سيتم تنظيم محاضرة للزوَّار، مع عرض موسيقي يقدِّمه الفنان والخطاط والموسيقي الإيراني/ الفرنسي بهنام بهلاني. وفي اليوم نفسه، يقدِّم بهلاني محاضرة عن الخط وبحث موسيقي، وبعد استراحة قصيرة، سيقدم عرضاً موسيقياً ضمن فعاليات اليوم.

أما في الثامن من أكتوبر، فسيتضمن نشاط المعرض ورشة عمل - النسيج الشرقي، تقدّمها الفنانة ومديرة برنامج مجموعة إحياء الفن الإسلامي، سامية خان، حيث تقود الورشة التفاعلية مع تقديم مداخل عن الفنون الجميلة المرتبطة بالنسيج الشرقي.

وتنعقد في 8 أكتوبر، ورشة العمل «الرمزية الدينية المشتركة في هندسة الأماكن المقدسة»، ويقودها مات أنزاك. وستستكشف الورشة التي ستكون تفاعلية، الأنماطَ المتكررة التي وُجدت في الطبيعة، وتلك التي ظهرت نتيجة تفاعل الإنسان الإبداعي مقروناً بالخيال الحسابي.

وبالنسبة إلى يوم الجمعة (9 أكتوبر) فسيكون فيه الكثير من المتعة والمرح؛ إذ تم تخصيصه للعائلة، وستكون نسخة المعرض لهذا العام بمركز إيرفينغ للفنون، متميزة بالمشروع الحِرفي الموجَّه، والذي سيكون مناسباً لجميع الأعمار، بوحي من المعرض السنوي الخامس للفن الإسلامي المعاصر.

وفي 15 أكتوبر سيتم تنظيم جولة إرشادية في المعرض، يشرف عليها المدير التنفيذي في مركز إيرفينغ للفنون، تود هوكينز.

أما في 22 أكتوبر، فستكون هناك محاضرة يقدّمها الشريك في «المعماريان مورياما وتيشيما»، جيسون مورياما، وتتضمّن التخطيط الأساسي للائتلاف الكندي، وهي من أعماله، ضمن مشاريع في مدن: مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة في المملكة العربية السعودية؛ وفي الوقت الحالي، المُخطط الرئيسي للمدينة التعليمية المتكاملة لمؤسسة قطر، والحرم الجامعي الجديد لجامعة الكويت في مدينة الشدادية الجامعية التي خُصصت لها مساحة تبلغ 370 هكتاراً، بالإضافة إلى قطعة أرض إضافية مساحتها 120 هكتاراً في الضواحي الغربية من مدينة الكويت.

ضوء أول

يشار إلى أن مركز إيرفينغ للفنون، المعنيّ بإحياء الفن الإسلامي، برنامج تابع إلى مؤسسة النساء المسلمات، ويهدف إلى زيادة الوعي وبناء جسور التفاهم الثقافي بين الشعوب من خلال الفنون. دُشن في العام 2011 من قبل الائتلاف بين الثقافات الذي قادته الشركات وقادة المنظمات غير الربحية، والطلاب وأصحاب الأعمال الصغيرة، ويضم مجموعة متنوعة من النساء والرجال، المتحمّسين للتبادل الثقافي في الفن الإسلامي بكل ثرائه، وتعزيز التفاهم بين الثقافات.

واستضاف مركز الفنون في العام الماضي (2015) نحو 1375 حدثاً ثقافياً وفنياً، بما في ذلك 203 عروض، و24 معرضاً، واستقبل نحو 103,719 زائراً.

ضوء ثانٍ

يشار إلى أن الفنان التشكيلي والخطاط عباس يوسف من مواليد البحرين في العام 1960. حاصل على بكالوريوس لغة عربية من جامعة قطر في العام 1982.

شارك في سلسلة كبيرة من المعارض المحلية، بما فيها معارض جمعية البحرين للفنون التشكيلية، والخليجية والعربية والدولية. كما شارك في البينالي الدولي الأول للجرافيك - ماستريخت - هولندا، و «البينالي الدولي العشرون للجرافيك - سلوفينيا»، المعرض الدولي 14 للمطبوعات الصغيرة برشلونة - إسبانيا 1994، والترينالي الدولي الأول للجرافيك - مصر، والترينالي الدولي الاول للجرافيك - بتولا - مقدونيا، والمعرض الدولي للمطبوعات الصغيرة - بلغراد، وترينالي النرويج الحادي عشر للمطبوعات - فريدريك ستاد، والمعرض الدولي للمطبوعات الصغيرة - النرويج، وعشرات المعارض داخل البحرين وخارجها. كما حاز عدداً من الجوائز المهمة في عدد من المعارض المتنوعة.

... وعمل آخر من المعرض نفسه
... وعمل آخر من المعرض نفسه
عباس يوسف
عباس يوسف
اللوحة المشاركة في المعرض
اللوحة المشاركة في المعرض




التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً