العدد 5124 - الجمعة 16 سبتمبر 2016م الموافق 14 ذي الحجة 1437هـ

هل تكون هيلاري كلينتون من السيدة الأولى إلى الرئيسة الأولى؟

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هيلاري كلينتون، المرأة الأميركية التي أبت ترك الساحة السياسية الأميركية بسهولة، فقد استطاعت أن تكون السيدة الأولى للولايات المتحدة، بوصول زوجها بيل كلينتون إلى الرئاسة العام 1993م إذ ساهمت بفوزه إلى حد كبير، بعدها أصبحت الوزيرة رقم 67 في تاريخ وزارة الخارجية الأميركية. هي الآن تخطط لأن تكون أول رئيسة للولايات المتحدة في التاريخ، فهل تنجح؟ كانت السيدة الأولى في الولايات المتحدة، وهو منصب تشريفي تتولاه عادةً زوجة رئيس الولايات المتحدة، وهي مضيفة البيت الأبيض، ولها مكتب خاص مسئول عن كل المناسبات الاجتماعية والاحتفالية في البيت الأبيض، ويتبعه فريق من الموظفين منهم: أمين البيت الأبيض الاجتماعي، ورئيس الموظفين، السكرتير الصحافي، ورئيس مصممي الزهور، ورئيس الطباخين، وتحرص السيدة الأولى على أن تكون برفقة زوجها الرئيس في الاحتفالات الرسمية. ووفقاً للبيت الأبيض، فإن هناك خمساً وأربعين سيدة أولى في تاريخ الولايات المتحدة، وتعتبر مارثا واشنطن زوجة الرئيس جورج واشنطن أول سيدة أولى.

ولدت هيلاري داين رودهام ألسويرث العام 1947م في مدينة شيكاغو، حصلت على شهادة في العلوم السياسية من جامعة ويلزلي العام 1969م، كما نالت درجة الدكتوراه في القانون من جامعة يايل العام 1973م، بدأت هيلاري نشاطها السياسي في سنٍّ مبكرة عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها اذ عملت في الحملة الانتخابية للجمهوريين العام 1960م، تأثرت بمارتن لوثر كينغ العام 1962م، وعلى إثره تركت الجمهوريين للعمل مع الديمقراطين. في العام 1971م بدأت حياتها المهنية كمحامية، وكانت عضواً بالفريق القانوني الذي شكلته اللجنة القضائية بالكونغرس للنظر في مسألة إقالة الرئيس ريتشارد نيكسون على خلفية فضيحة ووترغيت العام 1974م. وفي العام 1975م تزوجت من الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون وانجبت منه ابنة تُدعى تشيلسى فيكتوريا. برزت في عملها إذ جاءت ضمن قائمة 100 محام الأكثر نفوذا في الولايات المتحدة، كما عملت لفترة كمستشار قانوني بالكونغرس. برز نجم هيلاري في عالم السياسة في الولايات المتحدة وخاصة بعد وصول زوجها بيل كلينتون إلى الرئاسة، وهو ما أكده كلينتون نفسه إذ قال: «إن أميركا عندما اختارته رئيساً لها اختارت معه رئيسة ثانية هي هيلاري».

في العام 2008م أعلنت هيلاري ترشحها لانتخابات الرئاسة الأميركية، لكنها أعلنت انسحابها أمام باراك أوباما الذي قام بتعيينها وزيرة للخارجية في الإدارة الأميركية الجديدة مطلع العام 2009م.

هيلاري الآن تخوض فترة الانتخابات الثامنة والخمسين لرئاسة الولايات المتحدة والذي سيفوز بها سيكون الرئيس 45 للولايات المتحدة، والمقرر إجراؤها في يوم الثلثاء الموافق 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016. وعلى رغم أن استطلاعات الرأي العام لاتزال تعتبرها الأكثر تقدماً بنسبة تتجاوز 10 في المئة في معظم الولايات الأميركية، وهذا يرجع إلى حملاتها الانتخابية الأكثر تنظيماً وتمويلاً، كما أن منافسها الجمهوري ترامب عليه عدة تحفظات تتعلق بموقفه تجاه الملونين والسود والمهاجرين، فإن ما حدث أخيرا سبب ضررا بالغا في موقفها الانتخابي، والمتمثل في انسحابها من مراسم احتفال ذكرى أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في نيويورك، وترافق ذلك مع انتشار مقطع فيديو يوضح سقوطها وهي في طريقها إلى سيارتها المدرعة، فيما أعلنت حملتها أنها تعاني من التهاب رئوي. الأمر الذي أثار مسألة وضع هيلاري الصحي في الصحافة، إذ عانت مسبقاً من خثرة دموية سببت لها ارتجاج الدماغ، وهذا مؤثر؛ لأن الثقافة الأميركية بشكل عام تميل إلى المرشح القوي القادر على إدارة البلاد. كما أنها لاتزال تواجه قضية تسريب بريدها الإلكتروني الذي يكشف عن قدر من التسيب واللامبالاة، كما تواجه اتهامات بأنها استغلت وضعها كوزيرة للخارجية الأميركية في تحقيق مطالب خاصة لعدد من الممولين الكبار الذين أسهموا في تعزيز مؤسسة كلينتون الخيرية، على رغم أن الأمن الفيدرالي لم يوجه أي اتهام جنائي لهيلاري في القضيتين، لكن ذلك أحدث ضررا بالغا في موقفها الانتخابي الذي جعل حجم الفروق بينهما يتراجع إلى حدود 4 في المئة.

وتبقى على هيلاري فرصة كبيرة للفوز حين تتفوق في الحوارات الثلاثة التي تجري بين مرشحي الرئاسة، والتي ستبدأ في آخر سبتمبر 2016. فهل ستكون هيلاري كلينتون الرئيسة الأميركية الأولى في التاريخ.

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 5124 - الجمعة 16 سبتمبر 2016م الموافق 14 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً