يعرض الرئيس الاميركي جورج بوش أدلة تدين النظام العراقي خلال ايام، فيما حذر رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير العراق اذا لم يسمح بعودة المفتشين، وقال وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان اطاحة صدام تشكل نصرا لشعوب المنطقة.
واكدت صحيفة «ديلي نيوز» النيويوركية امس ان الرئيس الاميركي جورج بوش سيعرض خلال الايام المقبلة ادلة «مهمة» تؤكد برأيه ان الرئيس العراقي صدام حسين يستعد لنشر اسلحة دمار شامل.ونقلت الصحيفة عن مسئول اميركي لم تذكر اسمه قوله «هناك كم كبير من الادلة على عدة صعد».
واضاف «هذا يثبت تنوع اسلحته للدمار الشامل، والحجم الكبير للنشاط الجديد منذ 1998 »، تاريخ مغادرة المفتشين الدوليين للعراق.
واضافت الصحيفة ان البيت الابيض سيعرض على الكونغرس بعضا من «الادلة» الموجودة بحوزته، ولا سيما صورا التقطتها اقمار اصطناعية لعدة مواقع عراقية. وعلى الصعيد ذاته افادت صحيفة «واشنطن بوست» امس ان السلطات الاميركية وضعت حدا لمحاولتها اقامة صلة بين الحكومة العراقية بشبكة القاعدة التي يتزعمها اسامة بن لادن او بمجموعات إرهابية اخرى معروفة.
وقالت الصحيفة نقلا عن مسئولين كبار في اجهزة المخابرات وخبراء على اطلاع على المحادثات الداخلية التي تجريها الحكومة الاميركية، ان وكالة المخابرات الاميركية المركزية (سي. آي. ايه) وعلى رغم من الجهود التي بذلتها، لم تتمكن من ايجاد ادلة ملموسة لإقامة صلة بين الزعيم العراقي والارهاب العالمي.
واشارت الصحيفة الى ان الرئيس الاميركي جورج بوش سيشدد في الخطاب الذي سيلقيه غدا الخميس في الامم المتحدة على الجهود المفترضة التي بذلها العراق لتطوير أسلحة نووية وبيوليوجية وكيماوية وليس على صلاته بالارهاب. الى ذلك حذر رئيس وزراء بريطانيا طوني بلير بغداد امس من انها اذا تجاهلت المطالب الدولية بالسماح بعودة مفتشي الاسلحة الى العراق فإن عملا سيتخذ على اثر ذلك.
ووصف بلير صدام بأنه خارج على القانون الدولي وقال «انه لم يعد هناك مجال لشروط اخرى ولا الاعيب ولا مراوغة ولا تقويض لسلطة الامم المتحدة».
واضاف في كلمة أمام زعماء اتحادات العمال «وليكن واضحا انه في حال تجاهل إرادة الامم المتحدة فإن عملا سيتخذ على اثر ذلك».
الى ذلك صرح وزير الخارجية الاميركي كولن باول في حديث لصحيفة «الشرق الاوسط» امس ان اطاحة الرئيس صدام حسين ستشكل انتصارا لشعوب المنطقة وللشعب العراقي خصوصا.
وقال باول «ان تغيير النظام في بغداد يشكل انتصارا لشعوب المنطقة ويشكل انتصارا للشعب العراقي الذي ستقوده حكومة جديدة (...) لا تستعمل نفط العراق لتطوير أسلحة الدمار الشامل».
وأقر باول من جهة ثانية بأن الولايات المتحدة لا تملك اي دليل على تورط العراق بهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول، وقال «ليس لدينا اي دليل على علاقة مباشرة» لكن «هناك بعض الشكوك نتابعها».
ونفى الوزير الاميركي من جهة ثانية التقارير التي تحدثت عن أزمة بين الرياض وواشنطن.
وقال «استطيع ان اقول من دون اي تحفظ ان علاقاتنا مع السعودية جيدة وقوية ومتينة، ونبقى على اتصال وثيق مع اصدقائنا السعوديين».
ومن جانبه صرح وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل امس في ختام اجتماع مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان تسوية الازمة العراقية تمر عبر الامم المتحدة. وقال الوزير السعودي في ختام لقاء استمر ساعة مع الرئيس الفرنسي «لدينا مواقف متقاربة جدا».
وتابع الامير سعود الفيصل الذي سيتوجه لاحقا الى نيويورك «نعتقد معا ان التسوية تمر عبر الامم المتحدة ولابد بالطبع من تطبيق قرارات الامم المتحدة».
واعرب عن الخشية من ان يؤدي اي عمل عسكري تقوم به الولايات المتحدة ضد العراق الى تفتيت هذا البلد.
ومن ناحيتها، أعلنت المتحدثة باسم قصر الاليزيه كاترين كولونا ان المحادثات اظهرت تطابقا كبيرا في وجهات النظر بين السعودية وفرنسا حول المسألة العراقية.
وفيما يصل مساعد وزير الخارجية الاميركي جون بولتون اليوم الاربعاء الى موسكو لاجراء محادثات تستمر اياما، وخصوصا حول العراق والاستقرار الاستراتيجي أعلن البرلمان الروسي انه يعارض العملية العسكرية الاميركية المرتقبة ضد العراق.
وتابعت دول اوروبية وآسيوية إعلان معارضتها لضرب العراق حيث عارض وزير الخارجية البلجيكي توجيه ضربة عسكرية للعراق، وقال لوي ميشيل في حديث أدلى به امس أن توجيه ضربة عسكرية للعراق سيؤدي إلى تغيير القانون الدولي، كما انضمت نيوزيلندا الى الدول الرافضة للتحرك الاميركي المنفرد ضد العراق، كما أعلن زعماء النقابات العمالية في بريطانيا بوضوح معارضتهم لاي عمل عسكري ضد العراق لا تسانده الامم المتحدة
العدد 5 - الثلثاء 10 سبتمبر 2002م الموافق 03 رجب 1423هـ
