العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ

خرافات طبية (3):الأعشاب الطبية، إن لم تنفع لن تضر

د. محمد سعيد العطار-دكتوراه في الطب البديل 

26 سبتمبر 2016

تناول القسمان السابقان من المقال شيوع الإعتقاد الخاطئ بأن «الطبيعي مأمون» والذي لم يثبت لدى أيٍ من الأطباء القدامى أو الجدد، كما ذكرنا أمثلة على التداخلات الدوائية بين الأعشاب الطبية والأدوية الأخرى وأيضاً ضررها على الجنين لدى السيدات الحوامل؛ وهو مما قد يؤدي الى إصابة بالغة قد تصل للوفاة أو الإعاقة الدائمة. من الأضرار الأخرى للأعشاب الطبية:

الأضرار ببعض الأشخاص وليس كلهم:

يعاني حوالي 20 % من سكان البحرين من مرض نقص الخميرة أو (G6PD) ويعيش هؤلاء كالأصحاء إن لم يتناولوا الحبوب مثل الباقلاء، الفاصوليا والصويا وكلها أغذية طبيعية مشهورة - أو بعض الأدوية الكيميائية الشائعة الاستخدام والآمنة بشكل عام وبالطبع يمكن أن تؤثر قائمة طويلة من الأعشاب الطبية عليهم - كما يؤثر الباقلاء.

أيضاً لم يغفل الأطباء القدماء عن مثل هذه الحالات، فذكروا إن الثوم - وهو أيضاً غذاء معروف- مضر للمحرورين يسبب لهم الصداع، كما ذكروا أن أغذية أخرى تضر المبرودين أو الناقهين أو الأطفال والشيوخ.

الأضرار الذاتية للأعشاب:

تصنف كتب الطب العربي كل الأدوية والأغذية بحسب أثرها على البدن لأربع درجات، الدرجة الرابعة منها هي السموم القاتلة وكثير منها أعشاب طبيعية؛ بل حتى إن الكثير مما نتناوله اليوم كغذاء يُعد ضمن الدرجة الثانية أو ما يمكنه التأثير بالضرر على البدن حين الإكثار منه أو الاستمرار بتناوله لمدة طويلة مثل البصل والثوم والزنجبيل؛ وعليه، يجب الحذر حتى من أي برنامج غذائي يوصي به غير المختص المُلم بالمرض والمريض وطبيعة المداخلات العلاجية ودراسة أثرها على المدى الطويل.

الخلاصة: الأعشاب الطبية مثل الأدوية الكيميائية يمكن لها أن تسبب الضرر البالغ - والذي يصل لحد الوفاة - فالاستخدام الصحيح لها لا يأتي إلا عبر دراسة تخصصية وبحث -يطول مدى الحياة-، وعليه فإن هذه الخرافة باطلة يجب التحذير منها ومن المروجين لها.

العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً