العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ

في غياب الاستروجين يعصف الصداع

د. النجار: الغذاء السليم كفيل بعلاجه

عيش الأنثى ثنائية الموت والحياة منذ سن التاسعة وحتى سن التغيير والأمل لا اليأس. الفناء والولادة فترة تتراوح بين 3 إلى 10 أيام لا تمر بشكل طبيعي عليها، فتبدأ بآلام أسفل الظهر تتفاوت من واحدة لأخرى وتغيرات في الجسم تسير في مساقات طبيعية في مراحل الاحتضار والموت والولادة.

ففي كل شهر تنتج الأنثى الناضجة بويضات تستضيفها في الرحم، حتى يحين موعد رحيلها المؤلم والذي قد يخلف تبعات عدة تتجاوز ألم الفراق. وتؤرق تبعات الدورة الشهرية صحة المرأة التي قد تتعامل معها السيدات بلا مبالاة باعتبارها ندوب خلفتها انتهاء دورة حياة بويضة.

توقفت استشارية أمراض النساء والولادة بمستشفى الكِندي التخصصي د. فضيلة النجار عند أحد الأضرار الصحية المنهكة للمرأة وللأسرة على حد سواء التي تسببها الدورة الشهرية. وقالت أن الصداع الهرموني يؤذي المرأة بشدة ويجعلها تبحث عن علاج للصداع فتعالج العرض ولا تعالج السبب الرئيسي له وهو التغيرات التي أحدثتها الدورة الشهرية.

وسعدت د. النجار بطرح الموضوع في «الوسط الطبي» ووصفته بأنه من المواضيع قليلة الطرح على المستوى الإعلامي في مجال التثقيف الصحي.

شبيه بـ «النصفي»

واستهلت اللقاء بالتعريف بالصداع الهرموني قائلة أنه شبيه بالصداع النصفي فقد يأتي في جزء من الرأس الأمام أو الخلف، أو الجانب الأيمن أو الأيسر، ولكن سببه الاختلال الهرموني الذي يحدث أثناء الدورة الشهرية. وأوضحت: «للتشخيص السليم نرقب الصداع خلال ثلاث دورات ونرصد الأيام التي يحدث فيها قبل الدورة أو أثناءها. وبعدها نستطيع أن نقف على السبب الرئيسي للصداع وهل له علاقة بالدورة أولا، وبالتالي نتخذ الإجراءات العلاجية المناسبة».

وبيّنت أن أكثر النساء عرضة للاصابة به هن من بلغن سن الـ 40 والتي تسمى سن التغيير وفي هذه المرحلة العمرية يحدث اختلال كبير في الهرمونات التي تأخذ بالتناقص، وكذلك فإن الفتيات الصغيرات لأنهن عرضة لاضطرابات الدورة، وأضافت النساء اللاتي يقتضي عملهن الكثير من التركيز والدقة كالطبيبات والمنخرطات في الأعمال المكتبية. وقالت أن هناك احصاءات عالمية تفيد بإصابة 1 من 400 إمرأة بالصداع الهرموني، وتشير أخرى إلى نصف النساء في العالم يصبن به، وهناك احصاءات أخرى تؤكد إصابة 5 ملايين إمرأة به شهرياً.

تفهّم زوجتك

وأرجعت السبب الرئيس في الإصابة به لنقص هرمون الاستروجين (وهي هرمونات أنثوية يفرزها المبـِيض كهرمون الجنس الأولي) وكذلك نقص الماغنيسيوم، ويؤدي نقصهما للعديد من الأعراض ومنها الصداع المتكرر، وتشنجات في عضلات الرأس، بالإضافة للغثيان وزيادة الوزن لانحباس السوائل في الجسم.

وأضافت إليها حدة المزاج والتوتر الذي من شأنه التأثير على الحياة الأسرية، ودعت المحيط الأسري وخصوصاً الزوج تفهم واستيعاب هذه الفترة وامتصاص نوبات الغضب والتوتر حتى لا تصبح مشاحنات تعكر صفو الحياة الأسرية.

لافتة إلى أن الصداع بالمجمل مرض مزعج يتسبب في انعزال المريض في أماكن مظلمة طلباً للراحة بعيداً عن الناس حتى تهدأ أوجاعه.

الغذاء علاج

وركزت على العلاج عن طريق الغذاء، قائلة: «هناك الكثير من الطرق العلاجية لتعويض الاستروجين وعلاج الصداع الهرموني، وأهمها الغذاء فالنظام الغذائي المتبع حالياً بشكل عام لا يلبي الحاجات الأساسية للجسم». وأكملت: «نضع لهؤلاء المريضات برنامج غذائي وقائي عبر الامتناع عن الأطعمة المحفزة للصداع مثل الأطعمة المتعفنة كالأجبان، والقديد المغربي (هو لحم مجفف ثم يتم تخميره)، والسمك المجفف المصري (ويطلق عليه الفسيخ). وبرنامج غذائي آخر مكمل للتعويض عن نقص الاستروجين عبر أغذية عدة ومنها البروكلي، وحبوب الصويا، وحليب الصويا، وبذور الكتان، وبذور عباد الشمس (الشمسي) مع الحرص على تناولها قبل موعد الدورة وأثنائها».

وأشارت إلى أن النظام الغذائي - المسنود ببرنامج رياضي - مزدوج الفعالية فقد يكون مضراً وقد يكون مفيداً ويبقى اتباع نظام سليم ووفق ارشادات مختصين الأسلم.

وشددت على أن تعويض الاستروجين بالأدوية أمر حساس جداً ولا يأتي في الخيارات العلاجية الأولى لتأثيراته فهو لا يصلح بالمرة للمصابات بسرطان الثدي أو من لديها سجل عائلي به مصابات بالسرطان. واستدركت أن عقارات الاستروجين المستخلصة من الأعشاب تعتبر بديلاً جيداً إذا لم ينجح الغذاء في تعويض الهرمونات المفقودة.

ولفتت إلى أن الصداع الهرموني مضلل جداً فكثير من النساء لا يعرفنه بشكل كافٍ ولذا يهرعن لأطباء المخ والأعصاب للبحث عن علاج، وقد يساورهن الشك في اصابتهن بأورام في الرأس أو غيرها.

ودعت لتعزيز الثقافة الصحية والغذائية وأن على الإعلام لعب دوره المناط به للوصول بالناس لمستوى جيد في الثقافة الصحية. وأكدت على ضرورة البحث عن المعلومات الصحية من مصادر موثوقة والحذر من المعلومات المنتشرة عبر منصات إلكترونية غير واضحة المصدر كالمنتديات.

العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً