العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ

التغذية والصحة النفسية لصغار السن

محمود الشواي-اخصائي تعزيز صحة 

26 سبتمبر 2016

الكثير من الأشخاص يعلمون بأن تناول الأطعمة الصحية يشعرهم بحالة نفسية أفضل بالمقابل عندما يتناولون كميات كبيرة من الطعام ويحسون بالثقل والخمول، فإن ذلك يشعرهم بالتعب والإرهاق. لذا فإن للتغذية دور كبير في التأثير على الصحة النفسية شأنها في ذلك شأن الصحة البدنية وتشمل بدورها صغار السن.

ففي دراسة وجدت بأن الصحة النفسية السيئة للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15-13 سنة، لها ارتباط وثيق بنظامهم الغذائي الغربي، وهو عبارة عن نظام عالي اللحوم الحمراء والمصنعة والوجبات السريعة والأطعمة المعاد تصنيعها والسكريات. ووجدت الدراسة بأن الصحة النفسية الأفضل كانت لدى الأشخاص الذين يتناول كميات كبيرة من الفاكهة الطازجة والخضراوات الورقية.

وفي دراسة أخرى بينت بأن تناول السكريات بشكل كبير يؤثر سلبياً على الصحة النفسية للمراهقين، حيث وجدت الدراسة بأن هناك علاقة وطيدة بين حالات الانتحار عند المراهقين وتناولهم للمشروبات العالية السكريات.

كما إن هناك بعض الأنواع من الأطعمة والمكملات الغذائية مثل الأسماك والفاكهة والخضراوات وبعض الفيتامينات تؤثر ايجابيا على الحالة النفسية لصغار السن. كحمض أوميغا 3 والذي يوجد في الأسماك وزيوتها والذي يعمل على تطويرالوظائف العصبية لصغار السن.

فيتامين (د) له فعاليته في تحسين الوظائف العقلية للأفراد، حيث بينت الدراسات بأن نقص هذا الفيتامين يؤثر على الوظائف الإدراكية وقد يكون سببا للاحباط وانفصام الشخصية والاضطراب ثنائي القطب. لذا، فالكثير من الاخصائيين ينصحون بتناول مكملات فيتامين د بشكل منتظم.

الممارسات الغذائية لصغار السن

التغذية مهمة جداً في مرحلة المراهقة ولها علاقة بالنمو والتطور الجسماني والنفسي للمراهقين، ويتضاءل الكثير من الاعتلالات النفسية في هذه المرحلة بشكل كبير عند الالتزام بالسلوكيات التغذوية السليمة. فهذه الأنماط التغذوية والتي تنمو في فترة المراهقة تكون ذات تأثير طويل الأمد على السلوكيات المستقبلية عند الكبر.

وهناك أسباب تؤثر على السلوكيات التغذوية للمراهقين وهي كالجوع أو الادمان على الأطعمة، الشكل والطعم، الوقت المتاح لهم، سلوكيات تناول الطعام لأولياء الأمور والتوقيت والاقتناع.

وقد بينت الدراسات بأن الوقت أقوى سبب يؤثر على اختيار الطعام، حيث أن أغلب صغار السن يحبذون النوم صباحاً لمدة طويلة على أن يتناولوا أو يعدوا إفطارهم. كما أضافت الدراسات بأن صغار السن لا يفضلون الإنتظار في طابور كفتيريا الطلاب. لذا، فإنهم يفضلون تناول الوجبات السريعة والتي تقدم بشكل سريع حفاظاً على الوقت.

أضف إلى أن بعض صغار السن لا يتناولون الطعام الصحي بسبب انشغال أولياء أمورهم عن اعداد الطعام في المنزل، لذا يلجأون للمطاعم السريعة.

كيف يمكن تعديل العادات الغذائية لصغار السن؟

تعديل النظام الغذائي والذي يقتضي زيادة الأغذية الصحية من شأنه أن يحسن الصحة الجسدية واحترام الذات وجودة الحياة. فمحاولة اقناع صغار السن بتناول الأطعمة الصحية هو تحدي يجب أن تتضافر كل الجهود فيه بغرض تحسين قدراتهم العقلية والجسدية.

يستطيع الآباء مساعدة صغارهم بالاختيار الصحي للأطعمة عن طريق وضع مخزون كاف من الفواكه والخضراوات في المنزل وتقليل الأطعمة العالية الدهون والسكريات. كما يجب اشراك الأبناء وقت شراء احتياجات المنزل واعداد الوجبات والتي تساعدهم على بناء مهارات طبخ صحية.

يمكن تشجيع المراهقين على عمل بعض التغييرات البسيطة، كاستبدال المشروبات الغازية العالية السكر والكافيين بالمشروب المعبأ بالغاز أو اختيار قطع الجزر عوضا عن رقائق البطاطس كوجبة خفيفة بعد الظهر. ومن الجيد أيضا تعلم فنون الزراعة المنزلية والانخراط في الأنشطة المجتمعية التي تعنى بالنشاط الزراعي فهي ستعمل وبلا شك على زرع ثقافة النبات والزراعة والأطعمة الصحية.

العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً