العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ

كسل المبايض المبكر

د. جنى الشلاتي -استشارية نساء وولادة وعقم وأطفال آنابيب في مستشفى المانع بالدمام 

26 سبتمبر 2016

 كسل المبايض المبكر يحدث عندما يتوقف المبيض عن العمل لدى النساء اللاتي تبلغ أعمارهن أقل من 40 سنة، ففي هذه الحالة يتوقف المبيض تماما أو بصورة متقطعة عن إطلاق البويضات وعن إفراز هرمونات المبيض (أستروجين، بروجيسترون)، وتبعا لهذه التأثيرات تصبح فرصة الحمل ضئيلة جداً مما ينعكس سلباً على نفسية المريضة.

ماهي الأسباب التي تؤدي إلى كسل المبايض المبكر؟

- في أغلب الحالات يكون السبب غير معروف ولا يوجد له تفسير علمي.

- خلل في الكروموسومات أو الجينات التي تحملها المريضة.

- التعرض للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي الذي يستخدم لعلاج الأورام.

- الأمراض المناعية والتي يقوم حينها الجهاز المناعي لدى الجسم بإفراز مضادات حيوية تهاجم الغدد في الجسم كالغدة الدرقية, والغدة الكظرية (الفوق كلوية) والمبيض.

ماهي الأعراض ؟

أهم عرض هو عدم إنتظام الدوره الشهرية أو تأخر فيها قد يطول لعدة أشهر. ففي أغلب الحالات التي تؤخذ فيها حبوب منع الحمل تكون الدورة منتظمة ولكن بمجرد التوقف عن أخذها تبدأ مشكلة عدم انتظام الدورة بالظهور وتكون هذه الحبوب قد أخرت إكتشاف المشكلة وليست السبب في حصولها (حبوب منع الحمل لا تسبب كسل أو قلة في مخزون البويضات أو ضعف في المبيض كما هو شائع).

أما الأعراض الأخرى فهي نتيجة لنقص هرمون الأستروجين مثل الهبات الساخنة, التعرق الليلي, إضطراب في النوم, تغييرات في المزاج, التعب والخمول وجفاف المهبل.

وقد يكون تأخر الإنجاب هو العرض الأول الذي يلفت إنتباه المريضة, وأثناء عمل التحاليل والفحوصات اللازمة يتم إكتشاف كسل المبايض. والجدير بالذكر إن فرص الحمل بصورة طبيعية قليلة جدا, فهناك 5 إلى 10 % من النساء المصابات بكسل المبايض المبكر يحصل لهن حمل بصورة طبيعين وتكون الولادة طبيعية أيضا.

كيف يتم التشخيص ؟

إذا كان عمر المريضة أقل من 40 سنة وحصل إنقطاع في الدورة الشهرية لمدة 3 أشهر أو أكثر يفضل مراجعة الطبيب المختص للقيام بالتحاليل والفحوصات اللازمة حتى لو لم يكن الحمل في الحسبان. إذ أن كسل المبايض المبكر قد يعرض المرأه لهشاشة العظام وأمراض القلب في سن صغير, لذا يجب عدم إهمال الإستشارة الطبية.

طرق التشخيص تشمل :-

- قياس الهرمونات والتي توضح نقص كبير في مخزون المبيض.

- تحليل الكروموسومات للتأكد من عدم وجود خلل جيني.

- الكشف عن الأجسام المضاده في الجسم.

- الكشف عى بعض الطفرات الجينية المتلازمة مع كسل المبايض.

طرق العلاج :-

قد يكون وقع التشخيص على المريضة صادماً من الناحية النفسية والجسدية، لذا فالتكاتف الأسري في هذه الحالات مهم جداً وخاصة من قبل الزوج. ويجب على المريضة أخذ صحتها بعين الإعتبار قبل التفكير في فرص الحمل وذلك لتقليل مضاعفات هذا المرض إذا لم يتم التعامل معه بصورة صحيحة. أهم ركيزة أساسية في العلاج هو تعويض الهرمونات التي توقف المبيض عن إفرازها أو يفرزها بقلة وهو هرمون الاستروجين.

هناك أشكال مختلفة لهرمون الاستروجين كالحبوب, اللصقات الجلدية أو على هيئة حلقة مهبلية وكلها تؤدي نفس الغرض. لكن يجب على المريضة زيارة الطبيب لتحديد ما يناسبها كما يفضل أخذ هذه الهرمونات حتى سن الخمسين على الأقل.

للأسف لايوجد حتى الآن حل جذري لهذه المشكلة, وقد يعتقد البعض أن استخدام المنشطات التي تستخدم في التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب قد تزيد من عدد البويضات في هذه الحالة، ولكن هذا غير صحيح فهذه الأدوية تعمل على تنضيج البويضات الموجودة أصلا، فإذا كان المخزون قليل فلن تكون لهذه الأدوية نتيجة فعالة.

وقد يلجأ البعض في الدول الغربية إلى استخدام بويضات من متبرعه أخرى, لتكون جودة وعدد البويضات أفضل وبالتالي ترتفع نسبة الحمل. وهي الطريقة المتبعة عالميا في علاج هذه الحالات مع العلم أن هذا لا يتماشى مع تعاليم ديننا الحنيف ولكني ذكرت المعلومة العلمية للتوضيح فقط.

ودمتم سالمين.

العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً