العدد 5149 - الثلثاء 11 أكتوبر 2016م الموافق 10 محرم 1438هـ

الحسين ليس دمعة!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

لا أظن أن الحسين عليه السلام عندما قرر أن يذهب بحركته الإصلاحية إلى كربلاء، كان يريد من ورائها، بعد فاجعة إنسانية قل نظيرها في التاريخ، أن يجعل الناس تسيل دمعها وأساها عليه وعلى مصابه!

نعم، لم تكن الدمعة هدفا في حد ذاتها في حركة سيد الشهداء، وسبط رسول هذه الأمة وحبيب قلوبنا؛ بل كان يريد الإصلاح ما استطاع إلى ذلك سبيلا، حتى لو تطلب الأمر إسالة دمه الطاهر، وقطع رأسه وحمله على الأسنة والرماح، كان يرى إصلاح المجتمع وإصلاح النفوس، لأنه بلا ذلك، لن يكون هناك دين يبقى، ولا خلق يحتذى ولا فطرة طاهرة نقية.

أين نحن اليوم من هذا الإصلاح في نفوسنا ومجتمعاتنا، ما فائدة أن نبكي وتدمع عيوننا وأنفسنا مليئة بالأحقاد والأضغان على الناس؟ ما فائدة هذه الدموع التي نذرفها، إذا كان صاحبها مسئولا يظلم من تحته ويتجبر عليهم، أو موظفا يشي بزملائه وينافق مدراءه، أو زوجا يؤذي زوجته، أو أبا لا يعطي أبناءه حقهم في التربية والاهتمام والرعاية، أو جارا سيئ الخلق لا يراعي حرمة جيرانه، أو غنيا يمنع الخير عن المحتاجين، أو إنسانا يحمل في جوفه حقدا وحسدا لإخوانه؟

هل كان الحسين عليه السلام يريد منا أن نبكي عليه ليلا ونمارس كل هذه السيئات نهارا؟ هل كان يريد لنا أن نؤذي الناس، ثم نأتي لنبكي عليه، ثم نغادر لنواصل إيذاءنا لهم؟ هل هذا هو الإصلاح الذي أراده الحسين لنا؟ وهل هذا هو ما نريده نحن من الحسين؟

أين نحن من هذا الإصلاح؟ او بالأحرى أين نحن من الحسين؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن نطرحه على ذواتنا، ونحن نعيش في ذكرى استشهاد سيد شباب أهل الجنة، أليست هذه الذكرى مناسبة لنعمل جرد حساب عن كل اعمالنا وسلوكياتنا وأفكارنا، فنصلح كل ما فسد منها بلا غرور ولا تكبر ولا حقد ولا رياء ولا ظلم ولا حسد ولا نفاق.

اليوم هو العاشر من المحرم الحرام، اليوم هو ذكرى طلب الاصلاح لكل ما هو فاسد من أمور دنيانا وديننا، هكذا أراد الحسين عليه السلام لنا، وهكذا يجب أن نحييه في أعماقنا وعملنا، لا دمعا يراق من مآقينا، وفي ذات الوقت قلوبنا مملوءة بالسواد والظلم على غيرنا.

إنه لحق لنا أن نبكي الحسين، فيجب أن نسكب هذه الدموع لننظف بها قلوبنا وأنفسنا عن كل أمراض الدنيا، هذا ما يريده الحسين عليه السلام من دموعنا، دموع إصلاح وتهذيب، دموع تسامح الناس وتغفر لهم خطاياهم، قبل أن تطلب الصفح والمغفرة من الله، دموع تبكي على ما أخطأت في حق الناس، الحسين لا يريد دمعة يعقبها أذى للناس أو ظلم لهم، لأن دموعنا وقتها لن تكون للحسين عليه السلام.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 5149 - الثلثاء 11 أكتوبر 2016م الموافق 10 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 7:08 م

      أكبر مصيبة في الدين الاسلامي هي مصيبة غدر وقتل الحسين سلام آلله عليه .هز ابن بنت رسول الله فاطمة الزهراء عليها السلام . قضية الحسين. هي قضية لقتل الإسلام . الحسين هو دمعة وحزن والم وجرح في أنفسنا وفي ديننا وخرج الحسين من أجل حماية الدين. الإسلامي والتعبث وحماية المسلمين . وأعتقد الصراع بين الحق والباطل مستمر في الحياة.

    • زائر 16 | 9:03 ص

      الامام الحسين شمعة تنير دروبنا .

    • زائر 12 | 4:28 ص

      توقيت موفق في نشر المقال .. لقد ضربت علي الوتر الحساس وخصوصا الازواج الظالمة

    • زائر 9 | 3:24 ص

      كلامك علي الرأس و العين. لكن اذهب و تحدث مع الوعاظ الذين يشعرون باهمية انفسهم و كلامهم بمقدار صراخ و عويل الحضور.
      اما بالنسبة الي التعذيب و القتل فما قرأته عن فعل السفّاح ابا جعفر المنصور بحفيد الحسين في المدينة المنورة أفظع مما حصل لجده في كربلاء. اتعجب لماذا با يتحدثون علي المنابرعن تلك الواقعة والوحشية في اخماد ثورتهم الإصلاحية و تعذيبهم لايام قبل قتلهم ، لو كان الهدف تدميع المستمعين.

    • زائر 14 زائر 9 | 4:40 ص

      كلام صحيح جدا

    • زائر 7 | 2:28 ص

      جزاك الله خير...

    • زائر 6 | 2:19 ص

      ما حدث بين حسين و يزيد هو صراع قبلي على السلطة بين فرعين من نفس القبيلة فحسين يمثل بني هاشم و يزيد يمثل بني أمية لا اكثر و لا اقل و لا دخل للدين في هذا الصراع على السلطة الدنيوية أبداً

    • زائر 8 زائر 6 | 3:05 ص

      " من مات ولم يعف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " ، لم يكن الحسين ولا أبوه ولا أولاده طلاب حكم ولا سلطة ولكن الولاية قد آلت إليهم من الله بموجب واقعة الغدير المعروفة في كتب السنة والشيعة وتشويه صورة الحسين ومساواته بيزيد بن معاوية اجحاف في حق الرسالة المحمدية بوصفه راكض وراء والحكم والسلطة !!

    • زائر 10 زائر 6 | 3:31 ص

      يبدو أنك لاتقرأ التاريخ جيدا أو تقرأه لكن لا تفهمه..فمنذ متى كان الحسين يريد سلطة أو حرب قبلية؟ ليكن في معلومك يا أخي أن الحسين قد عرضت عليه الكثير من الأموال والأملاك على أن يبايع يزيد لكنه لم يقبل أم يبايع مثل يزيد..ليس من أجل سلطة أو مال إنما لإحياء سنة جده محمد الذي قال عن سبطه حسين مني وأنا من حسين ..فإذا كان الحسين هو من محمد ومحمد من الحسين فكيف للحسين أن يبحث عن سلطة لم يبحث عنها جده ..إلا إذا أنت تعتقد أن محمدا أيضا بحث عن سلطة فقط فهذا شأنك..قال الرسول الحسين إمام إن قام وإن قعد

    • زائر 18 زائر 6 | 12:44 م

      إذا كان الصراع بين قبيلتين فكيف تفسر التنوع القبلي في الجيشين المتقاتلين ؟ ما عﻻقة أنصار الحسين الذين لا ينتمون لبني هاشم بهذا الصراع .. وكيف يتكون الجيش اﻷموي من قبائل من الكوفة متنوعة ﻻ عﻻقة نسب بينها وبين بني أمية ؟ كيف استمر أنصار الحسين في القتال وهم يعلمون أنهم سيقتلون ﻷن الكفة العسكرية ليست لصالحهم في الوقت الذي كان دافع قائد جيشهم كما تدعي دافع قبلي وهم ليسوا من قبيلته .. المشكلة أننا نسقط ميولنا على كل أحداث التاريخ فنجد أنفسنا قبليين متعصبين لعشائرنا فنتصور كل صراع في التاريخ ينطلق منه

    • زائر 5 | 1:46 ص

      إن الحسين قتيل العِبرة والعَبرة.

    • زائر 3 | 12:41 ص

      الإمام الحسين داعية الإصلاح: اصلاح النفس أولا ثم الأسرة والأهل ثم المحيط فالمجتمع لذلك التحق به نخبة الأمّة وصبابتها

    • زائر 1 | 11:30 م

      عدددل كلامك
      يرزقج روحه في المواتم وفي العزاء
      وهو ظالم زوجته الأولى وأولادها بحجة الشرع حلل ليه أربع
      حافي منتف ماعنده شي اسمه قوامه ماديه
      وياخد ال2موظفه عشان تصرف على العايله الثانيه
      ظلاااام

    • زائر 2 زائر 1 | 12:35 ص

      السلام عليك يا أبا عبدالله

      وكذلك زينب عليها السلام مثال للشرف و العفة إنها ليست مأساة بل القدوة و الحشمة من يبكي ع جبل الصبر القائد الفولاذي إبنة علي عليه أن يقتدي بها أين نساءنا من زينب و فاطمة عليهما السلام

    • زائر 11 زائر 2 | 3:58 ص

      زينب وفاطمة ع
      ما سوو فيهم ارجالهم اللي تسوونه فهمتوون
      طبعا مو الكل والواحد ما يعمم
      بس صدقت يا كاتب
      يرزون روحهم في الحسينيات والعزيات وهم اولادهم ظالمينهم
      عبالكم ماشين على نهج الحسين
      ماشين بالحجي لكن الفعل مافي

    • زائر 4 زائر 1 | 1:42 ص

      كلام سليم ..طرح موفق ..مئه بالمئه . . وين رايح يافلان ؟ زيارة الحسين ..من وين راجع ؟ من عند الرضا . . وهو اكبر ظالم ..ظالم زوجته وأولاده ..ويستخدم اقذر الألفاظ.. ويمد إيده على هالفقيره ..وياخذ فلوسها ..والتلفون ماينزل من على أذونه ..الإمام برئ منكم ومن امثالكم يالمنافقين.. بس ما أعمم

اقرأ ايضاً