العدد 5166 - الجمعة 28 أكتوبر 2016م الموافق 27 محرم 1438هـ

فصائل سورية مقاتلة تبدأ هجوماً واسعاً لفك الحصار عن شرق حلب

مقاتلون من «جيش الفتح» يعتلون ظهر إحدى الشاحنات في حلب-AFp
مقاتلون من «جيش الفتح» يعتلون ظهر إحدى الشاحنات في حلب-AFp

بدأت فصائل معارضة أمس الجمعة (28 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) هجوماً واسعاً ضد قوات النظام، في محاولة لفك الحصار عن الأحياء الشرقية، وتمكنت بعد معارك عنيفة من السيطرة على إجزاء كبيرة من حي يقع جنوب غرب المدينة.

وبعد إعلان الجيش الروسي أمس طلبه من الرئيس فلاديمير بوتين السماح باستئناف الضربات الجوية على شرق حلب، سارع الأخير إلى الرد سلباً معتبراً أن ذلك «غير مناسب».

ومهدت الفصائل لهجومها البري على أطراف الاحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام، بإطلاق مئات القذائف الصاروخية، حسبما اعلن المرصد السوري لحقوق لإنسان، ما تسبب «بمقتل 15 مدنياً على الأقل بينهم طفلان وإصابة أكثر من مئة آخرين بجروح».

وقال القائد الميداني والمتحدث العسكري باسم «حركة احرار الشام»، أبويوسف المهاجر لوكالة «فرانس برس» صباح أمس: «تعلن كل فصائل جيش الفتح وغرفة عمليات فتح حلب بدء معركة فك الحصار عن حلب، التي ستنهي احتلال النظام للأحياء الغربية، وتفك الحصار عن أهلنا المحاصرين» في الأحياء الشرقية.

ويضم «جيش الفتح»، «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) وحركة «احرار الشام»، فيما تنضوي فصائل معارضة وأخرى إسلامية في غرفة عمليات فتح حلب، بينها حركة «نورالدين زنكي» و»جيش الإسلام» و»جيش المجاهدين».

وبحسب المرصد، يشارك نحو 1500 مقاتل قدموا من محافظة إدلب المجاورة ومن ريف حلب في المعارك التي تدور منذ ساعات على مسافة تمتد نحو 15 كيلومتراً من حي جمعية الزهراء في أطراف حلب الغربية، مروراً بضاحية الأسد والبحوث العلمية وصولاً إلى أطراف حلب الجنوبية.

وتحاصر قوات النظام منذ نحو 3 أشهر أحياء حلب الشرقية، حيث يقيم أكثر من 250 ألف شخص في ظل ظروف انسانية صعبة. ولم تتمكن المنظمات الدولية من ادخال اي مساعدات اغاثية أو غذائية إلى القسم الشرقي منذ شهر يوليو/ تموز الماضي.

على الصعيد الدبلوماسي، تتوجه وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني اليوم (السبت) إلى طهران والاثنين إلى الرياض، في إطار الالتزام الأوروبي بالبحث مع الجهات الإقليمية عن حل للازمة السورية.

وخلال جولتها ستجري موغيريني «مباحثات على مستوى رفيع»، في إطار جهودها لإطلاق حوار مع القوى الاقليمية بشأن الأزمة السورية.

«كسر الحصار آت»

وشدد عضو المكتب السياسي في حركة «نور الدين زنكي» ياسر اليوسف في تصريح لوكالة «فرانس برس» عبر الهاتف على أن «كسر الحصار آت ومحقق لا محالة»، مضيفا «سنحمي المدنيين والمدارس والمشافي من اعتداءات الروس، وسنوصل الغذاء والدواء إلى اهلنا» في شرق حلب.

وبدأت قوات النظام في 22 ايلول/ سبتمبر هجوما للسيطرة على الاحياء الشرقية، بدعم من غارات روسية كثيفة واخرى سورية، ما تسبب بمقتل مئات المدنيين وأحدث دمارا كبيرا لم تسلم منه المرافق الطبية.

وبعد ساعات على بدء هجومها، تمكنت الفصائل من التقدم على حساب قوات النظام في ضاحية الاسد.

وقال المرصد إن الفصائل: «تمكنت من السيطرة على معظم منطقة ضاحية الاسد باستثناء بعض الابنية المحيطة بمبنى الاكاديمية العسكرية وكتل ابنية اخرى على تخومها الشرقية والجنوبية».

الا ان الفصائل المشاركة في الهجوم اعلنت سيطرتها بالكامل على ضاحية الاسد.

وكان التلفزيون السوري الرسمي افاد صباح أمس أن «المجموعات الإرهابية لم تسجل أي تقدم على أي محور». وأورد ان «الجيش يتصدى لمحاولة الإرهابيين الهجوم من محاور عدة على مدينة حلب عبر المفخخات ويكبدهم خسائر كبيرة».

رفض استئناف الغارات

وفي ضوء التصعيد العسكري الميداني في حلب، أعلن الجيش الروسي تقدمه بطلب إلى الرئيس فلاديمير بوتين لاستئناف الغارات على شرق حلب. وقال الجنرال في هيئة الأركان الروسية سيرغي رودسكوي في مؤتمر صحافي: «في حين يستمر قتل المدنيين ويشن المسلحون معارك ضد القوات الحكومية، طلبنا من القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية استئناف الضربات الجوية في... حلب الشرقية». وسارع بوتين إلى رفض طلب الجيش. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: ان «الرئيس الروسي لا يرى من المناسب حالياً استئناف الضربات الجوية في حلب»، مضيفاً مع ذلك أنه «في حال دعت الحاجة فإن روسيا تحتفظ بحقها في استخدام كل الوسائل المتاحة لها» لدعم قوات النظام السوري.

واعتبر أنه من «الضروري تمديد الهدنة الانسانية» في حلب. وكانت روسيا أوقفت منذ 10 ايام شن غارات على شرق حلب، تمهيداً لهدنة أعلنتها من جانب واحد بدأ تطبيقها في 20 سبتمبر/ أيلول لثلاثة أيام، وانتهت من دون أن تحقق هدفها بإجلاء المدنيين والمقاتلين الراغبين بذلك.

العدد 5166 - الجمعة 28 أكتوبر 2016م الموافق 27 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً