العدد 20 - الأربعاء 25 سبتمبر 2002م الموافق 18 رجب 1423هـ

العلماء يعترضون على مزاعم بوش ضد العراق

اعترض عدد من العلماء الأميركيين البارزين على ما قدمه بوش من «بينة» يسعى من ورائها إلى العمل العسكري ضد صدام حسين.

كما تسترت الإدارة على المعارضة بين محلليها الخاصين الذين كانت لهم اعتراضات.

فقد أعلنت الإدارة الأميركية قبل أسبوعين اكتشاف شحنات آلاف من أنابيب الألمنيوم عالية الجودة إلى العراق واعتبرتها دليلا على ان صدام يحاول سرا تطوير برنامج لإنتاج الأسلحة النووية، ومثل تلك الأنابيب تستخدم في إنتاج اليورانيوم المخصب المهم في مثل هذا البرنامج.

خبر اكتشاف الأنابيب - والتي اعتُرض طريقها إلى العراق - تسرّب إلى صحيفة أميركية. فقد ظهر نائب الرئيس ديك شيني في مقابلة تلفزيونية قائلا ان الأنابيب تعتبر دليلا على ان صدام يحاول تطوير برنامج نووي.

ولكن يشير تقرير من معهد العلوم والأمن الدولي إلى ان هذه الادعاءات ليس لها أساس من الصحة. وخلص التقرير - الذي حصلت صحيفة «الاندبندنت» على نسخة منه هذا الأسبوع إلى انه «اعتمادا على المعلومات نفسها فإن هذه الأسباب المزعومة لا تعتبر دليلا على ان العراق امتلك، أو على وشك امتلاك أسلحة نووية».

وتقول واشنطن انها احتجزت في الشهور الأربعة عشرة الماضية شحنتين منفصلتين من الأنابيب إلى العراق، بينما ترفض تحديد أين تم ذلك، ولكن يذكر ان إحدى تلك الشحنات على الأقل كان منشؤها الصين واعترضت في الأردن.

ولم يوجد دليل على وصول أي من تلك الأنابيب إلى العراق فعلا.

وأثارت تلك الشحنات اهتمام الاستخبارات الأميركية لأن استخدام مثل هذه الأنابيب يمكن ان ينتج يورانيوم مخصبا للقذائف النووية.

ولكن اعترض التقرير الصادر عن معهد العلوم والأمن الدولي، وهو هيئة مستقلة تدرس المسائل النووية والأمنية الأخرى، هذا الاستنتاج وذلك لعدة أسباب فنية، مقترحا انه اعتمادا على المعلومات المنشورة، فإن الأنابيب سميكة تجعل من الصعوبة بمكان لحامها. وأشار أيضا إلى انه عندما دُمر برنامج العراق النووي بواسطة قوات التحالف أثناء حرب الخليج، فقد تم الاستغناء عن الألمنيوم لأجل الحديد المتخصص والألياف الكربونية.

يقول مدير المعهد والعالم ذو الخبرة من الدرجة الأولى في برنامج أسلحة العراق النووية بصفته عضوا في فريق تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ديفيد ألبرايت، هناك نقاش بين العلماء في الولايات المتحدة عن ادعاءات الحكومة، ولكن إدارة بوش تسترت على تلك المناقشات، وأضاف «لا أعلم لماذا لا يوجد نقاش أكثر. لقد سمعت ان كثيرا من الناس يتوقع ان يظلوا صامتين. لقد روّعت إدارة بوش الناس بالتأكيد».

واستطرد ألبرايت قائلا: «قابلت أحد علماء الحكومة وذكر لي ان هاتفه تحت المراقبة». وعلى رغم التكتيكات المزعومة، هناك دلائل على وجود معارضة بين العلماء. واعترض أيضا تقرير في الطبعة الحديثة لمجلة العلماء الذريين نشرته المؤسسة التعليمية للبحوث النووية، على «دليل» الأنابيب. وأشار التقرير إلى انه «ربما اتُخذت حكاية أنابيب الألمنيوم - وحكايات أخرى في الطريق - بالأمور الظاهرية من جانب إعلام مشبوه وغير كفء، ولكن القرار بالدخول في حرب ببساطة مهم جدا يجعل الإدارة «تدرسه» في عرضها للأسباب

العدد 20 - الأربعاء 25 سبتمبر 2002م الموافق 18 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً