العدد 5181 - السبت 12 نوفمبر 2016م الموافق 12 صفر 1438هـ

حظوظ الكويتية في أمة 2016 (2 - 2)

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

سيلقى فشل هيلاري كلينتون على اعتلاء سدة الرئاسة الأميركية بظله الثقيل على انتخاب المرأة الكويتية لمجلس الأمة 2016، والذي بقي من 2013 بدون امرأة بعد استقالة صفاء الهاشم، والآن تلوح الفرصة في الكويت لتمثيل النساء عبر انتخابات جديدة تجري يوم 26 المقبل، 15 امرأة في 5 دوائر انتخابية تدخل المعترك الانتخابي، المرأة الكويتية ومنذ حصولها على الحق السياسي في العام 2005 شاركت في 6 انتخابات برلمانية، وأغلب مشاركاتها في الترشح تكون ضئيلة، ويرجع عزوفها إلى الثقافة المجتمعية السائدة في المجتمع الكويتي والتي ترى أن العمل البرلماني ذكوري لا تستطيع المرأة مجاراته، كما أنه يقلل من دور المرأة في المشاركة في الحياة السياسية، إضافة إلى أن بعض الدوائر يغلب عليها سمة القبلية والمجتمع المحافظ، كما هو الحال في الدائرة الرابعة والخامسة والتي من الصعب على المرأة اختراقها، ناهيك عن وجود بعض القوانين الانتخابية المعيقة للمرأة وخاصة بعد إقرار الصوت الواحد الذي غالبا ما يذهب ليعزز الجانب الطائفي أو القبلي لدى الناخب، فلو كان 4 اصوات ربما يكون أحدهم نصيب المرأة، إضافة إلى تقاعس منظمات المجتمع المدني في دعم المرأة بصورة جدية، ويبقى خيار اختيار المرأة بعيدا عن عيون الطائفية والقبلية والتجار، إلا إذا أرادت الحكومة وهذا إلا ما ندر.

في أول يوم لتقديم أوراق الترشح رسميا إلى إدارة الانتخابات تقدم 71 مرشحا، ليس من بينهم امرأة، وبددت هذه الضبابية في اليوم الثاني النائب السابق صفاء الهاشم لتكون أول وجه نسائي يخوض المعترك الانتخابي، تلتها المرشحة عن الدائرة الثانية، عبير عبدالمحسن مكي جمعة، بعدها أصبحت غدير أسيري الوجه النسائي الثالث عن الدائرة الثانية. حتى استكملت القائمة بـ 15 وجها نسائيا في 5 دوائر. ففي الدائرة الأولى التي تقع أغلب مناطقها في العاصمة، يغلب عليها الطرح الطائفي، بلغ عدد المترشحين 72 مرشحا منهم 67 من الذكور وخمس سيدات وهن: فرح عبد الحميد صادق، وحيدة علي حيدر، هدى سعيد العوضي، ايمان علي حيات، وغدير محمد أسيري، في حين بلغ العدد في الدائرة الثانية والتي تسمى بدائرة الرؤساء التي غالباً ما يكون رئيس مجلس الأمة منها، 61 مرشحا منهم 58 من الذكور و3 سيدات. وهم: علياء مهدي مقدس، عالية فيصل الخالد، عبير عبدالمحسن مكي جمعة. أما الدائرة الثالثة فقد بلغ عدد المتقدمين للترشح 65 مرشحا منهم 62 من الذكور و3 سيدات، وهن: اماني خليل الصالح، سناء علي العصفور، صفاء عبد الرحمن الهاشم. أما الدائرة الرابعة والخامسة والتي يغلب على مرشحيها الطرح القبلي ومهاجمة الحكومة، فقد بلغ العدد في الدائرة الرابعة 116 شخصا منهم 115 من الذكور وسيدة واحدة وهي ريم غافل القناعي. والدائرة الخامسة 140 مرشحا منهم 137 من الذكور و3 سيدات، وهن: وداد بدر القناعي، أنوار كامل القحطاني، وهديل جاسم المحمد. المتتبع لبرنامج المرشحات وتصريحاتهن في وسائل الاعلام المختلفة يرى غالبيتها متخندقة في قضايا المرأة من باب «خير من تمثل المرأة هي المرأة نفسها، فهي بحاجة لمن يطالب بحقوقها» على حد تعبير ريم العدواني مرشحة الدائرة الرابعة.

لذا جاءت نداءات المرشحات لاستعطاف الناخب المرأة وليس الرجل، وهي تعزز بذلك عدم قدرتها على جذب الرجال، فلجأت إلى بني جنسها من خلال حقوق المرأة مثل: مكتسبات للمطلقات والأرامل، والمساواة في القانون بين المرأة والرجل خاصة في قضية إعطاء الجنسية لأبناء الكويتية المتزوجة من أجنبي، وحق توريث أبنائها عقاراتها كما هو الحال بالكويتي المتزوج من أجنبية، كذلك قضية التعليم والإسكان، وارتفاع المعيشة والتي يهتم بها قطاع نسائي كبير؛ كونها من المشاكل التي تعاني منها المرأة الكويتية في حياتها اليومية. أما عداها من القضايا فلم تأخذ حيزا كبيرا لدى غالبيتهن، ويظل خطابهن خطابا استعطافيا مشوبا بالحذر من الحكومة والمجتمع معا، في المقابل تبقى صفاء الهاشم الرقم النسائي الصعب التي تشير كثير من الاستطلاعات الرأي المحلية بإمكانية وصولها وفي مراكز متقدمة، وخاصة بعد شطبها من سجل المرشحين، وعودتها مرة أخرى بعد إلغاء المحكمة المستعجلة قرار الشطب، وتبقى حظوظ الأخريات رهن ازدياد حمى الانتخابات في الأيام الأخيرة، فهل ترتفع أصواتهن أو تدخل ضمن تحالفات ضاغطة، هو الميدان الكويتي، فهل تنجح؟ أم ننتظر على سياق المثل الشعبي اللي في القدر يطلعه الملاس!

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 5181 - السبت 12 نوفمبر 2016م الموافق 12 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً