العدد 5184 - الثلثاء 15 نوفمبر 2016م الموافق 15 صفر 1438هـ

ابدأ بنفسك

قاسم حداد
قاسم حداد

دعْ لأعدائك وقتاً/ يستعيدون به أحلامَهم/ ويغنُّون جراحَ الروح/ في أشلائهم

ويموتون قليلاً/ دعْ لهم باب الندم/ وابدأ بنفسك

دعْ لهم حرية القاموس/ يبتكرون ما يمحو ضغائنهم

ويوقظهم قُبيل الليل/ واكتبْ ما ترى

وابدأ بنفسك/ جرّد الماضي من الأسماء

قلْ للماء/ أنْ يهذي على مصراعه

أطلقْ لهم أسطورة الأخطاء/ واتركْ للدلالة شهوة المعنى

وبدّدْ خوفها/ وابدأ بنفسك

مَنْ سِواكَ سيقتدي بالشمس/ يعطي حصة للضائعين

ويفتدي تهويدة الأطفال

مَنْ يأتي لنزهتهم سواك/ مَنْ يسبق الشكوى سواك

ومَنْ سواك سيحتفي بالجرح/ ينزفُ/ أنت تعرفُ،

كنْ لهم/ وابدأ بنفسك/ كلما تعبتْ بنفسجةٌ على روحٍ شريدٍ

أيقظتْ عيناكَ باباً للحيارى/ فانتخبْ ماءً يردُّ ضياعهم

وامنحْ لنفسك/ ما يطمئنها بأن الشكَّ أقوى

من دم الشهداء/ حيث الباب ليس موارباً

وارأفْ بنفسك/ واجترحْ واغضبْ/ وقلْ للضالعين طريقةً أخرى

لتهديهم لنا/ فإذا غزاكَ الشكُّ/ هيِّئْ للخصوم ذريعة الذكرى

ودعْ قلق الضمير ينالهم/ وابدأ بنفسك/ قُدْ لوحدك كوكبَ النسيان

كنْ مستقبلاً/ وافتحْ غيوم البيت للأسلاف

يعتذرون عن أخطائهم/ وابدأ بنفسك/ لا تقايضهم دَمَاً بالدمّ،

قتلاهُمْ/ وثاراتُ الهزائمِ/ والضغائنُ/ واحتقاناتُ القرونِ/ ذخيرةٌ لإعادة الأسرى.

ينام الطين في أحداقهم كالشمس/ والباقي لهم/ تسعون اسماً/ وانتقامات هنالك،

فانْهَر المعنى لكي يتريَّثوا/ وابدأ بنفسك/ كل قافلةٍ تؤجِّل موتها/ مثل انتحار الخيل

كل قبيلةٍ تترى/ فكنْ أدرى بخصمك/ وهو يستعصي/ كنارٍ تأكل الأخرى،

تأملْ ساعةً قبل انتصاف الويل/ خُذْ تعويذةً/ وابدأ بنفسك/ طُفْ بنا حول الضحايا

تسعَ مراتٍ/ قُبَيلَ السعي نحو الحرب/ كي نتعبْ،

ونُهدي للعدّو سلاحنا/ واكتبْ لنا/ فَقْدَ الثواكل/ كي نكفَّ عن الغياب،

وضعْ بنفسك وردةً في الجرح/ وانهضْ بالبقايا/ كنْ هدايانا إلى القتلى

وضَعْنا في الكتابة/ ربما نندم معاً/ فابدأ بنفسك.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً