يقوم فندق «السان جورج» العريق في المنطقة التي تُعرف اليوم باسم «منطقة الفنادق» غير بعيد عن وسط مدينة بيروت التجاري. والفندق يطلّ على البحر تماما. ولئن كان «السان جورج» هادئا اليوم ساكنا لايزال في انتظار إنجاز إعادة ترميمه حتى يستعيد رونقه القديم، فإن الذين عاشوا في بيروت حتى نهاية السبعينات يحتفظون من تاريخ هذا الفندق بألف حكاية وحكاية. فهو كان ملتقى النخبة والأجانب، ومحطة الصحافيين والمراسلين ووكر التجسس في بيروت الستينات في الوقت نفسه. وإذا كانت هناك حكايات كثيرة يمكن ربطها بـ «السان جورج» فإن حكاية هرب كيم فيلبي، من بيروت إلى موسكو في أول العام 1963، تبقى واحدة من أكثر تلك الحكايات إثارة، حتى وإن كانت لا ترتبط بالفندق كثيرا. كل ما في الأمر أن الذين كانوا يحتسون الأقداح في ذلك اليوم في «السان جورج» المطل على البحر، شاهدوا مستغربين سفينة حربية أجنبية تقترب من الفندق ثم تقف ليقترب منها زورق صغير ينتقل منه بعض الأشخاص إلى السفينة ثم تبحر تحت جنح الظلام. الذين شاهدوا ما حدث ولم يدركوا لحظتها فحواه، سيذهلهم بعد أيام أن يعرفوا أن السفينة روسية، وان واحدا من الذين انتقلوا من الزورق إليها كان بالتحديد، صديقا لهم انتظروه تلك الليلة ولم يحضر. وكذلك انتظرته زوجته لاحقا في شقتهما ولم يحضر. وحين عرفوا جميعا بالأمر كان الرجل قد أضحى في طريقه إلى موسكو.
فالرجل كان كيم فيلبي نفسه. فيلبي، العميل المزدوج، والذي حين اكتشف مواطنوه الإنجليز خيانته لهم، بالعمل مع المخابرات السوفياتية، استدعوه من دون أن يبلغوه بأن أمره قد كشف، فهرب وقد أنبأه عملاء في لندن بالأمر. ويهرب فيلبي من بيروت، يومها، كان عدد أفراد جماعة «كامبردج» من الشيوعيين الإنجليز الذين التحقوا بالمخابرات الإنجليزية وعملوا - في الحقيقة - مع المخابرات السوفياتية، وانكشف أمرهم، ثلاثة. وبقي يومها اثنان لم ينكشف أمرهما إلا بعد زمن هما كرين كروس والسير انطوني بلنث. أما الثلاثة الذين انكشفوا وكان فيلبي ثالثهم، فهم: بارغن وماكلين، ثم كيم فيلبي طبعا... فيلبي زعيمهم، والأعلى بينهم، وابن المستشرق الحاج عبدالله (جون) فيلبي، الذي طالما عرفته ليالي بيروت، وطالما كتب مؤيدا جمال عبدالناصر ومعارضا الصهيونية، والناس يعتقدون أن ذلك إنما يسير ضمن التقاليد الليبرالية الإنجليزية ومن دون أن يخطر ببالهم أن ذلك العميل الإنجليزي، المتستر في رداء صحافي يعمل مراسلا لصحيفة إنجليزية في الشرق الأوسط، ليس في حقيقته - ومنذ نحو ثلث قرن - سوى يساري وضع طاقاته في خدمة الكي.جي. بي ضاحكا على أبناء جلدته الإنجليز.
طبعا هذا كله صار اليوم معروفا... ومنذ عقد من الزمن لم تعد ثمة أسرار تحيط بحلقة كامبردج. غير أن ثمة خفايا وأبعادا، لاتزال تنكشف عاما بعد عام، بعضها افتراضي، والبعض الآخر استنتاجي، أما البعض الثالث فحقائق يكشفها كتاب المذكرات، والصحافيون الذين يحلو لهم أن يحققوا في بعض الأمور فيطلعون بجديد.
فما هو الجديد الذي يمكن التوقف عنده الآن بالنسبة إلى حال كيم فيلبي التي تعنينا هنا؟
بالتحديد: التفاصيل والخفايا التي رافقت انكشاف أمره. وكيف أنه، وحتى بعدما كشف للمرة الأولى، ظل الإنجليز أكثر من عشر سنوات عاجزين عن إثبات أية تهمة عليه. ومن هنا فإن الفترة التي مرت بين انكشاف أمر زميليه ماكلين وبارغين، وانكشاف أمره، تظل واحدة من حقب العار بالنسبة إلى المخابرات البريطانية. وهنا حكاية تلك الفترة، مع ما سبقها وما تلاها.
هكذا كانت البداية
يبدأ كل شيء، في حكايتنا هذه يوم 5 سبتمبر/ أيلول 1945، حين أنبأ موظف يعمل في سفارة الاتحاد السوفياتي في اوتاوا (كندا) صحيفة «اوتاوا جورنال»، أن لديه أسرارا يفشيها تتعلق بما عرفه خلال عمله مفسرا للشيفرة المتعلقة بالرسائل المرسلة إلى موسكو عن طريق السفارة. وطلب في المقابل أن يمنح حق اللجوء السياسي هو وزوجته لأنه قرر البقاء في الغرب. ولما سأله الصحافي عما يتوخاه من نشر الأسرار في الصحيفة، قال: فقط لفت أنظار الرأي العام حماية لي ولزوجتي. غير أن الصحيفة حسبته كاذبا فلم تقبل عرضه. وحاول الرجل مجددا مع وزير العدل الكندي فلم يجبه هو الآخر.
كان اسم الرجل ايغور غوزنكو، وكان في السادسة والعشرين من عمره. وكان يقيم مع زوجته الحامل في شقة في اوتاوا. وإذا كانت وزارة العدل قد استنكفت عن الإصغاء إليه. فإن أجهزة الشرطة اهتمت، مع هذا، بالأمر وأرسلت إليه ذات يوم شرطيين باللباس العسكري ليحققا معه. وكان ايغور محظوظا حقا، إذ أن الشرطيين وصلا في وقت كان فيه الملحق العسكري المساعد في السفارة السوفياتية وثلاثة من زملائه يحاولون اقتحام شقة غوزنكو عنوة والرجل لا يفتح لهم الباب. وهكذا تم إنقاذه في اللحظات الأخيرة. وحين بدأ يتكلم، شعر صحافيو «اوتاوا جورنال» كما شعر وزير العدل بكم كانوا على خطأ حين رفض تصديقه أول الأمر، ذلك أن غوزنكو، لم يبدُ ثرثارا كثير الكلام فقط، بل مالكا لوثائق دامغة في الوقت نفسه، وثائق أهّله عمله للحصول عليها. وكذلك تبين أنه قبل أن يُعيّن في كندا، خدم طويلا في مركز الاستخبارات السوفياتية في موسكو نفسها. وكل هذا مكّنه من أن يقول للمحققين الكنديين إن ثمة الكثير من عملاء موسكو تمكنوا من التغلغل في صفوف أجهزة كشف التجسس البريطانية.
ولم يكن اسم كيم فيلبي واحدا من الأسماء التي أدلى بها غوزنكو... منذ ذلك الوقت المبكر... ولكن كان ثمة احتمال أن يكون عارفا بأمره. والغريب في الأمر أنه حين وصل ملف التحقيق السري مع غوزنكو إلى القسم التاسع في أجهزة المخابرات البريطانية، تمكن فيلبي من الإطلاع عليه، وكان على هذا أن يجابه أيضا معضلة مشابهة مركزها هذه المرة اسطنبول: فهناك كان ضابط سابق في الاستخبارات السوفياتية يُدعى قسطنطين فولكوف قد أعلم الإنجليز بنيته الهرب إلى الغرب، طالبا منهم أن يساعدوه مقابل تسليمهم أسماء عملاء سوفيات موجودين في انجلترا.فماذا فعل فيلبي إزاء هذا كله؟
بكل بساطة أوصل ملف غوزنكو إلى زميله روجر هوليس، مدير قسم «ف» في جهاز م.إي.5، وتوجه هو إلى تركيا. هناك كان عليه أن يهتم بقضية فولكوف، وقال في نفسه: إذا حدث وانكشف أمري، سوف أهرب بسرعة إلى الاتحاد السوفياتي. غير أن الذي حدث يومها هو أن غوزنكو لم يكشف حين قابله هوليس في اوتاوا سوى اسمين هما: كاثلين ويلشر وهي موظفة كندية رفيعة الرتبة، وآلان نان مي العالم البريطاني المتخصص في القضايا الذرية.
أما فولكوف فإنه اختفى في اسطنبول من دون أن يترك أثرا يدل عليه.
وأمام هذه التطورات، وإذ تبين لفيلبي من مصادر سرية كان يتعامل معها أن حقيقته لم تنكشف، جازف بالعودة إلى لندن وكأن شيئا لم يكن.
ولكن ليس تماما. فالحال أن الطريقة السريعة التي تم بها نقل ملف غوزنكو إلى هوليس قبل أن يتوجه إلى اسطنبول، أثارت بعض الشكوك. وهكذا كُلف بعض مرؤوسي جهاز «إم.إي. 15» بالتحري عن ماضي رئيسهم فيلبي فاكتشف هؤلاء وجود ملف له، إذ أن عميلة سابقة تدعى ميليسانت باغو كانت قد عبّرت عن بعض الشكوك والتحفظات في شأنه، من دون أن تتمكن من تقديم أي دليل ضده... وقالت ميليسانت في تقريرها: «إن كيم فيلبي يمكن أن يكون في الماضي عضوا في فرع الحزب الشيوعي البريطاني في كامبردج، وان بعض المواصفات التي زوّد هارب سوفياتي يدعى والثر كريفسكي، الإنجليز بها في العام 1940 عن تجنيد السوفيات لعملاء لهم في كامبردج يمكن أن تنطبق على فيلبي. ولكن بما أن العقلية الإنجليزية لا تتهم من دون براهين واعترافات. كانت النتيجة أن استدعي كيم فيلبي، يومها، من قبل جيمس ايستون، أحد كبار رجال المخابرات البريطانية ليطرح عليه أسئلته. وكان من الطبيعي لفيلبي أن ينكر كل شيء. بل أنكر معرفته بماكلين، الذي كان مشبوها فقط، وأكد في المقابل ارتباطه بصداقة عميقة مع بارغس، المشبوه الآخر. وكان هذا الأمر معروفا للجميع على أية حال. المهم في الأمر أن استنتاجات المخابرات البريطانية أفضت إلى أن فيلبي يمكن أن يكون موضع شبهة. وأُعلم الأميركيون بالأمر، خصوصا وأن فضيحة هرب ماكلين وبارغس كانت قد اندلعت ولم يعد ثمة مجال للتراخي. وهكذا مُنع فيلبي من العودة إلى واشنطن التي كان يزورها كثيرا. ثم تلا ذلك، ومن دون توجيه أي اتهام رسمي إلى فيلبي، أن طلب منه الاستقالة، فوقّع استقالته بالفعل يوم 19 سبتمبر/ايلول 1952. وكان ذلك بعد عام كامل من هرب بارغس وماكلين إلى موسكو، وبعد سبع سنوات من كشف غوزنكو لما يعرف أمام الاستخبارات الكندية.
وهكذا يكون فيلبي، في مرحلة أولى، قد خدع المخابرات البريطانية سنوات طويلة، وظل يعمل في إطارها من دون أن يزعجه أحد. ثم، حين استقال، ظل سنوات طويلة أخرى يخادع من دون أن يتمكن أحد من إثبات أية تهمة عليه. ولكن طوال تلك السنوات الأخرى لم يهدأ بال المخابرات البريطانية... إذ ظل موضع شبهة، وكان من علامات ذلك أن تم تعويضه (40 ألف جنيه) لم تدفع له دفعة واحدة، بل على أقساط، حتى لا يتمكن من أخذ المال والهرب إن كان مذنبا بالفعل... وربما أيضا على أمل «استعادته»، إذ يوازن بين تعامل موسكو معه (إن كان عميلا لها بالفعل) وبين ما يمكن للندن تقديمه له.
تفاصيل الماضي
وفي الوقت نفسه راح المحققون الإنجليز يجهدون لتتبع مساره الماضي في أدق تفاصيله. ذلك أنه إذا كان بالفعل عميلا للسوفيات، يكون من الضروري معرفة متى بدأت خيانته الفعلية لبلاده... ولقد دام ذلك التحقيق أكثر من شهر. غير أن ما لم يعرفه أحد يومها هو أن كيم فيلبي كان بالفعل قد حُقّق معه وحوكم من قبل الأجهزة العليا البريطانية منذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 1951، من دون أن يطّلع أحد على فحوى ذلك التحقيق. وكان من حقّق معه، إضافة إلى كبار الأجهزة، المحامي العام هيليوس ميلمو، المستشار لدى البلاط. ولقد تبيّن يومها أيضا أنه لا يمكن أن يكون بريئا، ومع هذا لم يقم أي دليل ضده، وهو نفسه لم يعترف ـ طبعا ـ بشيء، سوى بصداقته مع بارغس. ولاحقا حين أحيل رئيس فيلبي السير ستيوارث منزيس إلى التقاعد وحلّ محله السير جون سنكلير، حقّق هذا الأخير أيضا مع فيلبي، ولكن دائما من دون نتيجة. كان فيلبي يعرف أنه لم يترك أي أثر يدل عليه. وان رؤساءه لن يستطيعوا النيل منه إلا إذا اعثروا على أثر. كان إذا، واثقا من نفسه. وانتهى الأمر، أمام دهائه وحنكته، الى توقف التحقيقات معه... أما المحققون فقد ضربوا كفا بكف واستسلموا في انتظار براهين لاحقة. أمام فيلبي فقد اطمأن من هذه الناحية، وتحوّل إلى صحافي.
وحتى بعد عامين حين اندلعت قضية أخرى. هي التي عرفت باسم قضية الزوجين بتروف، وخيل للإنجليز أن اسم فيلبي سوف يرد من جديد. ولكن هنا أيضا لم يرد اسمه وظل هو منخرطا في عمله الصحافي مطمئنا. بل إن وزير الخارجية البريطانية، هارولد ماكميلان نفسه، حين سئل عن الأمر يوم 25 أكتوبر/ تشرين الأول 1955، قال أمام مجلس العموم: «ليس ثمة أي سبب يدفع إلى الاعتقاد بأن كيم فيلبي قد خان مصالح بلاده في أي لحظة من لحظات حياته». ولاحقا، بعد أن هرب فيلبي إلى موسكو في العام 1963 اعتاد أن يتذكر هذا الأمر ويقهقه كثيرا، ضاحكا على سذاجة أبناء جلدته، معتبرا ذلك اليوم ـ يوم تحدث ماكميلان بشأنه ـ واحدا من أسعد أيام حياته، ذلك أن كلام ماكميلان أوقع شرخا بين السلطات البريطانية و«السي. آي. إي» الأميركية، التي كانت، على يقين منذ البداية أن فيلبي عميل سوفياتي. ولم يكن من شأن موسكو إلا أن تُسرّ بسبب ذلك الشرخ بين لندن وواشنطن طبعا.
النهاية... ولكن!
فإذا كانت الأمور على هذا النحو، كيف انكشف أمر فيلبي أخيرا؟
لقد أمضى الرجل عشر سنوات وأكثر مطمئن البال، بين الفترة التي ثارت فيها الشكوك من حوله للمرة الأولى، والوقت الذي قدر فيه لأمره أن ينكشف. فكيف انكشف الأمر؟
انكشف يوم اندلعت قضية «اناتولي غولتسين» في شهر مارس/ آذار 1960. وغولتسين عميل سوفياتي كان قد أمضى ست سنوات يعمل في القيادة العامة للكي.جي. بي. في موسكو. وذات يوم، من دون سابق إنذار، دق غولتسين على باب أحد مسئولي الاستخبارات المركزية الأميركية في هلسنكي (فنلندا) ليعلمه أنه راغب في الحصول على حق اللجوء السياسي إلى الولايات المتحدة، له ولزوجته ولابنته، مضيفا أنه أمضى شهورا عدة وهو يجمع المعلومات المتعلقة بنشاطات الكي.جي. بي في الغرب، وانه مستعد لتسليم ملف كامل عن معلوماته. وكانت الفضيحة كبيرة، ذلك أن غولتسين حمل معه الدليل القاطع - بين أمور أخرى - على أن الصحافي الهادئ ذا الميول الناصرية والمعادي للصهيونية كيم فيلبي كان ومنذ زمن طويل جدا عميلا لموسكو: «كان يعمل تحت إدارة يوري مودين، المسئول الاستخباراتي السوفياتي الكبير الذي اعتاد أن يجند العملاء في صفوف الشاذين جنسيا».
وفي الوقت الذي كان فيه غولتسين يؤكد الاتهامات، بالدليل القاطع، ضد فيلبي كان هذا قد بدأ عمله مراسلا لإحدى الصحف البريطانية في بيروت. وكان مسئول مكتب المخابرات البريطانية في العاصمة البريطانية. في ذلك الحين، يدعى اليوت. ويومها كُلّف هذا بأن يتصل بفيلبي ويعرض عليه الحصانة التامة مقابل تعاونه. وقبل فيلبي العرض.
والحقيقة أن ما كشفه غولتسين أتى في وقت كانت فيه المخابرات البريطانية قد باتت على يقين من ضلوع فيلبي، بعد شهادات كثيرة ضده، منها شهادة بائعة ملابس كانت تعرف زوجته الثانية ايلين، وقالت إن هذه طالما حدثتها بعد طلاقهما عن عمل فيلبي لحساب المخابرات السوفياتية ولكن... قبل الحرب.
إزاء هذا كله، صارت المسألة مسألة حث فيلبي على العودة من بيروت إلى لندن، وإلا فالحصول منه على اعترافات كاملة. وهذا ما «تحقق» يوم عيد الميلاد في العام 1962: تمكن اليوت من دفع فيلبي إلى الاعتراف، مقابل الحصول على الحصانة. بل وطلب فيلبي من اليوت أن يبلغ الأمر إلى زوجته الثالثة اليانور، وهي أميركية، لكي تكون على بيّنة من أمرها. على الفور توجه اليوت إلى السفارة البريطانية في بيروت لكي يبرقا - مظفرا- بما جدّ معه، ثم عاد إلى شقة فيلبي ليجده ثملا تماما. وبعد ذلك التقاه مرة ثالثة من أجل تدبير طريقة سفر إلى لندن.
ولكن يوم 23 يناير/ كانون الثاني 1963 اختفى فيلبي من بيروت تماما.
عند العشية كانت السفينة السوفياتية نقلته من المياه الإقليمية اللبنانية. وصار في مأمن. ولسوف يعرف لاحقا أنه قبل زيارة اليوت له في شقته للمرة الأولى كان يوري مودين نفسه قد زاره ورتب معه نقله إلى موسكو.
وهكذا خدع فيلبي الإنجليز للمرة الأخيرة... بل استخدم رَجلَهم في بيروت اليوت لكي يتخلص من زوجته الأخيرة اليانور التي كانت في ذلك الحين تشكل عبئا عليه.
وتعرف طبعا بقية الحكاية: حياته في موسكو، وسكره كل ليلة وغرامياته، ثم موته كبطل من أبطال الاتحاد السوفياتي، ملعونا من الإنجليز أبد الآبدين
العدد 29 - الجمعة 04 أكتوبر 2002م الموافق 27 رجب 1423هـ