العدد 5233 - الثلثاء 03 يناير 2017م الموافق 05 ربيع الثاني 1438هـ

المناصب... «تكليف» لا «تشريف»

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

ما رأيته من تزايد الحرص على تقلد المناصب الرياضية أو التمسك والتشبث بها، جعلني أعيد نشر جزءٍ من مقال سابق لي يحمل فكرة موضوعي هذا، والعلم والذكرى ينشران بقدر الحاجة إليهما، فالحاجة ماسة بل ماسة جداً للتذكير بخطورة تقلد المناصب، وخطورة ما يترتب عليها إذا حصل تفريط في مسئولياتها.

فبعدما انتهت غالبية انتخابات الاتحادات الوطنية في المملكة، وحدثت فيها المنافسة للحصول على ثقة الجمعيات العمومية، وفوز الأكثرية من رؤساء الاتحادات بالتزكية قبل أسابيع أو أيام من الدخول في العملية الانتخابية التي كانوا يجدون من خلالها التزكية قبل دخول الاجتماع، أمسى من الضروري أن تقف الاتحادات جميعها الآن لتعلن خططها المستقبلية، والطرق التي ستطبقها في سبيل تحقيق هذه الخطط.

وبغض النظر عمن تمكن من الدخول في عضوية أي اتحاد وحصوله على ثقة الجمعية العمومية، فإننا نتمنى من هذه العناصر العمل الجدي في سبيل تحقيق الإنجازات أو استمرارها والعودة إلى مصافها من دون النظر إلى المقعد الذي حصل عليه تشريفاً فقط وإنما هو تكليف أيضاً من الأندية والجمعية العمومية التي أعطته أصواتها كونه الرجل المناسب بحسب وجهة نظرها كي يعمل في مصلحة اللعبة لا في مصلحة مصالحه الشخصية أو مصالح النادي الذي ينتمي إليه، فهو الآن بمثابة العضو المستقل عن ناديه في هذا الاتحاد، والمهم أن يعطي من جهده الكثير مادام وضع نفسه في واجهة الاتحاد وسعى إلى الحصول على ثقة كل الأندية من أجل كسب أصواتها.

نعرف الكثير من الأعضاء والرؤساء الذين فازوا سابقاً بأصوات الناخبين، وهم لم يستحقوا ذلك التكليف، بل أمسوا عالة على عمل الاتحاد، لأنهم سعوا من خلال ترشحهم للظفر بمصالحهم الشخصية ومصالح أنديتهم، ولنا في ذلك الكثير من النماذج، فهي بعد شهور من فوزها اتضح زيف ترشحها وسط الأخطاء والمشاكل التي كان يقع الاتحاد فيها، أو القرارات التي كان يتحكم من خلالها بعمل الاتحاد من دون موافقة أو مشورة الجمعيات.

ليعلم كل الفائزين بأن فوزهم وكسبهم لأصوات الجمعية العمومية بمثابة تكليف للنهوض بعمل الاتحاد، وليس تشريفاً أو وجاهة لذلك المقعد الذي ربما كان يستحقه من هو أفضل من الفائز.

إن في هذه المناصب وأمثالها مسئولية عظيمة لا تخفى على الصغير والكبير، فالمسئولية عظيمة ويترتب على هذه الوظائف حمل ثقيل يوجب على من يقدم عليها، أو يقبل التعيين فيها أن ينظر لنفسه ومسئوليته ويتذكر سؤال الله تعالى له، وما يترتب على تفريطه في مسئوليته في العاجل والآجل.

وسط ذلك فإن دخول العناصر الجديدة في كل الاتحادات إلى جانب العناصر القديمة يتوقع له أن يكون ذا فائدة على العمل الخاص بالاتحادات ومسابقاتها، وبتقديم المقترحات الجديدة التي تعمل على تطوير الاتحادات وانتشالها من حال الضياع والتشتت التي كانت عليها سابقاً، من دون نسيان الاستفادة من الاتحادات السابقة في معرفة الصعوبات والحواجز التي وقفت أمامها في طريق تنفيذ المخططات، أو على الأقل المحافظة على النسق نفسه من العمل في حال كان الاتحاد يمضي بثبات في طريق الانتصارات والإنجازات.

تمنياتنا للاتحاد البحريني لكرة اليد بالنجاح والتوفيق لعمل ما فيه صالح كرة اليد وتحقيق الأهداف المرجوة لمواصلة التألق والوصول للعالمية.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 5233 - الثلثاء 03 يناير 2017م الموافق 05 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 1:01 ص

      هناك اتحادات قايمة على التعيين المباشر و مطلوب تركيز الضوء عليها خلال هذه الأيام

    • زائر 3 | 11:59 م

      لا بل في البحرين المناصب غنيمة، هذا واقع الحال لا تكليف ولا تشريف بل هو غنيمة لذلك تقارير الفساد تتفاقم وارقامها في علوّ دائم ولا يوجد مسؤول واحد اوقف في قفص الاتهام.
      أليس هذا واقع البلد؟

    • زائر 1 | 11:19 م

      كلام إنشائي

اقرأ ايضاً