العدد 5243 - الجمعة 13 يناير 2017م الموافق 15 ربيع الثاني 1438هـ

هل ستنهي هوليوود يوماً حبَّها للأسلحة النارية؟

«الآنسة سلوان» ومناهضة الترخيص المُطلق لها...

ملصق الفيلم
ملصق الفيلم

عنوان هذه المراجعة مُستمدٌّ من تقرير كتبه زان بروكس في صحيفة «الغارديان» يوم الخميس (5 يناير/كانون الثاني 2017)، تناول فيه جوانب من فيلم «الآنسة سلوان»، في معالجته لمناهضة الترخيص للأسلحة النارية في الولايات المتحدة الأميركية، الذي بات حقاً مُثبَّتاً في الدستور، في الوقت الذي يعالج فيه كواليس التأثير الذي يمارسه حزب أو شخص، والمطالبة بأن تكون المناصب مُتداولة، حين يتعلق الأمر بالشأن السياسي للبلاد.

يمكن الرجوع إلى الاحصاءات التي حضر فيها السلاح الناري من خلال الأفلام التي قدّمتها هوليوود، فقط للعام 2016؛ إذ وصلت إلى 440 فيلماً، ومن بين ذلك الرقم، هنالك 366 فيلماً لم تخلُ مشاهدها من تنوع في استخدام الأشخاص للأسلحة النارية، بين رجال ونساء. لكن يظل فيلم «الآنسة سلوان»، من بين الأفلام التي يمكن الوقوف على القيمة التي يريد إيصالها إلى المشاهد، وهي مناهضته الواضحة لحمل السلاح أو الترخيص له إلا في حدود صارمة. لم يحتوِ الفيلم نفسه حتى على مشهد واحد لإطلاق النار، وهنالك رؤى تذهب في اتجاه أن الفيلم لن يستطيع إحداث أي تغيير يطمح إلى تحقيقه، من خلال مناهضته للوضع القائم، بوضع حدّ للتساهل في ترخيص السلاح، أو على الأقل إعادة النظر في قانون حيازته؛ باعتباره حقاً للمواطنين بحسب الدستور الأميركي، وعلينا أن نعرف أن هذا الأمر أو الممارسة أو سمّه الحق بات متجذّراً في الثقافة، في مقابل مجموعات الضغط التي تدفع بقوة في طريق حق المواطنين في امتلاك السلاح وعدم تقييده، وتبرز هنا الرابطة الوطنية للأسلحة (NRA) والتي يمكن القول، إنها حققت نجاحاً في الحيلولة دون تقييد الاتجار في الأسلحة.

الأميركيون يتذكّرون وحتى وقت قريب الحوادث التي أدت إلى قتل تجاوز الشوارع إلى الجامعات والمدارس، ناهيك عن الإحصاءات السنوية للذين يسقطون نتيجة استخدام تلك الأسلحة؛ إذ تشير إلى نحو 10 آلاف قتيل سنوياً.

تظل هوليوود واحدة من الجهات التي يمكنها أن توجّه الرأي العام، أو تعمل على التلاعب به، وإذا ما أرادت تمرير رسالة، أو موقف، أو تكريس قيمة أو ثيمة، يمكنها ذلك من خلال نخبة من النجوم الذين يمتلكون قدرة على الإقناع في الأداء، وفي الوقت نفسه، الإخلاص في تمرير الرسالة التي يُراد لها أن تكون حاضرة ومؤثرة.

الفيلم يحكي قصة فتاة، تقوم بدورها جيسيكا شاستاين، تعمل في لجنة ترمي إلى التأثير على صانعي القرارات السياسية. تقودنا الأحداث إلى تمكّنها من الكشف عن ألاعيب السياسة، وما يرتبط بها من ظروف وترتيبات واتفاقات بين الأحزاب، وقوفاً عند الكيفية التي تدار فيها الانتخابات في واشنطن.

بالعودة إلى تقرير زان بروكس، الذي يشير فيه على القارئ بأن يمعن التفكير في الفيلم السياسي الليبرالي الذي تجرَّأ على الخوض بشكل أعزل في هذه القضية الإشكالية، من خلال دُور السينما. الفيلم تؤدّي فيه جيسيكا شاستاين دور البطولة، مُخاطراً في تناوله للسخط الذي انتاب «بديل اليمين»؛ علاوة على جرأة الرابطة الوطنية للأسلحة (NRA) وقصتها مع جماعات الضغط في واشنطن، والذين يدفعون باتجاه زيادة السيطرة على السلاح.

يقول بروكس بأنه يود أن يحتفظ بالفيلم باعتباره من أندر الأشياء؛ كونه يذهب في اتجاه مضاد لحضور السلاح في أعمال هوليوود؛ إلا أن الأمر يتحدَّد في أنه ليس لبّ الموضوع. أولاً، لأن الفيلم تم تمويله من قبل الشركة الفرنسية (يوروباكورب). وثانياً، أن صنّاع الفيلم يبدو أنهم متألمون بسبب التقليل من شأن السياسة التي يَرمي إليها. «قضية تشريع السلاح ليست نفسها موضوع الفيلم»، ذلك ما يحذر منه المنتج كريس ثيكيير. فيما كاتب السيناريو جوناثان بيريرا، حدّد قضية مثيرة للمشاعر في لبّ العمل، ولكنها ربما يمكن أن تكون واحدة من عدد من القضايا الأخرى التي يعجُّ بها. العودة إلى مشاهدة «الآنسة سلوان» خطوة أولى في المراوغة على طريق الخلاص. إنه يمثل واحدة من تلك المناسبات القليلة التي تجد فيها السينما نفسها على خلاف مع السلاح الناري، إلا أن ذلك لا يمكنه أن يحقق ما يمكن اعتباره تبرؤاً منه تماماً.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً