انطلق بوريس بيكر «بوم بوم» مثل الشهاب في عالم التنس أواسط الثمانينات ليصبح أبرز شخصية رياضية في ألمانيا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

لكن ادانته بتهمة التهرب الضريبي أمس الخميس هي الأحدث في سلسلة من الكوارث ابتلي بها بيكر منذ اعلان اعتزاله العام 1999 وتتضمن طلاقا مكلفا وفشلا للكثير من المشروعات التجارية.

وبعد ان حلق اللاعب المعروف بضربات ارساله القوية وقوة اصراره عاليا في سماء المجد بفوزه ببطولة ويمبلدون ثلاث مرات فقد خسر الآن غالبية ثروته وأيضا صدقيته في ألمانيا.

وبدأ ظهور السحب السوداء في حياته العام 1999 حين انفصل عن زوجته الالمانية الأميركية بربارا فلتوس. وانتهى زواجهما الذي دام سبع سنوات بالطلاق في يناير/ كانون الثاني 2001 بعد ان وافق بيكر على تسوية كلفتها ملايين الدولارات.

ووافق بيكر ايضا على دفع مبلغ تردد انه 2,8 مليون دولار للعارضة الروسية انجيلا ارماكوفا بعد ان اعترف بأنه والد ابنتها التي ولدت في مارس/ آذار2000.

وقال بيكر ان ارماكوفا حملت منه في غرفة الغسيل بأحد المطاعم حيث كان قد أسرف في شرب الكحوليات بعد ان خسر آخر مباراة له في ويمبلدون أمام الأسترالي باتريك رافتر العام 1999.

ووصف بيكر ذلك الحادث بأنه: «خمس ثوانٍ ستلاحقني ما بقي من عمري».

ولحق بصورته مزيد من الضرر أمس بالحكم بسجنه عامين مع وقف التنفيذ وغرامة باهظة بعد ادانته بالتهرب الضريبي.

وبزغ نجم بيكر في عالم التنس العام 1985 حين أصبح أصغر شاب يفوز ببطولة ويمبلدون وكان في السابعة عشرة حينئذ.

وكان أول لاعب غير مصنف يفوز بالبطولة. وأسر اللاعب قوي البنية ذو الشعر الاحمر قلوب عشاق التنس في كل مكان بضربات ارساله الساحقة وحركاته البهلوانية في الكرات العالية وشجاعته في استعادة السيطرة على مباريات كاد ينهزم فيها.

وجمع بيكر بين التواضع والاسلوب الطلق في التعامل مع الناس. لكن العامل الحاسم في دعم مكانته كان أسلوبه المغامر على ملاعب ويمبلدون التي كان يصفها بأنها عرينه.

وبانتصاره في ويمبلدون العام 1985 تمكن بيكر بمفرده تقريبا من نقل بلده من هامش رياضة التنس لتحتل مكانا بارزا على الخريطة الدولية للرياضة.

ونفذ بيكر الى قلوب الالمان بدرجة لا ينافسه فيها رياضي آخر. وكان سببا في ظهور مصطلح (هوس بيكر) في اللغة الألمانية.

وكان صعود بيكر الى الادوار النهائية للبطولات سببا كافيا لدخول شبكات التلفزيون في عمليات محمومة لاعادة جدولة برامجها لمتابعة المباريات ارضاء للجمهور. وولد بيكر يوم 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 1967 في ليمن وهي بلدة صغيرة قرب هايدلبرج حيث عاش والداه الفيرا وكارل هاينز بيكر.

وكان والده المهندس المعماري مغرما بالتنس وأدخل بيكر بينما لايزال طفلا إلى عالم الرياضة التي سادها في وقت لاحق.

وبدأ الطفل بيكر في سن الخمس سنوات يتلقى دروسا من اللاعب اليوغوسلافي السابق في كأس ديفيز بوريس برسكفار الذي كان مدربا لاتحاد التنس بألمانيا الغربية عن المنطقة.

وقال برسكفار الذي درب بيكر لعشر سنوات ان ارادة الفوز عند الصبي هي أكثر ملكاته اثارة للابهار.

وانضم بيكر الى برنامج الأشبال باتحاد التنس في المانيا الغربية ليفوز ببطولة المانيا للاشبال العام 1982 قبل ان يكمل الخامسة عشرة وهو اللقب الذي احتفظ به على مدى العامين التاليين.

وفي العام 1983 سافر إلى فلوريدا ليشارك في بطولة اورانج باول وهي بطولة العالم غير الرسمية للاشبال. وخسر في النهائي حينئذ.

وفي بطولة استراليا المفتوحة العام 1984 وصل الى دور الستة عشر كما بلغ الدور الثالث في بطولة ويمبلدون قبل ان تجبره اصابة في الكاحل على الغياب عن الملاعب لمدة شهرين.

واحترف بيكر اللعبة حينئذ. ولفت مدربه جوينتر بوش نظر زميله الروماني ايون تيرياك راعي اللاعب الارجنتين جويرمو فيلاس لموهبة بيكر.

وأصبح تيرياك مديرا لاعمال بورج واستثمر150 ألف دولار سنويا في اللاعب الشاب متوقعا فيما يبدو حجم الجوائز التي سيكسبها خلال 16 سنة امضاها في الملاعب والتي بلغت قيمتها 24,9 مليون دولار.

وبعد العام 1985 مضى بيكر قدما ليفوز بويمبلدون مرتين اخريين فهزم ايفان لندل العام 1986 وستيفان ادبرج العام 1989. وخسر ايضا في النهائي أربع مرات كان آخرها العام 1995