العدد 5265 - السبت 04 فبراير 2017م الموافق 07 جمادى الأولى 1438هـ

ظاهرة استيراد الطب الخاص

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تابعتُ بشغف حديثاً للدكتورة رئيسة المهن الطبية والتراخيص، تحدثت فيه عن إعطاء الرخص لأعداد متزايدة من المؤسسات الطبية من العيادات والمراكز والمستشفيات للأجانب لاستثمارها في هذا القطاع الشديد الحيوية والأهمية، لما فيه من مساس بصحة وأرواح الناس.

وإنني أتمنى أن تكون بعض هذه الرخص مشروطة بإنشاء عيادات للتخصصات في أنواع العلاجات المستعصية أو الغير متوفرة في البحرين، والتي إن وجدت فإنها محدودة ولاتتمكن من تلبية كثرة الطلبات عليها، مما يقلل من كفاءة تلك الخدمات، وتباعد من فترات انتظار المواعيد للمرضى.

وذكرت الدكتورة بأنه قد تمت الموافقة على 243 طلباً من 346 بنسبة 80 في المئة من المتقدمين، وهو عددٌ يبدو كبيراً لبلادنا الصغيرة! كما أود معرفة ما إذا كانت هنالك دراسة جدوى عن سبب حاجة البلاد لهذه الأعداد والتي تقدم نفس الخدمات العلاجية والأسعار تقريباً (من مراكز الأسنان والعلاج الطبيعي وعيادات عامة ومستشفيات صغيرة متواضعة) ويديرها الأجانب وأحياناً 100 في المئة، والتي أصبحت في كل (فريج كالخباز ودكاكين البقالة).

وإذ أتساءل عن مصير البحرنة؟ وإذا ما كانت هنالك شروطٌ خاصة بتعيين نسبة من الكفاءات البحرينية في هذه المؤسسات، وللمساهمة لتعيين أبنائنا الخريجين حديثاً والقابعين في بيوتهم في انتظار الفرج؟! وهل هنالك رؤية واضحة واستراتيجية لبرامج تدريبية تهدف إلى إحلال البحريني مكان الأجنبي خلال فترةٍ محدودة في تلك المؤسسات الطبية الخاصة؟

إضافةً لذلك من يحمي البحرينين في عياداتهم الصغيرة أو المستشفيات والمراكز التي أسسوها بعد جهدٍ جهيد؟ لتأتي استثماراتٍ من الخارج فجأةً وتلتهم شقى أعمارهم وتبتليهم في أرزاقهم؟ والتي قد يضطر البعض من الطرفين للمنافسة بتنزيل الأسعار للبقاء في الساحة وعلى حساب الجودة والعناية بالمرضى؟ إن الزيادة الكبيرة في إعطاء هذه الرخص مع زيادة الإنشاءات والمباني والبشر، والذي يضع ضغوطاً هائلة على الخدمات العامة التي تقدمها الحكومه للمواطنين، والموارد من استهلاك الكهرباء والماء، وازدياد ازدحام الشوارع... ألخ، في وقتٍ نحن في أمس الحاجة للمحافظة عليها مع انخفاض الدخل القومي الحالي .

ولقد ذكرت الدكتورة أن استشارياً أجنبياً قد استدعى لوضع نظام لتقييم تلك المؤسسات، والإشراف الرسمي على جودة خدماتها، ومن حقنا أن نتسائل هل كل تلك السنوات من الدراسة والخبرة التي اكتسبها البحرينيون في أفضل جامعات العالم لم تؤهلهم عبر عشرات السنين الماضية؛ لأن يقوم بعضهم بتلك المهمة لكي يُستدعى شخص من الخارج للقيام بها؟ وهل أصبح الاكتفاء الذاتي في كل حقل من أشباه المستحيلات في البحرين؟!

ودعوني أطرح سؤالاً أخيراً بكل احترام وموضوعية: هل أن فتح أبواب الصحة للاستثمارات الأجنبية، ومنافسة المواطنين العاملين في القطاع الطبي هو جزءٌ من الفكر العولمي الاقتصادي الذي يُصر على فتح الأسواق الداخلية أمام المنافسة الخارجية مهما كان الثمن، أم أن كل ذلك هو مقدمة لتقليص الخدمات الصحية الحكومية للمواطنين؟!

وكل ما أرجوه أن لاتكون شكوكنا صحيحة، وأن تتقدم حكومتنا الرشيدة بتقوية الطب العام، وتدريب البحرينيين ليصبحوا الأكثر جدارةً في بلادهم، ولخدمة مواطنيهم، والله الموفق.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 5265 - السبت 04 فبراير 2017م الموافق 07 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 8:17 ص

      كلامها يحوي الكثير من الحقيقة، واضيف بان مسالة مايسمى بالتامين الصحي ما هو الا بداية لتحويل الصحة المجانية للمواطنين التي هي من حقوقهم الاساسية الى صحة مدفوعة الأجر من قبل المواطن. كما ازيل الدعم عن الكثيرمن الخدمات كاللحم والكهرباء و الماء و البترول ووووووو

    • زائر 14 | 8:34 ص

      الاطباءالغافلون

      لايكفي ان تكون طبيباً بارعاً عليك ان تقيم نفسك وتعرف حقوقك وان لاتدع من هب ودب يأخذ لقمتك وتعبك وشوية تنازلات من الكفاح ووقت يحمي ظهرك ومهنتك من ان ياكلها الآخرون فتحركوا في جبهة عاقلة وحاربوا من اجل حقوقكم ومهنتكم ضد الاغراب

    • زائر 12 | 8:29 ص

      الاطباءعليهم دور

      يجب ان يتعلم الاطباء بان دورهم ضروري في ذلك الغزو الاجنبي فالانسان الساكت على حقوقه هو شيطانٌ اخرس

    • زائر 10 | 8:26 ص

      تكاثف الاطباء

      يجب ان يتكاثف الاطباء ويتخذوا منهجاً للدفاع عن مشاكلهم مع تكاثر الاجانب والا راحت عليم المهنه وحسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 9 | 5:36 ص

      الأخت سهيلة..تحية و بعد..هل هناك رؤية واضحة لبرامج التدريب و الإحلال....هذا هو السؤال الجوهري وإذا لم تتم الإجابة عليه من المعنيين (وزارة الصحة/المجلس الأعلى للصحة/تنظيم المهن نهرا) قبل البدء ببرنامج الضمان الصحي الوطني 2018-2019 يكون مصير العاملين في الحقل الطبي/الصحي غير واضح و ربما ينتهي كما انتهت /انقرضت باقي الحرف /المهن في البحرين...الأمر جد خطير و عاجل.
      د.رضا ع...

    • زائر 8 | 5:21 ص

      هيئة المهن الطبية في تخبط كبير همهم الوحيد جمع الفلوس بكل طريقة. تنسوا ان الاطباء البحرينيون سيعانون من زيادة فتح العيادات العامة من قبل الاجانب لدرجة ان الطبيب البحريني الذي اعتمد ان يعيش من دخله لم يعد يستطيع ان يواصل في عيادته لان سعر الاستشارة الطبية في عيادة الاجانب 3 دنانير ولا ندري كيفية هذا الحساب في ظل تكاليف عمل العيادات. هيىة المهن الصحية مع الاسف لا تراعي الاطباء البحرينيين بل تحرضهم بالحصول على سجل تجاري وكأنما اصبح الطب تجارة من ضمن السلع المعروضة وليست مهنة انسانية

    • زائر 7 | 3:29 ص

      أي بحرنة؟
      عن أي بحرنة تتحدثين؟ للتو خرجت من مستشفى وكان في ألأستقبال خمسة موظفين منهم واحدة بحرينية والباقي أجانب خليط من جنسيات مختلفة. اذا كان هناك مبرر لجلب أخصائيين واستشاريين في تخصصات معينة, فما المبرر لجلب كل هذا العدد من الطاقم التمريضي والفنيين ناهيك عن موظفي الكتابة كالأستقبال والكاشير في ظل وجود أعداد هائلة من البحرينيين بامكانهم ويرغبون بملئ هذه الوظائف.

    • زائر 6 | 12:39 ص

      اوّلا اهم شيء ان بعض الهوامير هي المستفيدة من هذا المشروع والشعب فليذهب للجحيم
      ثانيا بعد ايام ستكون هناك زاوية لاكتشاف الاطباء المزيفون والمزورون لشهاداتهم وكل يوم خبر من هذه الاخبار
      والضحايا هم من الفقارة

    • زائر 5 | 12:30 ص

      اسألة مهمة ولاكن عمك اصمخ ...

    • زائر 3 | 10:51 م

      البحرين مغناطيس لكل نطيحه و مترديه ختى على مستوى الاطباء

    • زائر 1 | 10:49 م

      بصراحه ما شفنا دكتور اجنبي كفاءه و البحرينيين احسن منهم بواجد مع انهم مو الافضل لكن لطبيعه السوق فالاجنبي الحالي اللي يختار البحرين هو الاسوا على الاطلاق ممن انتجته بلادهم فلا الراتب مجزي و لا المستقبل موعود له في هده البلاد وباختصار لو فير خير راح اروربا او امريكا او حتى قطر

    • زائر 4 زائر 1 | 11:12 م

      الله اكبر على اسعار طب الاسنان في البحرين يقصبون الواحد نصفين ولا يرحمون الناس من جشعهم همهم مص افلوس الناس بكل الطرق حسبي الله ونعم الوكيل

اقرأ ايضاً